فؤاد كاف: أرادوا القضاء على الشعب الكردي في سجن آمد - تم التحديث

صرح السياسي الكردي فؤاد كاف إن الهدف من الممارسات التي نُفذت في سجن آمد كان تماماً مثل ما كان يهدف إليه هتلر في المعسكرات، وقال: "أرادوا كسر إرادة الأمة الكردية في شخص المعتقلين في سجن آمد، والعملية التي نفذها الرفيق مظلوم كشفت خريطة الطريق بوضوح شديد".

أجرى السياسي الكردي فؤاد كاف، في لقاء مع وكالة فرات للأنباء، تقييماً لسجن آمد الذي كان مركز التعذيب بالنسبة للدولة التركية، وبيان المقاومة بالنسبة لثوار حزب العمال الكردستاني ضد مفهوم التدمير، وفيما يلي الجزء الأول من اللقاء.


وقال فؤاد كاف إنه عندما يُذكر سجن آمد، فإن التعبير عنه بالتعذيب، أو من خلال ذكر اسم أسات أوكتاي يلدران وكمال ياماك فقط، وتابع: "يجب التعبير عن سجن آمد بأنه جريمة وحشية ارتكبت بحق أمة وشعب، ولأن المعتقلين هناك كانوا من أبناء الشعب الكردي، وكانوا من الكوادر القياديين في حزب العمال الكردستاني، فقد كان التعذيب والممارسات موجهة ضد الكرد والأمة الكردية".

"كان مثل المعسكرات التي أنشأها هتلر"

وأجرى السياسي الكردي فؤاد كاف التقييمات التالية:

"إن الذي كان يهدف إليه هتلر وممارساته في معسكرات الحرب العالمية الثانية، فإن الهدف والممارسات في سجن آمد كانت مثلها، وعندما يتم التحدث عن سجن آمد رقم 5، فإن هدفهم الوحيد لم يكن تعذيب مجموعة أو كوادر قياديين في حزب العمال الكردستاني لفترة قصيرة، أو عملية وحشية فحسب، ولو أنهم نجحوا في تحقيق هدفهم في ذلك الوقت، ولو أن المعتقلين استسلموا وانجروا إلى الخيانة، لكان حزب العمال الكردستاني قد خسر الكثير بالتأكيد في السنوات التالية، وبما أن القائد آبو كان في الخارج، فإنه لم يكن من الصعب أن يقوم حزب العمال الكردستاني بإعادة تنظيم نفسه، ولكان الأمر قد استغرق وقتاً طويلاً، لان استسلام المعتقلين في سجن آمد كان يعني تعمق الخيانة والتصفية.

"المعتقلون دافعوا عن نهج حزب العمال الكردستاني والأمة الكردية"

وكانت أهداف وغايات العدو والمعتقلين في سجن آمد استراتيجية بطبيعتها، إن الذين أنشأوا نظام 12 أيلول خلقوا مشاريع ومفاهيم للإخضاع في سجن آمد، كان هدفهم إجبار كافة المعتقلين على الاستسلام والاعتراف في المحكمة، وكان هدف المعتقلين هو النضال ضد ذلك، لإن الاستسلام كان يعني الخيانة، وتم الدفاع عن حزب العمال الكردستاني ونهج حزب العمال الكردستاني وأيديولوجية حزب العمال الكردستاني وبالطبع تم الدفاع عن الأمة الكردية وشعب كردستان هناك، قالوا؛ "لقد قمنا بدفن الكرد، واليوم سنقوم بدفنهم هنا أيضاً؛ أي أنهم سيقومون بدفنهم في سجن آمد"، وقال المعتقلون، وعلى وجه الخصوص مظلوم دوغان وخيري دورموش وكمال بير والرفاق الآخرون: "لا، لقد دفنتم الكرد من قبل، لكن القائد آبو كان يبحث عن سبيل وطريقة لانبعاث الكرد وأسس حزب العمال الكردستاني"، لذلك، الهدف والغاية الأساسية لحزب العمال الكردستاني هو إخراج الأمة الكردية والشعب الكردي المدفون تحت الخرسانة، وتحقيق انبعاثه، الهدف هو إنشاء فكر، عقلية، روح وحياة، وبهذا المعنى، كان سجن آمد بين قوتين، قوتان تريدان القضاء على بعضهما البعض، وواجهت استراتيجيات هاتين القوتين بعضها البعض، إحداها تفرض الخيانة والاستسلام، والتي هي استراتيجية ومفهوم العدو، والثانية كانت أن الثوار المعتقلون يناضلون ضد هذا المفهوم وهذه الاستراتيجية ولم يستسلموا أبداً.

