قريلان: الدولة التركيّة هُزمت في كارى وتنشر الأكاذيب.. ندعو المجتمع الدولي لإجراء تحقيقات مستقلّة

مراد قريلان تعقيباً على معارك كارى: عندما عرف الجيش التركي أنّه محاصر استخدم أسلحة محرّمة دولياً، وظلّ يحاول على مدار 4 أيّام أن يدخل المعسكر، لكنّه فشل في محاولاته بسبب الحصار الذي فرضته قوّاتها عليه، لذا استخدم تلك الأسلحة كيّ يتمكّن من الفرار.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته قناة "Stêrk Tv" الفضائيّة مع القائد العام للقيادة المركزيّة في قوّات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG، مراد قريلان، تحدّث فيه عن معارك "كارى" مشيراً إلى أنّ الأزمات التي تمرّ بها الدولة التركيّة بقيادة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة AKP-MHP هي السبب في "قيام الجيش التركي بمغامرته في منطقة كارى، محاولاً السيطرة على المنطقة واحتلالها".

واستهلّ قريلان حديثه باستذكار 15 مقاتلاً من صفوف الكريلا استشهدوا خلال معارك كارى، مقدّماً العزاء لذويهم ولعموم الشعب الكردي "ونحن مدينون لهم ولتضحياتهم بهذا النصر الكبير الذي تحقّق الذي بات ملحمة في تاريخ حركة الحرّية".

وأضاف "ملحمة كارى البطوليّة سطّرها مقاتلو ومقاتلات الكريلا بحروف من الشجاعة والفداء.. لقد تمكّنت قوّاتنا من إلحاق الهزيمة بالدولة التركيّة، التي خطّطت للهجوم على كارى، وجاء التخطيط على أعلى المستويات ودام شهوراً طويلة، حيث تمّت نقاشات مطوّلة بين رئيس الدولة وضبّاط كبار في قيادة الجيش ووزراء من الحكومة، تحضيراً للهجوم على كارى بهدف احتلالها".

وأوضح قريلان أنّ الدولة التركيّة، على مدار السنوات الست الأخيرة، تشنّ حرباً ضروس على حركة حرّية كردستان، لكنّها "لم تتمكّن من تحقيق أيّ انتصار ولا الوصول إلى أيّ هدف كانت تأمله من وراء هذه الحرب. وهذا الفشل تسبّب بأزمة داخل النظام التركي بقيادة حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة AKP-MHP، الذي يعيش أزمات دبلوماسيّة، سياسيّة واقتصاديّة، إضافة إلى أزمات مجتمعيّة تعيشها تركيا. وكلّ هذه الأزمات تشكّل مخاطر على السلطات الحاكمة. لذا نرى كلّ هذه الهجمات الشرسة علينا، حيث أن المبتغى منها هو إطالة عمر هذا النظام المترهّل.

وإذا حقّقت الدولة التركيّة أهدافها من الهجوم الأخير على كارى، وتمكّنت من السيطرة على المنطقة، فإنّها كانت ستعلن إجراء انتخابات مبكرة لتثبيت سلطتها وإحكام قبضتها على مقاليد الحكم. خلال عام ونصف العام، شنّ جيش الاحتلال التركي 10 عمليّات عسكريّة واسعة النطاق في شمال كردستان، بدءاً من مناطق سرحد حتّى ميردين وديرسم، لكنّها منيت بالهزائم في كلّ تلك العمليّات التي لم تسفر عن نتائج كانت الدولة التركيّة تأمل تحقيقها. ومن ثمّ جاء الهجوم على كارى، والذي تمّ التخطيط له بهدف احتلال أكثر المناطق استراتيجيّة، لتطبيق حصار خانق على قوّاتنا، لكنّها فشلت مجدّداً ومنيت بهزيمة نكراء بفضل مقاومة مقاتلي ومقاتلات الكريلا واستعداداتهم لأيّ معارك من هذا النوع".

