واستند التقرير الذي أعدّ بأربع لغات (الكردية، العربية، الإنكليزية، التركية)، على دراسات استطلاعية أجراها مركز مؤتمر ستار للمعلومات بمقاطعة الشهباء، في المخيمات الـ 5 للمهجرين في المنطقة. معرباً في مطلع تقريره عن "قلقه البالغ إزاء أوضاع المهجرين في الشهباء".
وذكر التقرير أن الاستطلاعات ركزت على الوضع الصحي والاقتصادي وكذلك على الوصول إلى التعليم، كما كان التركيز على النساء والأطفال، مشيراً إلى أنه ونتيجة صعوبة إيصال الوقود إلى منطقة الشهباء، بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق، قلل المركز عملية المسح من 1000 استطلاع إلى 500 استطلاع.
وتوجد في مقاطعة الشهباء 5 مخيمات للمهجرين موزعة على أماكن مختلفة، وهي كل من مخيم (عفرين، سردم، الشهباء، برخدان، العودة).
في جزء من التقرير، ذكر تأثير الزلزال المدمر الذي ضرب باكور (شمال كردستان) وتركيا والعديد من المناطق السورية في 6 شباط الماضي، فقد التجأ، حسب التقرير، 3000 شخص من حلب (ممن هجروا من مقاطعة عفرين التي احتلتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها عام 2018)، إلى منطقة الشهباء وقرروا البقاء في مخيمات الشهباء.
منوهاً إلى أنه وحتى بعد الزلزال، لم ترفع حكومة دمشق الحصار الصارم أو تخففه، بل عرقلت إيصال الوقود والمساعدات والأدوية إلى المنطقة، كما أنها احتجزت المساعدات القادمة من مناطق الإدارة الذاتية لأيام.
تقييم الاستطلاع
وتضمن التقرير المُعّد من قبل مركز معلومات مؤتمر ستار، استبيانات متضمنة أسئلة حول الفرص الاقتصادية داخل وحول المخيمات، والوضع الصحي والفرص في المخيمات وحولها، وتقييمات للفرص التعليمية.
وتعيش جميع النساء اللواتي شاركن في الاستطلاع تقريباً في الخيم مع 5 أشخاص أو أكثر، كان جميع المستجيبين أمهات لعدّة لأطفال وفي بعض الحالات كان الأجداد يعيشون معهم، وفقاً للتقرير.
وذكرت حوالي 80 بالمئة من النساء اللواتي تمت مقابلتهن، أن هناك نقصاً في فرص العمل داخل المخيمات وحولها، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي (المالي)، ويجعل النساء يعتمدن على أزواجهن.
فيما يُظهر السؤال عن عدد المرات التي لم يقابل فيها المهجرون الطبيب لأسباب مالية على الرغم من مرضهم، إحدى الطرق التي تؤثر بها الحالة المالية على الوضع الصحي، صرح 82 بالمئة من النساء أنهن لم يقابلن الطبيب مرات عديدة لأسباب مالية بالرغم من مرضهن، في حين صرّح 10.4 بالمئة منهن عن عدم مراجعتهن للطبيب عدة مرات، وذكر 2.4 بالمئة، أنهن لم يذهبن إلى الطبيب مرة واحدة على الأقل.
الوضع الصحي
فيما يتعلق بالوضع الصحي، أجابت جميع النساء اللواتي تمت مقابلتهن على السؤال عما إذا كان الهروب (التهجير بفعل هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين) قد أثر على صحتهن، بـ "نعم".
وذكرت 27 بالمئة فقط من النساء أنهن يعتبرن صحتهن جيدة. 34.8 بالمئة قيمن حالتهن الصحية على أنها طبيعية، و38.2 بالمئة أجبن بأنها سيئة أو سيئة للغاية، حسب التقرير.
الحصار تسبب بوفاة امرأة حامل
وأكد التقرير أن أوضاع المخيم والحصار الذي تفرضه حكومة دمشق يتسببان في تدهور الحالة الصحية، قالت ازدهار نازا، القابلة القانونية التي تعمل في مستشفى آفرين في الشهباء، إنهن يواجهن صعوبات بسبب الحصار. وأضافت: "في الوقت الحالي، نشهد زيادة في عدد النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد B وC (..)، وعندما تأتي النساء الحوامل المصابات إلى المستشفى، يتوجب علينا إرسالهن إلى حلب لعدم امتلاكنا الأدوية والمواد الطبية الكافية، لكن نقاط التفتيش التابعة لحكومة دمشق غالباً ما تجعل الأمر صعباً بالنسبة لنا ولا تسمح لنا وللمرضى بالمرور.
ونوهت إلى حالة وفاة لامرأة حامل، كانت تبلغ من العمر (39 عاماً)، بسبب عدم التمكن من نقلها إلى حلب، وعدم توفر أي وسيلة لعلاجها.
أفضى التقرير إلى أنه يجب على القوى الدولية إدراك خطورة وضع الآلاف من الناس، وطالب بإدانة الحصار والاحتلال.
مؤكداً أنه ولدى سؤال المهجرين عما يأملونه في المستقبل، أجابوا جميعاً، دون استثناء، العودة إلى عفرين قريباً، وانسحاب تركيا من أراضيهم.