سياسيون من جنوب كردستان: الدولة التركية تستهدف قوات البيشمركة وعلى الديمقراطي الكردستاني ألا يشعل الحرب

حذر ساسة من جنوب كردستان من تسبب الحزب الديمقراطي الكردستاني في حرب، وقال القيادي في البيشمركة المتقاعد، آوات قهرماني، والسياسي ياسين علي، أن الدولة التركية تستهدف البيشمركة.

ندد كل من القيادي في البيشمركة  المتقاعد، آوات قهرماني، والسياسي ياسين علي، الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي ودعيا حزب الديمقراطي الكردستاني PDK بألا يتسبب في حرب بين الكرد في جنوب كردستان (إقليم كردستان -العراق).

وفي هذا السياق قال آوات قهرماني: "من الضروري إجراء بحث جيد ثم اتخاذ قرار واضح. فبدون البحث لا يمكن اتهام الآخرين. إن البيان الذي ادلاه حزب العمال الكردستاني (PKK) واضح وواقعي، وعلى لجنة مستقلة التحقيق في الحادث والكشف عن الفاعلين. يدرك حزب الديمقراطي الكردستاني جيداً أن العربة قد  أصيبت من الجو، وما جرى للسيارة من تحطيم خير دليل على ذلك".

كما اكد قهرماني إن الحرب التي ستندلع ستكون سيئة للغاية وستتوجه ضد الكرد، وقال: "لتركيا اصبع في هذا الصراع بين الاطراف الكردية، لأنه عندما يتقاتل الكرد فيما بينهم، ستقف تركيا وتشاهد، لهذا ينبغي الا يكون حزب العمال الكردستاني سبباً للحرب بين الكرد، فالشعب الكردي لا يؤيد هذه الحرب. فهذه الحرب خطيرة بشكل خاص على الشعب الكردي في جنوب كردستان، لهذا يجب على كل الاحزاب الكردية والمثقفين والوطنيين معارضة ذلك ومنع نشوبها ".

إن حزب العمال الكردي متمسك بقوميته الكردية بقدر ما نحن متمسكين، ومن حقه ان يناضل في جنوب كردستان. علينا مراجعة تاريخ حزب الديمقراطي الكردستاني، منذ عام تأسيسه وحتى الآن قضى نصف عمره في شرق كردستان، اليوم يأتون ويقولون يجب على حزب العمال الكردستاني مغادرة جنوب كردستان، وليقاوموا في شمال كردستان وهذا ليس مكانهم، وإن الدولة التركية تحتل هذا المكان بسببه، وهذا بالتأكيد بيان خاطئ. الهدف الوحيد للدولة التركية هو احتلال الموصل.

فهي تقول "حتى إذا اصبح للكرد مكانة في إفريقيا، فإننا سنتدخل ونمنع ذلك" هل من الممكن ان تحمي هذه الدولة الفاشية التي تنتهج هذه الذهنية، انجازات الشعب الكردي في جنوب كردستان! إذا بقي احد ولم يدرك بعد الاهداف التي تطمح اليها الدولة التركية، فإنه لا يعرف قراءة الاحداث. هذا واضح جدا لأن الدولة التركية هي عدو الكرد، وهذا واضح كوضوح الشمس". 

 

وفي ختام حديثه، يرى قهرماني إنه "إذا اندلعت حرب بين الكرد فإن جنوب كردستان ستتكبد خسارة كبيرة. أتذكر جيداً، كنا نقاتل في الجبال في ذلك الوقت، وكان حزبي العمال الكردستاني والديمقراطي الكردستاني على وفاق حينها بأن حزب العمال الكردستاني سيتمركز في أجزاء كثيرة من الجنوب وخاصة قنديل. لا أستطيع أن أفهم، كيف توقع على الاتفاقية بنفسك والآن تقول ما هي وظيفة هذا الحزب هنا، والآن تطالب بمغادرته جنوب كردستان. الدولة التركية تجبر حزب الديمقراطي الكردستاني لقول هذا. لا أفهم لماذا بنفذ الحزب كل كلمة تقولها الدولة التركية. هذه سياسة خاطئة جدا وهي لا تصب في خدمة حزب الديمقراطي الكردستاني ولا الشعب الكردي ، إنها تصب في خدمة الدولة التركية فقط، لهذا ينبغي على حزب الديمقراطي الكردستاني بالا يتسبب في حرب بين الكرد، لأنها لن تفيده وتفيد الشعب الكردي، وانما ستفيد  الدولة التركية وستساعدها في تحقيق مآربها."

