ألدار خليل: مصر الأقرب لمشروعنا الفيدرالي في سوريا مقارنة بالقوى العالمية الأخرى المؤيدة لاحتلال عفرين

سلّط الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM في شمال سوريا، ألدار خليل، الضوء على عدد من الملفات الهامة خلال حديث أجراه مؤخرًا مع صحيفة "الوطن" المصرية على هامش زيارته إلي القاهرة والتي عقد خلالها لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية،:

سلّط الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM في شمال سوريا، ألدار خليل، الضوء على عدد من الملفات الهامة خلال حديث أجراه مؤخرًا مع صحيفة "الوطن" المصرية على هامش زيارته إلي القاهرة والتي عقد خلالها لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية، بحث خلالها الجانبان،  سبل وكيفية تطوير الحل السياسي في سوريا.

وتحدث خليل في الحوار الصحفي عن الموقف المصري من مشروع الفيدرالية الديمقراطية، إضافة إلي موقف المشروع من نظام بشار الأسد، وعلاقته بكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ودور القوتين العظمتين المؤيد للاحتلال العسكري التركي لعفرين.

أكد خليل، أنه منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، حافظت مصر على موقعها على مسافة واحدة من أغلب الأطراف، وبهذا حافظت على تأثيرها في المعادلة السورية، وقد فتحت «القاهرة» المجال سابقاً لعقد بعض المؤتمرات التي جمعت قوى المعارضة السورية في القاهرة، لتجتمع وتوحد مواقفها، كما حافظت على مواقفها من النظام السوري أيضاً، حتى لا تكون مع المعارضة ضد النظام أو مع النظام ضد المعارضة.

وأوضح خليل، أن حفاظ مصر على هذه المكانة إضافة إلي مكانتها التاريخية وتأثيرها في البلدان العربية، يؤهلها خصوصاً في هذه المرحلة، ليكون لها تأثير أكبر في المعادلة السورية

وأكد الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي في تصريحات صحفية، أن الاعتماد على الحل العسكري لن يجدي نفعاً، خصوصاً أن سوريا تشهد حرباً عالمية ثالثة بفعل وجود قوى ودول كثيرة في سوريا، ولهذا لا بد من تطوير الحل السياسي، والذي يتمثل حالياً في لقاءات «جنيف» باعتبار أن من يديرها هو مندوب الأمم المتحدة، وبالتالي ما يصدر عنها يكون ملزماً للجميع، لافتًا إلي ضرورة وجود منصات ومؤتمرات أخرى تساندها، معربًا عن اعتقاده بأن عقد مؤتمر «القاهرة 3» في مصر، سيكون مكملاً لـ«جنيف»، وهذا سيساعد على تطوير جهود الحل السلمي والابتعاد عن الحلول العسكرية، موضحا أن الجهات الرسمية المصرية، خصوصاً وزارة الخارجية، أبدت تأييدها لهذا المشروع، معلنة دعم مصر لما يتفق عليه أطراف المعارضة في القاهرة، وتعهدت الجهات الرسمية في مصر كذلك بإفساح المجال لعقد المؤتمر وتوفير التسهيلات اللازمة.

مصر الأقرب لمشروع الفيدرالية الديمقراطية

وأشار خليل، إلي أن مواقف مصر في الأزمة السورية هو الأقرب لمشروع الفيدرالية الديمقراطية، مقارنة بالدول الإقليمية والعالمية.

