قسد تكشف سجلات 3 من مقاتليها استشهدوا في السيارة المستهدفة بمدينة الحسكة
كشفت قوات سوريا الديمقراطية سجلات المقاتلين الثلاثة الذين استشهدوا في تفجير سيارة بمدينة الحسكة، وأكدت أنها أكثر تصميماً على الانتقام لدماء الشهداء من المجرمين والقتلة.
كشفت قوات سوريا الديمقراطية سجلات المقاتلين الثلاثة الذين استشهدوا في تفجير سيارة بمدينة الحسكة، وأكدت أنها أكثر تصميماً على الانتقام لدماء الشهداء من المجرمين والقتلة.
أصدر المركز الإعلاميّ لقوّات سوريا الدّيمقراطيّة، اليوم بياناً، عرّف فيه بالمقاتلين الثلاثة الذين استشهدوا في تفجير سيارة بمدينة الحسكة، يوم الـ 11 من تشرين الثاني الحالي، جاء فيه:
"ارتقى ثلاثة من مقاتلينا شهداء في تفجير إرهابيّ غادر، مساء، الاثنين، 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بمدينة الحسكة، عبر استهداف سيّارة كانوا يستقلّونها أثناء قيامهم بواجباتهم العسكريّة.
فقد استشهد كلٌّ من مقاتلينا "هوكر آمد/ محمّد جان، سركيش رها/ مصطفى قايتان وحمزة سري كانيه/ محمّد صالح المحمّد" في تفجير عبوة ناسفة بالسيّارة التي كانوا يستقلّونها أثناء عملهم في أحد أحياء مدينة الحسكة.
ولد رفيقنا هوكر في مدينة آمد بباكور كردستان، ضمن عائلة ومحيط وطنيّ وكان شاهداً حيّاً على الضغوط التي كان يمارسها العدو على الشّعب والسّياسات التي يسيّرها على الشّبيبة.
الرفيق هوكر كمقاتل قدم من آمد بباكور كردستان، وحمل مسؤوليّات تاريخيّة على عاتقه. في المرحلة التي بدأ فيها مرتزقة داعش بشنّ هجماتهم اللاإنسانيّة، وبشكل واسع، على روجآفا، فإنّ رفيقنا هوكر، وببصيرة وتصوّر فدائيّ ووطنيّ مكافح يدخل روجآفا وبجسارة وبإصرار، جعل من نفسه درعاً أمام مرتزقة داعش، أعداء الإنسانيّة، وعرف كمقاتل فدائيّ. لم يكن كفاحه مقتصراً على السّلاح فقط، فمع كفاحه الأيديولوجيّ وبتصوّر وطنيّ نافذ تحوّل إلى رمز للمقاومة. البطولة التي أبداها في ساحات القتال، كانت تمثّل جسارته وتضحيته اللامحدودة، وضدّ مرتزقة داعش الذين شكّلوا تهديداً كبيراً ضدّ المنطقة والإنسانيّة أجمع، كافح من أجل شعبه، وأيضاً من أجل الإنسانيّة. محاولاته هذه، أوصلته إلى مستوى القيادة الفكريّة والعمليّة.
الرفيق هوكر الذي كان يعرف بجسارته وتضحيته، ومع بداية حملة الشّهيد روبار قامشلو لعب فيها دوراً واضحاً. هذه الحملة كانت تمثّل المقاومة ضدّ التهديدات التي نشرها مرتزقة داعش في المنطقة. كافح الرفيق هوكر في هذه الحملة من أجل الانتقام للشّهداء، وأوصل كفاحهم إلى الذروة. وحينها كان هناك خطر الإبادة على شعوب المنطقة، وبهدف إزالة هذا الخطر؛ كافح بإصرار وتصميم كبيرين، وبذهنيّة هذه القيم الإنسانيّة والوطنيّة كان قراره الكفاح من أجل حرّيّة شعبه. وبروح واثقة، ورغم صعوبة ظروف وشروط الكفاح، كان دائماً جاهزاً وبعيداً عن المصالح الشّخصيّة.
الرفيق هوكر، وفي إطار حملة الشّهيد روبار قامشلو في الحسكة، وخلال عمليّة عسكريّة، أصيب بشكل بليغ، وأظهرت تلك الإصابة قوّة قراره وإرادته. الصعوبات، والظروف والشّروط الخطرة للقتال، وبدلاً من أن تضعف وتكسر إرادته، عزّزت أكثر من كفاحه. بعد إصابته، يسيّر نضاله الثّوري في فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، وخلاله كشف عن وفائه ومطالباته بمواصلة الكفاح.