كما قلت سابقاً، يجب على شعبنا جميعا والكتاب والسياسيين الكرد أن يعارضوا مثل هذه الحرب. لن تؤدي هذه سوى الضرر بالكرد. كما لا ينبغي أن نكون محايدين، ويجب على الجميع إظهار رد فعل وموقف حيال ذلك. فعلى مر التاريخ، حارب الكرد ضد بعضهم البع ، ورأينا كيف تسببت الحرب بينهم في إلحاق الضرر بهم فقط، لذلك يجب على جميع الأحزاب والاطراف السياسية أن تعارض هذه الحرب ويجب أن تحذر حزب الديمقراطي الكردستاني. يعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني قوة رئيسية في الميدان وله تأثير، لذا عليه  وعلى حزب التغيير، المتحدون  والإسلاميون،  تحذير حزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الصدد، بألا يكون سبب في حرب بين الكرد، لأن مثل هذه الحرب ستلحق ضررا كبيرا بالشعب الكردي".

ومن جانبه  قال السياسي ياسين علي: "ما يحدث في المنطقة الآن هو سياسة الدولة التركية، وإن سبب احتلال الدولة التركية لجنوب كردستان ليس حزب العمال الكردستاني. حيث انشأت محطاتها وأنظمة الرادار الدائمة في المناطق التي احتلتها. كما أنها تحصل على معلومات استخباراتية من خلال هذه القواعد. لعل هذه القواعد تبني ضد حزب العمال الكردستاني، لكن يجب الإشارة إلى أن احتلال تلك المناطق يعني احتلال جنوب كردستان. لقد رأينا مؤخرا أن الدولة التركية ترتكب كل أنواع المجازر والجرائم، لكن العالم اصم وابكم. حيث تنفذ مجازر في ليبيا وأذربيجان وروج افا  وجنوب كردستان منذ سنوات."

ويوضح السياسي الكردي إنه منذ أن تم "إنشاء البيشمركة لحماية الشعب الكردي، يريد حزب الديمقراطي الكردستاني تنفيذ مطالب الدولة التركية بتوجيه البيشمركة لمحاربة قوات الكريلا. تحتل دولة  الاحتلال التركي جنوب كردستان منذ سنوات ويتم إعطاء الموارد الاقتصادية وخاصة النفط للدولة. إن هدف الدولة التركية واضح جدا، كلنا ندرك ذلك ونراه. فهدفها هو السعي الى ضم جنوب كردستان لأراضيها خلال العامين القادمين وذلك بعد انتهاء اتفاقية لوزان عام 2023، لذلك على الشعب الكردي في الاجزاء الاربعة من كردستان معارضة ذلك والتصدي للمآرب التي ترنو اليها دولة الاحتلال التركي."

ويؤكد كذلك أنه في الحادثة الأخيرة التي وقعت، "يعلم الجميع أن الدولة التركية قتلت البيشمركة وسيتم الكشف عن هذا قريبا. هذه كلها استفزازات تمارسها الدولة التركية وهي بذلك تهدف لخلق براثن الفتنة بين الاطراف الكردية لتعزيز وجودها في الساحة."

"يجب أن يكون كل الشعب الكردي والأحزاب السياسية والكتاب جميع  فئات المجتمع على دراية من ذلك والوقوف ضد الحرب الأهلية. هناك البعض لا يبدي أي موقف ضد الاحتلال التركي، وهذا امر معيب ومخجل. أدعو جميع الأطراف السياسية إلى توحيد صفهم والتكاتف ضد الاحتلال التركي وتوضيح موقفهم من هذا الأمر."

"لقد انهار اقتصاد الدولة التركية منذ عدة سنوات، والآن يريدون خلق حرب بين الكرد وإنقاذ نفسها من الازمة الاقتصادية التي تمر بها، لهذا يجب على جميع الأحزاب السياسية أن تظهر عدم رضاها عن هذا الاحتلال. الوضع الحالي أسوأ من الأنفال، لان هناك سياسة لإبادة الشعب الكردي تنفذ. لا ينبغي لأحد أن يقول إن هناك حرباً بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني. الدولة التركية تقتل الشعب الكردي منذ سنوات، هذه حرب بين الكرد والدولة التركية، وحزب العمال الكردستاني يناضل ضد الدولة التركية الفاشية،  لهذا يجب أن ندعم هذا ونخرج الدولة التركية من كردستان".