وأوضح خليل،  فمثلاً بعد الاحتلال التركي والعدوان على مدينة «عفرين» في شمال سوريا، كانت مصر هي أول من أبدت رفضها وإدانتها للاحتلال التركي بشكل تام، إلى جانب ذلك، حين طرحنا مشروع الأمة الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، كانت مصر تؤيد موقفنا ولم تعارضه، أما مشروع الفيدرالية الديمقراطية فهو وضع مختلف قليلاً، مصر لم تعاد مشروعنا ولم تعبر أيضاً بشكل رسمي عن تأييدها للمشروع، بشكل عام، تنظر «القاهرة» إلى مشروع الفيدرالية إلى أنه مشروع جيد ويمكن أن يجد فيه السوريون النظام الذي يعيد إليهم الاستقرار من جديد بمشاركة كل المكونات السورية، من حيث المبدأ، يقول المسؤولون المصريون إن الفكرة جيدة، ولكن الإقرار بأن هذه الفكرة يجب تبنيها أم لا، هي مسألة تعود للشعب السوري، «القاهرة» تتحفظ دوماً على هذه النقطة، بمعنى أن مصر لا ترغب أبداً في أن تبادر بفرض أي مشروع على الشعب السوري، وترى أن إبداء رأيها في المشروع سيعتبر فرضاً له على السوريين، ولكن رغم ذلك لم تعترض «القاهرة» عليه، وعلى أي حال، المشروع بحد ذاته يحتاج إلى المزيد من العمل عليه، يحتاج أن يتوافق السوريون عليه ويقتنعون به، وبشكل عام، كل المشروعات المقترحة حالياً تشكل أساساً لمشروع الفيدرالية الديمقراطية.

القبول ببشار الأسد رئيساً لسوريا

وفيما يتعلق بقبول بشار الأسد رئيساً لسوريا، في حال موافقته على مشروع الفيدرالية الديمقراطية، أكد خليل، أن المشكلة منذ البداية ليست في الأشخاص أو في رأس الهرم، لافتاً إلي أن القضية هي قضية ثقافات وشعوب وكيفية التعايش والتشارك بين المكونات المختلفة في سوريا، وما النظام الذي يمكن أن يجمع كل هذه المكونات، وقد حاولنا أن ننأى بأنفسنا عن الصراع على السلطة، لأنه ليست لدينا أبداً النية للصراع على السلطة مع أي أحد، وهدفنا الوحيد هو سوريا ديمقراطية بنظام ديمقراطي يتساوى فيه الكردي والعربي والسرياني والآشوري، ويكون التعايش بينهم مكملاً ومتوافقاً، وحين يكون هناك دولة ديمقراطية، يكون هناك آليات ديمقراطية تضمن الديمقراطية للكل.

وأضاف:" أنا هنا لا أريد استباق الأمور وتحديد أسماء أو غيره، ولكن إذا صارت سوريا ديمقراطية، فإن بقاء أو عدم بقاء بشار الأسد سيكون مرتبطاً بالنظام الديمقراطي، أما إذا لم تصبح سوريا ديمقراطية، فإن هذا يعنى أن المشكلة لم تُحل، مثلاً إذا بادر وقال: «يا ممثلي شمال سوريا سأقبلكم»، سنسأل حينها: «كيف سيكون قبولنا؟»، حيث إن قبوله لنا يعنى أن شكل الدولة سيتغير، وشكل النظام سيتغير، بمعنى أنه ستكون هناك تغييرات، ولذلك أنا لا أستطيع تحديد اسم فلان أو غيره ليبقى، بالنسبة لنا أي نظام يدير البلد."

انضواء قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري

في السياق نفسه، علق الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي، على طرح الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، السيدة إلهام أحمد، بأنه في حال وجود نظام وشكل جديد للدولة السورية، فلا مانع من انضواء قوات سوريا الديمقراطية في إطار الجيش السوري إذا تم التوافق حول الحل السياسي، قائلاً:"إذا أصبحت سوريا ديمقراطية وأصبحت كل المكونات تمثل نفسها وثقافتها، سنكون بطبيعة الحال جزءاً من سوريا، وسوريا تعتبرنا جزءاً منها، وسيكون الاقتصاد والعسكرة وكل شيء معمماً على الدولة، وإلى جانب ذلك سيكون لكل مقاطعة خصوصيتها. مثلاً يجب أن يكون هناك جيش وطني عام لعموم سوريا، وفى نفس الوقت تكون هناك قوات داخلية داخل المقاطعات لحفظ الأمن الداخلي مثل الشرطة وما شابه ذلك، وكل هذا سيكون نتاجاً لما يتم التوافق عليه."