"مارسوا كافة أشكال وأساليب التعذيب في العالم"

ولكي تحقق الطغمة العسكرية هدفها، كان لا بد من إنشاء الأدوات الأكثر ملاءمة، وكانت إحدى هذه الأدوات هي التعذيب، تم تطبيق التعذيب من الأكثر وحشية إلى الأكثر ليونة، كانت هناك عدة أنواع من التعذيب في العالم، واخترعت عدة دول أساليب تعذيب، واكتشف الجلادون عدة أساليب تعذيب، وتم ممارستها جميعها في سجن آمد، إن جميع أساليب التعذيب التي نفذت في أمريكا اللاتينية، جميع أساليب التعذيب التي نفذت خلال الحقبة العثمانية، مورست بحقنا في غضون 3-4 سنوات.

في ذروة الصيف، أي في أجواء تبلغ الحرارة فيها 50 درجة، كانوا يجبرون المعتقلون على الزحف عراة على الأرضية الخرسانية، وفي الشتاء، كان يتم تجريد المعتقلين من ملابسهم ويجبرونهم على الزحف بين الثلج، كانوا يضعون المعتقلين داخل حُفر الصرف الصحي، كانوا يضعون رؤوسهم في تلك الحُفر، وكانوا يتركونهم هناك أحياناً لدقائق، وأحياناً لساعات، وعلى وجه الخصوص، كانوا يعذبون المعتقلين بأسلوب "الفلقة"، وكان التجويع والتعطيش يمارسان كشكل من أشكال التعذيب بشكل كبير جداً، كانوا يعتدون على المعتقلين جنسياً باستخدام العصي، إنني أذكر أشكال التعذيب هذه في دقيقة واحدة، لكنهم في ذلك الوقت كانوا يمارسونها ليل نهار، كانوا يمارسون التعذيب على مدار 24 ساعة في اليوم.

لكن أكبر تعذيب كان أيديولوجياً، وكان ذلك حظر التحدث باللغة الكردية، كان التحدث باللغة الكردية محظوراً خلال اللقاءات مع عوائلنا، وكان 95 بالمائة من عوائلنا لا يجيدون التحدث باللغة التركية، ولأنهم لم يكونوا يجيدون التركية، فقد كانوا يأتون وينظرون في أعيننا لمدة دقيقة أو دقيقتين ثم يغادرون، وإذا قيلت كلمة كردية بالخطأ، كانوا يعذبون المعتقل وأفراد عائلته لساعات، وكانوا يرسلون أفراد العائلة إلى منزلهم بعد تعذيبهم، وفي بعض الأحيان كانوا يعتقلون أفراد العائلة أيضاً، على سبيل المثال، كان يتم اعتقال المحامين أيضاً، كما كان يتم اعتقال أفراد العائلة بسبب تحدثهم باللغة الكردية، وكانت هناك لافتة في مكان الزيارة كتبوا عليها: "تحدثوا بالتركية، تحدثوا كثيراً"، ومن هذه الناحية، فإن الزيارة كانت شكلاً من أشكال التعذيب أيضاً.

وكان أسات أوكتاي يلدران قائداً لمعسكر أسرى الحرب القبرصيين واليونانيين أثناء احتلال قبرص عام 1974، وكان رئيس الأمن الداخلي، وكمال ياماك كان هو قائد الفيلق السابع، وفي الوقت نفسه، كان أحد المسؤولين الرئيسيين في أول منظمة للـ كونترا كريلا في تركيا، وفي الأساس كان يحصل على راتبه من أمريكا، كان قائد الفيلق السابع، وبطبيعة الحال، كان أيضاً المسؤول الأول للسجن، وكان القاضي والمدعي العام يشكلان فريقاً واحداً، لقد حاولوا جعلنا بلا تأثير من خلال القوانين والأنظمة، بعبارة أخرى، كانوا يفعلون ذلك بالعقوبات، وأسس أسات أوكتاي منظمة تسمى "اتحاد الشباب الكماليين" وكانت تتكون من المُعترفين، على سبيل المثال، شاهين دونمز، يلدرم مركيت، خضر أكباليك... كانوا من المعترفين، وقاموا بتعذيب المعتقلين وجرهم إلى شبكة المعترفين، وبما أن معظمهم كانوا مسؤولين في الخارج، فقد كانوا يعرفون أين كان الجميع وماذا كانوا يفعلون، ولذلك كانوا يذهبون ويداهمون الزنزانات، وكانوا يقولون للجميع ماذا كانوا يفعلون وكانوا يكشفون عن ذلك في المحكمة ويجعلونهم من المعترفين.