الرفيق هوكر آمد وضمن فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، كان له جهد كبير في عمل الفدراسيون، وحمل واجب ومسؤوليّة تدريب رفاقه في الأكاديميّات الأيديولوجيّة والمسلكيّة، وكان يبدي اهتماماً كبيراً بتدريب الجرحى، في هذه المرحلة وكي يصبح قوّةً للرّفاق الجرحى أبدى محاولة كبيرة، وأضفى فائدة كبيرة على تطوّرهم.
إلى جانب أعماله في الأكاديميّات؛ احتلّ مكانه في لجان الجرحى في مقاطعة الجزيرة، وكان على علاقة مع رفاقه الجرحى، وعن قرب. كلّ أعماله كانت تسير بشكل سلس ومنظّم وواسع، بدءاً من أعمال الخدمة الصحيّة وحتى في المواضيع الحياتيّة، كان يبدي مقاربات إنسانيّة صحيحة خلال ارتباطاته مع رفاقه الجرحى.
كان يتابع عن قرب الأحوال الصحّيّة لرفاقه الجرحى، وكان يفعل المستحيل من أجل تقديم المساعدة الطبيّة لهم. على هذه الأسس ومن أجل زيادة تقديم الخدمات الصحيّة وتطوير مقاربات التحذير من المشاكل الصحيّة للجرحى، طوّر العديد من المشاريع. هذا الارتباط القوي ومقاربته لتقديم العون، تقاسمها مع رفاقه، وأصبح لهم مصدراً للمعنويّات والتّحفيز. مقارباته هذه أخرجت حالة الجرحى من حالة الإصابة، وتحوّلت إلى موقف يستقطب المقاومة والمسؤوليّة المجتمعيّة، والتي منحها شكلاً وصيغة جديدة. بهذه الذّهنيّة وعلى أساس أيديولوجيّ وفلسفي استمرّ في نضالاته الثّوريّة.
الرفيق هوكر آمد كان صميميّاً، وفيّاً، وذي جوهر نقيّ وبشوشاً، ومن خلال هذه الصفات أصبح مصدر إلهام للرّفاق في محيطه، هوكر آمد ذو الوجه الدافئ والضحوك، كان يعلم كيف يمنح القوّة للإنسان، ومنح هذه البصيرة لرفاق دربه أيضاً. وقفته تحوّلت إلى مثال في كيفيّة أنّ كفاح المرء من أجل الوجود والمسؤوليّات المجتمعيّة مرتبط مع بعضه.
فيما ولد رفيقنا سركيش في رها، ومن عائلة محافظة. ومهما كانت العائلة قد تأثّرت بسياسات الصّهر من قبل العدو؛ إلا أنّ الرفيق سركيش كان يتابع سياسات الكرد أيضاً. عندما وصل إلى مرحلة ريعان الشباب، تعرّف على سياسة الدّولة التّركيّة ضدّ الشّعب الكرديّ. ولم يرضَ بأن يقف دون أن يكون له موقف ضدّ السّياسات العدوانيّة للدّولة التّركيّة. وفي المكان الذي يتواجد فيه؛ ينضمّ إلى فعّاليّات ونشاطات الشبّيبة. وحينها بدأ يدخل ضمن كفاح فعّال. وحالما يتعرّف على كفاح الحرّيّة الكردستانيّ، فإنّه يتعرّف على حقيقته أيضاً. كان على قناعة بأنّه يجب أن يخوض الكفاح ضدّ سياسات العدو في إبادة الشّعب الكرديّ. هو يدرك كيف يمكن للمرء أن يقاوم أمام محاولة إبادة شعب. هو يفهم بأنّه بقدر ما يقاوم المرء وينظّم نفسه، بقدر ما يقترب من الحرّيّة. كان على قناعة بأنّه يجب على المرء، وبكلّ الأشكال، ألا يطأطئ رأسه للعدو. بدأ يرى بأنّه لم يبقَ أيّ طريق عدا الكفاح، وعلى هذا الأساس تزداد علاقته بالسّياسة أكثر.
وهو كان شاهداً عن قرب لانعكاسات وتأثيرات حروب الشرق الأوسط على كردستان. خاصّةً بعد هجمات تنظيم داعش على روجآفا وشنكال. وبشكل فعّال ينضمّ إلى الكفاح، وكفاح حركة حرّيّة كردستان يلفت انتباهه كثيراً. الرّفيق سركيش، ومن خلال انضمامه إلى حرب الحرّيّة، يرغب بخدمة شعبه. على هذه القاعدة يحتلّ مكانه ضمن صفوف حركة الحرّيّة.
