سوريا الغنية بالنفط تعاني أزمة مازوت!

سوريا الغنية بالنفط تعاني أزمة مازوت!

ANF قامشلو: تشهد جميع مناطق سوريا أزمة حادة في إمدادات المازوت لمحطات المحروقات, الأمر الذي تسبب في شلل جزئي في حركة العمل والمواصلات, وارتفاع أسعار المواد بكافة أنواعها.

أزمة المازوت بدأت في سوريا الغنية بالنفط منذ أكثر من شهر وتحديدا بعد تخفيض سعر المازوت, حيث أصبحت كميات المازوت الواردة إلى محطات المحروقات محدودة وبكميات لا تتلاءم مع الكميات المطلوبة لحاجة الآليات والمشاريع, ففي مدينة قامشلو كنموذج على هذه الأزمة يلاحظ المرء عند زيارته لأحد محطات المحروقات, طوابير طويلة من الآليات على مداخل المحطة وجوانب الطريق بانتظار دورها, حيث يتجمع أصحاب تلك الآليات عند مضخة التعبئة ليحجزوا دورهم وكثيرا ما يختلفون على الدور ويتخانقون بسببه, وقد لا يحالف الحظ البعض منهم فينتهي كمية المازوت المحدودة في الخازن, ويطّر إلى مغادرة تلك المحطة والتجول في مدينة قامشلو بحثا عن محطة أخرى على أمل ملئ خزان آليته, فيقضي بذلك نصف نهاره بحثا عن المازوت!.

وفي سؤالنا لأصحاب بعض الآليات في مدينة قامشلو عن سبب هذه الأزمة, كان الجواب المشترك للجميع هو أن الحكومة السورية تعمدت في تفعيل هذه المشكلة بغية ألهاء المواطن السوري بلقمة عيشه وأبعاده عن المطالبة بالديمقراطية وحقوقه المشروعة في الحرية والحياة الكريمة.

وفي لقاء لنا مع صاحب أحد محطات المحروقات للوقوف على السبب الحقيقي وراء هذه الأزمة, أكد لنا بأن هناك كميات كبيرة من المازوت في المستودعات كافية لتلبية احتياجات كافة محطات المحروقات إلا أن الشركة المسؤلة ترفض إعطائنا الكميات المطلوبة, وتتحجج بحدوث تهريب للمازوت إلى دول الجوار في حال أعطاء الكميات الكافية للمحطات, وأضاف بأن هذه الحجج غير مقنعة وغير منطقية,حيث كان سعر المازوت للتر الواحد قبل التخفيض 20 ل.س وبعد التخفيض أصبح 15 ل.س,أما أسعار المازوت في دول الجوار ففي تركيا حوالي 100 ل.س , وفي العراق حوالي 40 ل.س للتر الواحد , فـفارق 5 ليرات في السعر لا يمكن أن يكون دافعا قويا في حدوث حركة تهريب قوية كما يتحججون, فإن كان صحيحا هناك تهريب كان سيحدث قبل تخفيض سعر المازوت, وعلق قائلا أن الغاية من هذه الأزمة هو التأثير على حياة المواطنين وموارد عيشهم لتخفيف حدة الاحتجاجات في سوريا.

أزمة المازوت هذه تسببت في أزمة بحركة العمل وأدى إلى تضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية, وجميع المواد الأخرى, مما تضيف عبئ أضافيا إلى أعباء المواطن الكثيرة وتزيد من احتقان الشارع وتدفع الأوضاع إلى مزيد من التوتر والغليان.

وكالة فرات للأنباء – قامشلو