وأشار إلى أنّ الدولة التركيّة كانت لديها معلومات حول وجود معسكر تحتفظ فيه قوّاتنا بأسرى من جيش الاحتلال و"نحن كنّا على دراية بامتلاكها لتلك المعلومات. لذا شنّ جيش الاحتلال الهجوم على المعسكر، على أمل أن يتمكّن من وضع يده على أولئك الأسرى، أحياء أم أموات، لتسيّيس وسائلا إعلام الدولة القضيّة وتستفيد منها أمام الرأي العام. وهذا هو السبب في نشرها أكاذيب وادّعاءات بأنّ الأسرى كانوا مدنيّين.. ولم يتحقّق لهم مرادهم".

وتابع القائد العام للقيادة المركزيّة في قوّات الدفاع الشعبي الكردستاني قائلاً: "لقد كان رهان أردوغان على هجوم كارى رهاناً فاشلاً. بدا كالمقامر في عمليّة غير معقولة، بالرغم من التحضيرات الكبيرة لها. جاؤوا إلى كارى بهدف احتلالها، لكنّهم منيوا بهزيمة نكراء، ومن ثمّ أعلنوا بأنّ هدفهم هو تحرير الأسرى، لكنّهم تلقّوا شرّ هزيمة سبّبت لهم صدمة كبيرة.

لقد قاد رفاقنا شورش، روجهات وسيفيان مقاومة تاريخيّة، إبّان بدء الهجوم على كارى. لقد وجّه مقاتلو ومقاتلات الكريلا ضربات موجعة لجيش الاحتلال، وحاصروا جنود العدو في مكان وعر. لذا سارع جيش الاحتلال إلى استخدام الغاز وأسلحة محرّمة دولياً، في محاولة للنجاة والفرار من المنطقة، وسط رعب ألّم بعناصره الذي حاولوا على مدار 4 أيّام أن يدخلوا المعسكر، لكنّ مقاومة الكريلا أفشلت محاولاتهم تلك".

وأكّد قريلان على زيف ادّعاءات الدولة التركيّة حول قتل مقاتلي الكريلا للأسرى الأتراك وأيضاً نشرهم أخبار بأنّ أولئك الأسرى كانوا مدنيّين، مضيفاً "خلال حربنا الطويلة مع الدولة التركيّة، أسرنا المئات جنود وأفراد الجيش التركي. لم نقم بقتل أيّ أسير لدينا. خلال الهجوم الأخير على كارى، لم يكن بمقدور جيش العدو إنقاذ الأسرى وهم أحياء، وضبّاط الجيش يدركون هذه الحقيقة، لذا أصدروا الأوامر بالهجوم على المعسكر، عبر الجو، بهدف قتل الأسرى وتلفيق تهمة مقتلهم لقوّات الكريلا. 

لطالما كنّا نعامل الأسرى بقيم إنسانيّة وأخلاقيّة، وفي مرّات عدّة كنّا نسلّمهم لذويهم بطرق متعدّدة، عبر وسطاء أو وجهاء. وفي كلّ مرّة لم يقم نظام حزب العدالة والتنمية والحركة القوميّة بإرسال أحد لحضور عمليّات التسليم تلك، وأيضاً لم يكن يسمح لمندوبين من من منظّمات حقوقيّة أن يحضروا أيضاً.

نؤكّد للرأي العام العالمي والمحلّي بأنّنا ملتزمون بالقوانين الدوليّة المتّبعة في الحروب والنزاعات المسلّحة. ونبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على حياة الأسرى ونعاملهم معاملة إنسانيّة، استناداً إلى المعاهدات الدولية. ونقولها علانيّة، نحن منفتحون على أيّ جهة دولية أن ترسل وفودها إلى مناطقنا بهدف تقصّي الحقائق والقيام بتحقيقات مستقلّة. جثامين شهدائنا موجودة هناك، ويمكنها أخذ عيّنات منها للتحقّق من نوعيّة الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال التركي. كما يمكنها القيام بالبحث في المعسكر عن كيفيّة مقتل الأسرى الأتراك. ونضمن لهم حماية كاملة من أيّ مخاطر. ندعوها للتحقّق من ادّعاءات الدولة التركيّة لتتأكّد من كذب النظام الفاشيّ التركي".