تفعيل منظومة إس-400 يفتح مجددا باب التوتر والعقوبات الأمريكية على تركيا

فيما بدأت تركيا الجمعة تجارب فعلية لاختبار منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، حذّرت واشنطن أنقرة من عواقب وخيمة إذا فعّلت المنظومة، بينما انتقد مشرعون أمريكيون تهاون إدارة ترامب في معاقبة أنقرة.

وندد زعماء الأغلبية والأقلية في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بشدة بإجراء تركيا يوم الجمعة اختبارا لنظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي S-400، وأدانوا تهاون إدارة الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع تركيا بخصوص هذه المسألة، وطالبوا بسرعة تطبيق عقوبات على أنقرة بموجب قانون “كاستا” لمعاقبة خصوم أمريكا.
ويأتي رد الفعل الأمريكي بعدما أفاد تلفزيون مقرب من الحكومة التركية، أن الجيش التركي أجرى تجربة إطلاق لمنظومة إس -400 في مقاطعة سينوب الشمالية على البحر الأسود، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن واشنطن "عبرت لمستويات رفيعة في الحكومة التركية" عن عدم قبولها لحيازة أنقرة لأنظمة أسلحة روسية مثل "إس-400"، محذرة من "عواقب وخيمة محتملة" لعلاقتها الأمنية مع تركيا، إذا قامت بتفعيل هذا النظام.
وقال رئيس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جيم ريش في بيان الجمعة إن اختبار تركيا المنظومة الروسية “سلوك غير مقبول” يشكل “تهديدا” لحلف الناتو، ودعا إلى فرض عقوبات على تركيا.
وجاء في بيان أصدره السيناتور جيم ريش “إن اختبار تركيا لنظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 هو سلوك غير مقبول من حليف في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما أنه يضر بالحلف ويشكل تهديدًا مباشرًا لطائرات F-35 وأنظمة حلفاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الأخرى”.
أضاف محذرا من تقارب أردوغان مع بوتين “تركيا وروسيا لديهما تاريخ عميق من الخلاف والصراع. بدأت العلاقة المزدهرة بين هاتين الدولتين التي يسعى أردوغان لتحقيقها تثير مخاوف جدية بشأن أمن شرق البحر الأبيض المتوسط والقوقاز. تتعارض هذه المصالح بشكل مباشر مع حلفاء تركيا القدامى في الناتو وتؤجج عدم الاستقرار في المنطقة”.
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، داع إلى فرض عقوبات على تركيا، قائلا “يتطلب القانون الأمريكي عقوبات ضد الدول التي تواصل تعميق علاقتها الدفاعية مع روسيا، ويجب على الإدارة الأمريكية أن ترسل إشارة قوية مفادها أنه يجب على تركيا سحب صفقات إس -400. موقفي من هذا الأمر ليس جديدًا – يجب أن يحاسب الرئيس أردوغان عن أفعاله خلال السنوات العديدة الماضية. ما يفعله اليوم يصعب تمريره".
كما ندد زعيم الأقلية بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب مينينديز باختبار تركيا المنظمة الصاروخية الروسية، قائلاً منتقدا التهاون الأمريكي في التعامل مع أردوغان “المناشدات الودية” لإدارة ترامب لا تردعه. وطالب بفرض عقوبات “فورية”.
وقال السيناتور بوب مينينديز إن “الاختبار الذي أجرته تركيا اليوم لنظام الدفاع الجوي الروسي الصنع S-400 هو تذكير صارخ بأن أنقرة لم تردعها مناشدات بسيطة من إدارة ترامب. أردوغان لا يرد إلا على الأفعال وليس الأقوال. في يوليو 2019، تسلمت تركيا نظام S-400 في انتهاك واضح للعقوبات الأمريكية التي فرضها قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال قانون العقوبات. تجاهلت إدارة ترامب القانون، وأضعفت أيدينا ضد بوتين. كما أنها شجعت أردوغان، مما أدى إلى إقدمها على اختبار -المنظومة الروسية- اليوم".
أضاف “يشكل فشل الرئيس ترامب في اتباع القانون وتقاربه مع رجب طيب أردوغان تهديدًا خطيرًا لأمننا القومي وأمن حلفائنا وشركائنا في الناتو في أوروبا. إن تفويض (كاستا) واضح ويجب على الإدارة اتباع القانون. يجب معاقبة تركيا على الفور لشراء هذا النظام واستخدامه “.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إطلاق الصاروخ "يتعارض مع مسؤوليات تركيا كحليف في الناتو وشريك استراتيجي" للولايات المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "لقد كنا واضحين: نظام S-400 التشغيلي لا يتوافق مع التزامات تركيا كحليف للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. نعترض على شراء تركيا للنظام ونشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا تقوم بتشغيله ".