وتم تشكيل مجموعة التعذيب المكونة من ثلاثة أشخاص بزعامة أسات أوكتاي يلدران، وقد عرفت هذه المجموعة نفسها باسم القانون، وكانت هناك أيضاً مجموعة من المعترفين، أما المعتقلون الذين لم يكونوا بينهم فكانوا يتعرضون للتعذيب من الصباح حتى الليل، ولهذا السبب، كانت العملية قاسية للغاية لدرجة أن المعتقلين وصلوا إلى مستوى لم يعد بإمكانهم المقاومة فيه، وما لا يقل عن 60 بالمائة من المعتقلين لم يعرفوا ما الذي يجب فعله وكيف يتصرفون، لذلك ضلوا طريقهم.

ومن ناحية أخرى، انتشرت الاعترافات والخيانات، وبطبيعة الحال، فإن المعتقلين الذين لم يريدوا ارتكاب الخيانة والاستسلام تعرضوا للتعذيب، ولكن في ظل هذا التعذيب الشديد، سُحق الكثيرون، تعبوا وأصيبوا بالمرض وأصبحوا "جلداً على عظم"، لكن كانوا يعذبون حتى الذين استسلموا أيضاً، أي أن التعذيب كان في كل مكان، حتى لو استسلمتم، فلن تتخلصوا من التعذيب، أي سوف تتعرض للتعذيب بالتأكيد، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من هؤلاء المعترفين الذين كانوا يستخدمونهم مثل شاهين دونمز، يلدرم مركيت، خضر أكبالك، لم يتعرضوا للتعذيب الوحشي، كانوا يدخلون الكلب أسات أوكتاي ويحممونه وينظفونه، وفي هذا الصدد، مررنا بمكان مثل الجحيم.

"أرادوا إبادة الشعب الكردي"

أستطيع أن أقول إن المعتقلين كانوا يقاومون في الظلام، من المستحيل وصف سجن آمد في جملة واحدة، لذلك يمكنك تسميتها متاهة، أو متاهة مظلمة، يمكنك أن تسميها عصر الوحشية، يمكنك أيضاً القول إنه المكان الذي شهد أكبر عدد من عمليات التعذيب والممارسات اللاإنسانية، يمكنك أيضاً أن تقول إنه المكان الذي كان يتم فيه إبادة الأمة الكردية والشعب الكردي، أي أنه يمكن للمرء أن يطلق عليها مسمى الإبادة الجماعية للشعب الكردي".

"البحث قد بدأ، وكان يجب القيام بشيء ما..."

وذكر فؤاد كاف أن بحث المعتقلين عن شيء يفعلونه ضد نظام التعذيب الفاشي قد بدأ، وتابع:

"الآن وصلنا إلى هذا المستوى لدرجة أن الرفيق مظلوم، الرفيق كمال، الرفيق خيري بدأوا بالبحث عن شيء ما ليفعلوه، فإذا لم يضع حد لتلك الحالة، فإن مجزرة ما سترتكب، ولهذا السبب، كان الرفيق مظلوم دوغان مقتنعاً قناعة تامة أنه يجب وضع حد، وأضرم النار بجسده باستخدام 3 أعواد ثقاب في ليلة 21 آذار 1982 وضحى بحياته، وبالتأكيد، كانت هذه فعالية فدائية على أعلى مستوى وفي نفس الوقت أظهرت خارطة نضالية واضحة للغاية.

وبهذه الفعالية أرسل الرفيق مظلوم رسالة مفادها؛ "إذا لم تتمكنوا من العثور على طريق، فقد فقدتم خريطتكم تماماً ولا تعرفون ماذا ستفعلون أو كيف ستفعلونه، وفي ذلك الوقت فإن فعاليتي هي الخريطة نفسها، هذه هي الطريقة التي تبحثون عنها، أي فعاليتي، إذا كنت في الظلام، فأنا النور والضياء، أنا أشعل شرارة، وأنت تسير وفق هذه الشرارة، على هذا الطريق، حسب هذه الخريطة، لذلك، بدلاً من الاستسلام أو الخيانة، يمكنكم اختيار طريق فعاليتي"، وفي الواقع، كانت دعوة الرفيق مظلوم على هذا الأساس.

