وقائع تفيد بوجود خلافات عميقة بين الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة

تزايدت في الآونة الأخيرة التوترات والخلافات بين المرتزقة في مناطق عفرين وإعزاز والباب وجرابلس المحتلة من قبل الدولة التركية، كما تزايد الضغط على الأهالي وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد المرتزقة.

وخرجت مساء أمس (17 آذار 2024) مظاهرة في إعزاز ضد قيادات المرتزقة التي نظمتها تركيا باسم الحكومة والائتلاف عندما كانوا يرغبون في دخول المنطقة قادمين من تركيا.

لم يسمحوا لقيادات المرتزقة بالعبور

وبحسب التقارير فإن الأهالي اعترضوا طريق كل من رئيس 'الحكومة المؤقتة' عبد الرحمن مصطفى ورئيس الائتلاف (رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية!) هادي البحرة مع مجموعة من المرتزقة، عندما أرادوا دخول إعزاز.

وقام المواطنون بحجز سيارات المرتزقة ولم يسمحوا لها بالدخول إلى المنطقة. ويظهر في اللقطات المسجلة أن أهالي المنطقة يحتجون، فيما المرتزقة يطلقون النار بشكل عشوائي.

وبسبب الاحتجاجات اضطر المرتزقة للعودة. وقيل إنه بعد الحادثة، دخل إلى المنطقة وفد من الجيش التركي والمخابرات المسؤولة عن المناطق المحتلة برفقة مجموعة كبيرة من الأشخاص والتقوا بمجموعات من المرتزقة. لكن التوتر في المنطقة ما زال مستمراً.

وسبق هذه الاحتجاجات، أحداث واضطرابات في الباب وجرابلس في تواريخ مختلفة.

صراع على السرقات

وبحسب المعلومات الواردة من المصادر الأمنية والأهالي والمؤسسات التي تتابع الأوضاع، فإن السبب الرئيس للنزاعات والصراعات هو الصراع على السلطة ونهب المنطقة.

الصراعات بين تركيا والمرتزقة

وأشارت المصادر إلى أن دولة الاحتلال التركي لا تريد خروج أي مجموعة من المرتزقة عن سيطرتها. وبحسب المصادر، فإن أكثر المجموعات التي تشهد صراعات مع تركيا هي هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف سابقاً باسم جبهة النصرة.

وكما هو معروف، فإن هيئة تحرير الشام تسيطر في الغالب على منطقة إدلب، لكنها انتشرت في العام الماضي أيضاً في عفرين وإعزاز ومنطقة الباب. يتم تنظيم معظم المجموعات الأخرى من قبل تركيا وتتصرف وفقاً لأوامر جهاز المخابرات التركية. لكن قوة هيئة تحرير الشام أكبر من قوتهم. وبحسب بعض المعلومات فإن هيئة تحرير الشام تتلقى أيضاً دعماً من القوى الغربية ولديها خلافات كثيرة مع تركيا. ولذلك، تريد تركيا تقليص قوتها، وإخضاعها لسيطرتها.

الطرفان يؤلبان الأهالي ضد بعضهما البعض

وبحسب المعلومات فإن تركيا تروج بأن هيئة تحرير الشام هي السبب في القصف والغارات الروسية وحكومة دمشق على المنطقة، وتروج بين أهالي المنطقة أقوالاً مثل " هيئة تحرير الشام هي سبب القصف، إذا لم تكن موجودة، فلن يكون هناك أي قصف" وهي بذلك تسعى إلى تأليب الأهالي ضد الهيئة.

وذكرت المصادر أن مجموعة المرتزقة التي أرادت دخول إعزاز الليلة الماضية جاءت لهذا الغرض وأرادت عقد اجتماع مع المجموعات الموجودة في المنطقة.

ورداً على المساعي التركية، بدأت هيئة تحرير الشام أيضاً بالتحرك وتنظم صفوفها بين أهالي المنطقة. وذكرت المصادر أن الأشخاص الذين احتجوا أمس هم أيضاً من هيئة تحرير الشام.

وبحسب آخر المعلومات فإن وفد دولة الاحتلال التركي الذي دخل إلى إعزاز، طلب من المجموعات التابعة لها اعتقال كافة المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية.

فيما لا يزال التوتر سائداً في المنطقة.