الرفيق سركيش، وأثناء شنّ تنظيم داعش الإرهابي هجماته الوحشيّة؛ انضمّ إلى الحرب. بعد التّدريب الأيديولوجيّ والعسكريّ، احتلّ مكانه في جبهة القتال. وضدّ مرتزقة داعش الذين كان العالم أجمع يهابهم، قاتل مع مقاتلي الحرّيّة في عدّة جبهات. وتخاض حربٌ قويّة وشرسة. في مناطق الجزيرة، الفرات وعفرين في روجآفا وفي عدّة مناطق يسيّر نضالاته. وينضمّ إلى الحملات العسكريّة في الهول، الشّهباء وعفرين. ويؤدّي جميع واجباته بنجاح وفي كلّ لحظة من القتال. والعالم أجمع شاهدٌ على بطولة مقاتلي الحرّيّة في روجآفا. الرفيق “سركيش” يقاتل مع هؤلاء الأبطال، ودون توقّف. وكلّما ازدادت هجمات مرتزقة داعش، تزداد مقاومة مقاتلي الحرّيّة أيضاً. في النّهاية يحقّق مقاتلو الحرّيّة انتصارات كبيرة ضدّ وحشيّة داعش.
بعد هزيمة ودحر مرتزقة داعش؛ تبدأ الدّولة التّركيّة الفاشيّة بهجماتها ضدّ روجآفاي كردستان. في الحقيقة تحاول دولة الاحتلال التّركيّ الانتقام لمرتزقة داعش. وعلى هذا الأساس تحتلّ عدّة مدن، بداية عفرين، سري كانيه وكري سبي. وخاض المقاتلون عام 2018 أثناء هجوم الاحتلال على عفرين، وطيلة شهرين مقاومة تاريخيّة، ودون انقطاع. واحتلّ الرفيق سركيش أيضاً مكانه ضمن مقاومة عفرين. وخاض مقاومة لا حدود لها ضدّ دولة الاحتلال التّركيّ ومرتزقة داعش. جرح الرفيق “سركيش” خلال هذه المقاومة في رجله. رغم إصابته؛ فإنّ الرفيق سركيش يواصل عمله ونضاله. ويواصل نضالاته في السّاحات العسكريّة. رغم أنّه رفيق جريح، إلا أنّه يحتلّ مكانه في جبهات القتال. ومن أجل حماية مكتسبات ثورة شعوب شمال وشرق سوريا، وحتّى يومه الأخير يستمرّ في كفاحه.
فيما رفيقنا حمزة سري كانيه أيضاً شارك في معارك عديدة ضدّ الإرهاب والاحتلال، وأصيب في رجله على جبهات ريف تل تمر، ولكنّه استمرّ في كفاحه ومقاومته ولم تؤثّر تلك الإصابة على معنويّاته، فكان رمزاً للمقاتل المقاوم والملتزم بالتّعليمات، يؤدّي واجباته على أكمل وجه.
إنّنا وإذ نعزّي أنفسنا وذوي الشّهداء الثلاثة وجميع عوائل شهدائنا؛ فإنّنا اليوم أكثر تصميماً على الانتقام لدماء شهدائنا من المجرمين والقتلة، ومواصلة مسيرتهم في الكفاح حتّى الوصول إلى وطن آمن وسالم.
وفيما يلي سجلّ الشّهداء الثّلاثة:
**
- الاسم الحركيّ: هوكر آمد
الاسم الحقيقيّ والنّسبة: محمّد جان
اسم الأم: سدريّة
اسم الأب: شكري
مكان وتاريخ الولادة: آمد
مكان وتاريخ الاستشهاد: الحسكة – 11 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2024
**
**
- الاسم الحركيّ: سركيش رها
الاسم الحقيقيّ والنّسبة: مصطفى قايتان
اسم الأم: فاطمة
اسم الأب: محمّد
مكان وتاريخ الولادة: رها
مكان وتاريخ الاستشهاد: الحسكة – بتاريخ 11 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2024
**
- الاسم الحركيّ: حمزة سري كانيه
الاسم الحقيقيّ والنّسبة: محمّد صالح المحمّد
اسم الأم: خالصة
اسم الأب: صالح
مكان وتاريخ الولادة: سري كانيه/ 2000
مكان وتاريخ الاستشهاد: الحسكة – بتاريخ 11 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2024".