شعب جنوب كردستان يواجه الاحتلال بالصمت لأول مرة في تاريخه

يقول آزاد أحد مواطني جنوب كردستان، والذي انضم إلى صفوف قوات الكريلا، إن شعب جنوب كردستان للمرة الأولى يقف صامتاً هكذا أمام المحتلين، وإنه يجب أن يتم طرد دولة الاحتلال التركي من هذه الأراضي.

انضم المقاتل آزاد هوليري، وهو من سكان جنوب كردستان إلى صفوف النضال التحرري ضد هجمات دولة الاحتلال التركي، وطالب شعب جنوب كردستان بالوقوف في وجه الاحتلال وأن يقول له "كفى".

وتحدث المقاتل آزاد عن قصة انضمامه لقوات الكريلا وقال: "إن الهجمات ضد أراضي كردستان والكريلا والمصالح الكردية تستمر دون توقف، وبالأخص استشهاد الرفيقة سارا والهجمات على روج آفا والمقاومة ضد مرتزقة داعش الإرهابي كأي شاب قد أثر علي، وأثناء حركتي وبحثي، أردت أن اتعرف على حركة القائد شيئاً فشيئاً، وكنت دائماً أقرأ كتاباته، فعندما يقرأ المرء للقائد آبو يعرف نفسه ويعرف الحياة، لأنه في كتابات القائد آبو يتم تقييم مشاكل النظام والشخصية بشكل واسع، إضافة إلى أنني تابعت حياة الرفاق، والشيء الذي لفت انتباهي أكثر أن الفردية في النظام كانت في المقدمة، ولكن ضمن حركة القائد آبو لا مكان للفردية، على العكس، تأخذ الحياة المجتمعية كأساس وتفوح منها رائحة العمل".

وخلال حديثه تطرق المقاتل آزاد إلى السياسة الاستيعابية لحكومة جنوب كردستان والتي يتم تطبيقها بشكل خاص على الشباب، وقال: "إن وضع الشباب المتعلمين والذين يذهبون إلى المدارس والجامعات أصعب من الشباب غير المتعلم، لأن الدروس التي تعطى في المدارس والجامعات في جنوب كردستان تستوعب الشباب وتبعدهم عن الثقافة الكردية، مثلاً، في هولير، لن تنجح ما لم تكن تعرف التكلم باللغة الإنكليزية، وذلك هو المعيار، في الجامعات، الشخصية الكردية منقسمة، ويتم تجريدها من طبيعتها، ومع مرور الوقت فإن الفردية آخذة في الارتفاع، ولذلك يجب على الشباب الكردي أن يتعلم وأن يكون حذراً من هذا".

ولفت المقاتل آزاد إلى مكتسبات الشعب الكردي في جنوب كردستان التي تستهدفها هجمات الاحتلال التركي ولا يتم حمايتها، وقال: أثناء انتفاضة 1991 قدم الشعب تضحيات كبيرة، أرادوا النيل من إرادة الشعب، ولكن الشعب في جنوب كردستان قاوم كعادته ولم يستسلم، وقام بثورته بأمل كبير، ولكن بعد الثورة لم يحدث أي تغيير بل على العكس، ازداد الوضع سوءاً، مثلا، قبل ذلك كان الشعب يتكلم العربية ويمارس العنف على زوجته، ولكن الآن يتكلم الكردية ويمارس نفس العنف ضد زوجته، وهذا العنف قد ازداد كثيراً، قبلاً لم تكن هناك مساواة، الآن أيضاً لا توجد مساواة والتفرقة بين الشعوب تزداد مع مرور الوقت.

وأضاف "في الماضي لم يستطع الشعب أن ينتقد الحكومة، والآن نفس الشيء لا يستطيع أن ينتقد الحكومة، والذي يقول كلمة ضد الحكومة يُزَج في السجون، ويتم تعذيبه وحتى قتله، فالثري أصبح أكثر ثراءً والفقير أكثر فقراً، ولكن الشعب قام بهذه الثورة من أجل العدالة والحرية".

وقيم الكريلا آزاد هوليري محاولات الاحتلال تجاه جنوب كردستان وبعث بهذا النداء: "يوجد في هذه الآونة محاولات لاحتلال أراضي كردستان، وهذه المحاولات لا تستهدف قوات الكريلا فحسب وإنما تستهدف بنفس الوقت جميع قيم الشعب الكردي، ولا تستهدف حزب كردي واحد، وإنما تستهدف جميع الأحزاب الكردية، بالأخص الهجمات على حفتانين، فقد أثر ذلك على شعبنا، ولأن الهجمات استهدفت عموم شعب كردستان، علينا أن نسأل حكومة جنوب كردستان هذا السؤال: ما هو عمل الاستخبارات والمقرات والدبابات والمدافع التركية في أراضي جنوب كردستان؟ ولماذا توجد هذا العدد من القواعد التركية هناك؟".

وأوضح: شعبنا في جنوب كردستان كان قد أطلق حملة تحت شعار "لا نريد القوات التركية على أراضينا" وجمع أكثر من 500 ألف توقيع لأجل ذلك، وقدم لائحة التوقيعات إلى برلمان حكومة جنوب كردستان، وقد قرر البرلمان بوجوب خروج القوات التركية من أراضي جنوب كردستان، لماذا لم يتم تنفيذ هذا القرار؟ على الشعب في جنوب كردستان أن يتحرك بأنشطة داعية لإخراج القوات التركية من أراضي جنوب كردستان، كما قام الشعب الكردي بالانتفاضة في التسعينيات، عليه الانتفاض مرة أخرى لإخراج هذه القوات من أراضي جنوب كردستان".

واستطرد: نرى أن الشعب في جنوب كردستان خلال تاريخه ولأول مرة يظل صامتاً تجاه فاشية الاحتلال التركي، وخاصة الشباب عليهم أن يصعدوا النضال من أجل ذلك، فأنا كشاب من جنوب كردستان أقاتل في الجبال الشرقية، وأنادي شبيبة شرق كردستان، يجب مواجهة الفاشية التي تستهدفنا اليوم، أينما كان وعلى أي جزء من كردستان، يجب علينا النضال والوقوف ضد هجمات الاحتلال ولنقول "كفى".