العلاقات مع روسيا

وعن طبيعة العلاقات مع روسيا، قال خليل:" كنا نحاول ونسعى دائماً أن تكون علاقاتنا مع روسيا جيدة وألا نكون على خلاف وقطيعة معها، وقد سمحنا لهم بوجود قوات وقواعد عسكرية فى مناطقنا، ولكن بعد الاتفاق بين روسيا وتركيا وترك المجال مفتوحاً أمام «أردوغان» لاحتلال «عفرين»، لم يعد هذا قائماً، ونحن نرى أن روسيا تصرفت بشكل يخالف الأعراف والأخلاق وطبيعة العلاقات الدولية، وتقربهم إلينا كان تقرباً غادراً، حيث ادعوا أنهم لن يتفقوا مع تركيا أبداً في الهجوم على «عفرين»، ولكن اتضح بعد ذلك أنهم كانوا على اتفاق وأنه كانت هناك غرفة عمليات مشتركة بينهم، وأن روسيا هي من حاولت في المحافل الدولية منع أي قرار دولي لوقف تركيا عن اعتداءاتها، بمعنى أن روسيا هي من سهلت لتركيا احتلال عفرين، وهذا تسبب في توتر العلاقات بيننا ولا تزال متوترة إلى الآن."

الاتفاق على مواجهة احتلال عفرين

وفي هذا الصدد أوضح خليل، أن الاتفاق مع الجيش السوري على مواجهة احتلال تركيا لعفرين، كان من منطلق أن النظام يسعى لحفظ ماء وجهه، ومن جهة أخرى النظام السوري لا يمكنه التحرك بعيداً عن روسيا كثيراً، وما تفرضه روسيا هو ما يحدث، النظام السوري أيضاً كان يرسل رسالة مباشرة إلى بعض الدول العربية بأنه لا يقبل احتلال دولة أخرى لأراضيه، ولكنه كان يعيد النظر في موقفه لأسباب عدة، منها أنه كان يأمل في مساعدة الأتراك لإخراج المقاتلين المتطرفين من «الغوطة» وإرسالهم إلى «عفرين»، وهذا ما نص عليه الاتفاق الروسي التركي، ولم يعترض النظام السوري على ذلك، وفى النهاية، أرسل مجموعات مسلحة إلى محيط «عفرين» لكي لا يسجل عليه فقط أنه لم يتحرك أثناء احتلال دولة أخرى لأراضيه، وللأسف استشهدت كل المجموعات التي أرسلها النظام، ولم تتخذ سوريا أي موقف لحماية قواتها.

موقف واشنطن من احتلال عفرين

وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، من الاحتلال التركي لعفرين، قال خليل:" إن كل الدول الموجودة في سوريا لها حساباتها ومصالحها، وكل دولة تتحرك وفقاً لمصالحها ومدى وجود عائد عليها، ولكن هناك أموراً يجب أن نذكرها، وهى أن الشمال السوري مقسم إلى جزأين، الأول في شرق الفرات تحت تأثير النفوذ الأمريكي، والجزء الغربي تحت تأثير النفوذ الروسي، ودول التحالف قبل أن يحدث العدوان التركي على «عفرين»، كانت تلمح -وعلى رأسها الولايات المتحدة- بأنه إذا حدث أي شيء في منطقة غرب الفرات فإننا لن نتحرك لإنقاذكم، على عكس الروس الذين دافعوا عن حلفائهم، يبدو أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي كان له حسابات بألا يفتح جبهة حرب مع تركيا عضو حلف الناتو، خصوصاً بعد تطويرها علاقاتها مع روسيا، وهم لا يرغبون في ترك تركيا «الناتو» تماماً وتذهب إلى جانب روسيا".

 

 

 

 

 

المصدر: صحيفة الوطن المصرية.

الصورة: صحيفة الوطن المصرية.