أهالي قامشلو يودعون جثماني مقاتلين لقوات سوريا الديمقراطية إلى مثواهما الأخير

ودع أهالي قامشلو جثماني مقاتلين لقوات سوريا الديمقراطية إلى مثواهما الأخير في مزار الشهيد دليل ساروخان، وأكدوا أن دماء الشهداء الطاهرة قد سطرت ملاحم بطولية ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ.

شيّع اليوم، المئات من أهالي مدينة قامشلو جثماني مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، الشهيدين؛ جيا قامشلو، (الاسم الحقيقي: عبد العزيز درويش)، الذي استشهد بدير حافر في 26 كانون الثاني المنصرم، وريان (الاسم الحقيقي: ليث جريان كيرط) الذي استشهد في كوباني بتاريخ 16 كانون الثاني المنصرم.

شارك في المراسم ممثلون عن مختلف مكونات مقاطعة قامشلو، الكرد والعرب والسريان والأرمن، إلى جانب أعضاء المؤسسات والاتحادات الإدارية والنسائية والشبيبة، ورجال دين، وشيوخ ووجهاء العشائر الكردية والعربية، بالإضافة إلى نشطاء حقوقيين وكتاب ومثقفين وفنانين. كما حضر المراسم ممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة والأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا.

بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلته كلمة ألقتها الإدارية في مجلس عوائل الشهداء، فاطمة الجاسم، التي عزّت ذوي الشهيدين وتمنت لهم الصبر والسلوان، وأكدت أن انضمام عوائل الشهداء إلى هذه المؤسسة هو انضمام إلى "مؤسسة العز والكرامة".

وأشادت فاطمة بنضال وبسالة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، الذين يواجهون الاحتلال التركي ومرتزقته في جبهات سد تشرين وقرقوزاق، ويخوضون معارك شرسة دفاعاً عن الأرض والكرامة.

وأكدت أن "دماء الشهداء الطاهرة قد سطرت ملاحم بطولية ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ، وأشارت إلى أن دماء الكرد والعرب قد امتزجت في سبيل الدفاع عن الحرية والعدالة".

وشددت على وقوف الشعب إلى جانب القوات العسكرية، قائلة: "نحن معكم وندعمكم، وسيكون النصر حليفكم؛ لأننا أصحاب حق، ونحن ندافع عن شعبنا وأرضنا، ولن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن أرضنا ضد أي معتدٍ"

كما استذكرت المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، وعاهدت بالمضي قدماً على نهج فكره وفلسفته، مؤكدة أن المؤامرة قد فشلت؛ لأن فكر أوجلان يشبه النبع الذي لا يمكن أن يُمنع ماؤه عن شعبه.

من جانبه، تحدث عضو مجلس قامشلو العسكري محمد نذير صوفي، ممثلاً عن القوات العسكرية، استذكر جميع شهداء الحرية، وأشاد بتضحياتهم في سبيل حرية الوطن.

وأكد على "صمود الشعوب في مواجهة هجمات دولة الاحتلال التركي"، وعاهد بأن "القوات العسكرية ستسير على خطا الشهداء وستدافع عن شعبها حتى آخر نفس".

وأضاف: "سنكون كالسد المنيع أمام أي هجمات أو عدوان يمارس على أراضي شمال وشرق سوريا".

بدوره، قدم عضو مؤتمر الإسلام الديمقراطي، ملا سليمان علي، التعازي لذوي الشهيدين، واستذكر جميع الشهداء من خلال شخص الشهيدين جيا وليث.

وقال ملا علي: "لقد امتزجت أرضنا بدماء الشهداء، كرداً وعرباً وسرياناً، ومن يحاربنا ويحاول قتل شبابنا وبناتنا لا يفرق بين كردي وعربي، ولا بين مسلم ومسيحي. من هذا المنطلق، نؤكد لكم وللعالم بأكمله أن التضحيات التي قدمها أبناؤنا الشهداء على جبهات سد تشرين وقرقوزاق هي بمثابة الماء الذي يروي الأرض، وهؤلاء الشهداء يروونها بدمائهم الطاهرة، ليثبتوا للعالم أن روج آفا هي أرض الكرامة والعطاء، التي تنجب الأبطال الذين يكتبون أروع الملاحم البطولية في صفحات التاريخ الخالدة".

وأكد: "سطر أبناؤنا ملاحم بطولية خالدة على جبهات سد تشرين وقرقوزاق، لتبقى صفحات مشرقة في سجل التاريخ، حيث امتزج الدم الكردي بالعربي في سبيل الدفاع عن الأرض والكرامة".

وانتهت المراسم بقراءة وثيقتي الشهيدين، وتسليمها لذويهما ليوارى جثمانهما الثرى في مزار الشهيد دليل ساروخان، وسط زغاريد الأمهات.