وبالفعل، أدرك المعتقلون على الفور دعوة الرفيق مظلوم دوغان، أي أنه لم يقال: "لماذا ضحى مظلوم دوغان بنفسه؟ وبدلاً من البحث عن سبب قيامه بذلك، ظهر نهج تفسير مفاده "هذا هو الطريق، هذه هي الحقيقة، إذا كان هناك طريق، فلا بد أن يكون هذا"، وبعد ذلك مباشرة، في 17 أيار 1982، أضرم الرفيق فرحات كورتاي وثلاثة من رفاقه النار بأجسادهم وضحوا بأنفسهم، قالوا: "اخترنا طريق الرفيق مظلوم دوغان، لم نكن نعرف ماذا نفعل حتى الآن، لكن الرفيق مظلوم دوغان ضحى بحياته في ذلك الوقت، وسوف نضحي بحياتنا أيضاً، وسنسير على الطريق الذي مهده، وبالفعل ساروا على ذلك الطريق، وانتشر النور، وأصبح من الممكن رؤية الجميع في ذلك الظلام، سوف نسير على هذا الطريق"، أشرف أنيك، محمود زنكين، فرحات كورتاي ورفاق آخرون ضحوا بحياتهم بهذه الطريقة.

هذا ليس انتحاراً، إنها فعالية

ربما في مناطق كثير حول العالم، أضرم الكثير من الناس النار في أجسادهم احتجاجاً، ولكن لم يُشاهد في أي مكان في العالم أن أربعة معتقلين يجتمعون معاً ويحرقون أنفسهم في زاوية سرية، ومع ذلك، فإن الذين طوروا أنفسهم في أيديولوجية حزب العمال الكردستاني، وتعرفوا على سياساته، وفهموا شخصيته وأخلاقه، يمكنهم القيام بذلك، الرفيق فرحات ورفاقه أصبحوا مثالاً في العالم أجمع بهذه الفعالية، وعندما كان المعتقل يحترق بالنار، أرادوا أن يسكبوا عليه الماء، فصرخ من وسط النار وقال؛ "لا تسكبوا الماء، إنها خيانة، إن الذي نفعله ليس انتحاراً، إنها فاعلية، فعالية احتجاجية، لقد نفذنا فعالية ضد عدونا".

وبعد فعالية الرفيق مظلوم دوغان، استمر التعذيب، واستمرت الخيانة ولم تقل، فنُفذت فعالية الرفاق الأربعة، لكن لم يحدث أي تغيير أيضاً، وبطبيعة الحال، لماذا لم يحدث أي تغيير؟ لأن العدو قد وضع خطة وكان يطبق مفهوم؛ سأقضي بالتأكيد على حزب العمال الكردستاني في سجن آمد، ولذلك، لم يكن من الممكن القضاء على هذا المفهوم بفعالية أو اثنتين، ومن هذا المنظور، كان من الضروري تنفيذ فعالية أخرى، تنفيذ فعالية ثالثة.

كان الرفيق خيري دورموش والرفيق كمال بير والرفيق مصطفى قره سو في زنزانات الطابقين الرابع والثالث، كانت فعالية مظلوم مختلفة، وكانت فعالية الأربعة أكثر اختلافاً، ولذلك كان يجب أن يكون نوع الفعالية الثالثة مختلفاً أيضاً، وبطبيعة الحال، بعد قرار الفعالية، كان لا بد من الإدلاء ببيان في المحكمة، ولكي يسمعها جميع المعتقلين، كان لا بد من فتح قضية رها الرئيسية، في الفعالية الأولى كان هناك الرفيق مظلوم، وفي الثانية كان الأربع مناضلين، ولذلك كان من الممكن أن يكون هناك العشرات في الفعالية الثالثة، ومن أجل حث العشرات على الانضمام، كان يجب تنفيذ فعالية حاشدة، لكن هيئة المحكمة أدركت أنه من المحتمل جداً أن يتحرك الرفيق خيري دورموش أو يدلي ببعض التصريحات الانتقادية، ولهذا لم يعطوه الحق في التحدث في جلستين، كانوا يوقفونه في كل مرة، ولذلك، انطلقت فعالية 14 تموز، أو فعالية صيام الموت بطريقة طبيعية.

غداً: سجن آمد خلق مانفيستو المقاومة ضد التدمير