أزمة تركيا..أردوغان يتّهم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وصحف ألمانية تصفه ب"السطان المفلس"

تشهد أسواق التداول تراجعاً مستمرّاً لليرة التركية مقابل الدولار, فيما يتّهم الرئيس التركي نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالتسبّب في الأزمة الحالية, ووصفهم بطالإرهابيين", في الوقت الذي علّقت فيه صحف ألمانية على موقف أردوغان ووصفته ب"السطان المفلس".

في ظلّ المستوى المتدنّي للعملة التركية أمام الدولار الأمريكي والتراجع المستمر الذي يشهده الاقتصاد التركي, حمّلت أطراف عدّة مسؤولية هذه "الانتكاسة" للرئيس التركي, رجب طيّب أردوغان, بسبب سياساته الداخلية والخارجية على حدّ سواء, والذي وصف المعلقين بسلبية على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"شبكة خيانة" متوعّداً بمحاسبتهم. وأطلقت السلطات حملة على مئات الحسابات تتهم أصحابها بالترويج "لأخبار زائفة" والمسؤولية عن تهاوي قيمة الليرة., في الوقت الذي وصفت فيه صحف ألمانية هذه الخسائر ب"انتكاس السلطان أردوغان".

"هانوفرشه ألغيماينه تسايتونغ"

وأرجعت صحيفة هانوفرشه ألغيماينه تسايتونغ الصدرة في مدينة هانوفر الألمانية أسباب التراجع الاقتصادي إلى "إضعاف المعارضة السياسية الداخلية إلى حدّ كبير", وذلك بعد التعديل الدستوري الذي قام به أردوغان, الذي عزّز النظام الرئاسي الجديد في ظلّ "اقتصاد هش وسقوط حرّ للعملة المحلّية", حيث لم تبقي الحكومة أيّ معارض يمكنه مراقبة سياسات أردوغان  بفعّالية, الأمر الذي أخلّ بالتوازن الداخلي, على حدّ تعبير الصحيفة.

وفي الشأن الأوروبي, شدّدت الصحيفة على "إعادة أردوغان النظر في توجّهاته" موضحةً أنّه لا يمكن لتركيا أن تأمل في مساعدة أوروبية "إلّا أذا قرّرت احترام قواعد اللعبة وإدراك الحقائق والاعتراف بها, وإحدى هذه الحقائق أنّا السلطان قد أفلس".

"فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ"

وأوضحت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه أنذ الصراع السياسي الذي يخوضه أردوغان "أظهره كمستبدّ سياسي" وذلك بسبب رغبته في "شيطنة القوى الأجنبية", الأمر الذي تسبّب في تفاقم الأزمة.

وانتقدت الصحيفة الطريقة التي يتعامل بها الرئيس التركي مع الأزمة الحالية موضحة أنّها "تخاطر بإلحاق أضرارٍ جسيمة ببلده", كما أكّدت على أنّ تركيا لن يكون بمقدورها تجاوز الأزمة الاقتصادية بدون مساعدةٍ خارجية وهذا ما يشكّل "كابوساً لدكتاتورٍ كأردوغان".

"ألغيماينه تسايتونغ"

أمّا صحيفة ألغيماينه تسايتونغ التي تصدر في مدينة ماينتس ذكرت أنّ التقارب من جديد مع أوروبا والتغلّب على الخلافات مع روسيا هما خياران مطروحان أمام أردوغان, فمن جهة سيلتقي وزير الخارجية الروسي, سيرغي لافروف بداية الأسبوع المقبل, ومن جهة أخرى سيقوم بزيارة رسمية إلى ألمانيا في شهر أيلول القادم, كما تسائلت الصحيفة عن "وجهة تركيا بقيادة أردوغان, المحتار أيّ طرفٍ سيختار".

"ميركيشه أودرتسايتونغ"

من جانبها, علّقت صحيفة ميركيشه الصادرة في فرانكفورت على الأوضاع الاقتصادية في تركيا بالقول إنّ "ضعف الليرة التركية ستؤثّر على ألمانيا أيضاً", وأضافت "ينطوي هذا التطوّر في تركيا على مخاطر كبيرة بالنسبة لأوروبا. من الممكن أن يؤدّي ضعف العملة التركية إلى أزمة مصرفية, قد تظهر بوادر هذه الأزمة بوضوح على المصارف الإسبانية, الفرنسية, الإيطالية والألمانية, وقد تتسبّب بانهيارٍ مالي ل6500 شركة ألمانية تعمل في تركيا".