أهالي الشهباء يصرون على المقاومة ضد الحصار حتى النهاية
مهجرو عفرين في مقاطعة الشهباء مستاؤون من حصار حكومة دمشق ويقولون "سنقاوم حتى النهاية".
مهجرو عفرين في مقاطعة الشهباء مستاؤون من حصار حكومة دمشق ويقولون "سنقاوم حتى النهاية".
شنّت دولة الاحتلال التركي الهجوم على مقاطعة عفرين بأثقل الأسلحة والطائرات وقامت باحتلال المنطقة في 18 آذار 2018 لعدم قدرتها على مواجهة المقاومة الشعبية، وبعد احتلال مقاطعة عفرين، توجه الآلاف من المواطنين إلى منطقة الشهباء حفاظاً على كرامتهم، وعلى الرغم من الظروف والشروط الصعبة، فإنهم يناضلون من أجل الحياة، فمن جهة، أرهقت هجمات دولة الاحتلال التركي ومن جهة أخرى حصار حكومة دمشق المواطنين، واوضح أهالي المنطقة بأن هدفهم من الحصار هو إفراغ المنطقة من المدنيين، وقالوا بأنهم سوف يقاومون حتى النهاية.
ستُحرم الشهباء من الكهرباء بسبب الحصار المفروض
وتحدثت بهذا الصدد، الرئيسة المشتركة لهيئة البلديات والإدارة المحلية لمقاطعتي عفرين والشهباء، رحاب جبو، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، موضحةً بأنه لم يعد بإمكانهم تأمين الكهرباء بسبب الحصار الشديد على منطقة الشهباء، وقالت بهذا الخصوص: "لقد انخفضت ساعات تشغيل المولدات الكهربائية إلى ساعتين فقط بسبب الحصار الشديد الذي تفرضه الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق، وقد نفدت المحروقات بشكل كامل في المنطقة نتيجة الحصار الحالي، وستبقى الشهباء بأكملها في الظلام، وبالإضافة إلى ذلك، إن استمر الحصار على هذا النحو، فسوف يتوقف العمل في جميع آبار المياه الجوفية التي تعمل بمادة المازوت والتي يتم توزيعها على البيوت، كما ستتأثر الزراعة أيضاً من هذا الأمر".
"نفذوا سياسة قذرة ضد شعب المنطقة"
وذكرت رحاب جبو بأن منطقة الشهباء معروفة بالمحاصيل الزراعية المتنوعة، وأضافت قائلةً: "تُزرع في المنقطة الزيتون والفستق والقمح، لكن معظم تلك الحقول والأراضي تنتج المحاصيل عبر الري وتطرح المواسم الزراعية، ولكن بسبب الحصار الشديد، لا يمكن لهيئة الزراعة في مقاطعتي عفرين والشهباء، توزيع المحروقات والأدوية الزراعية كالأسمدة على المزارعين من أجل ري حقولهم عبر الآبار التي قاموا بحفرها، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى انتهاج سياسة تجويع قذرة من قِبل حكومة دمشق بحق الأهالي الذين يقيمون في الشهباء".
وذكر الرئيس المشترك لهيئة الزراعة في مقاطعتي عفرين والشهباء، باسم عثمان، بأنه مع اقتراب موسم حصاد القمح والشعير وبعض أنواع البذور والبقوليات، أصبح الحصار أكثر خطورة، وتابع قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك ضرر كبير لحصاد مواسم المحاصيل بسبب الآليات الزراعية التي تعمل على مادة المازوت، كما أنه لا يمكننا ترك مواسم القمح بدون حصاد، لأنه عندما تنضج وتيبس، تقوم مرتزقة الدولة التركية بإلقاء القذائف على الحقول مما يؤدي إلى اندلاع النيران فيها، ويمكننا القول إن دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وحكومة دمشق تنفذ ذات السياسة تجاه مهجري عفرين وأهالي الشهباء الذين هم أنفسهم سوريون".
"الأفران على وشك التوقف عن العمل"
وأوضح الإداري في لجنة الأفران التابعة لهيئة الاقتصاد لمقاطعتي عفرين والشهباء، محمد أحمد ، أن الأهالي يعانون من الحصار الشديد، وتحدث قائلاً: "يتواجد في المنطقة 7 أفران للخبز، ويتم إعداد 54 ألف ربطة خبز بشكل يومي لتلبية حاجيات أهالي عفرين والشهباء،
وبعد ضرب زلزال 6 شباط، ازداد إنتاج الخبز لتلبية احتياجات ضحايا الزلزال الذين التجأوا إلى الشهباء، لكن بسبب الحصار الشديد لحكومة دمشق على المنطقة، فإن الأفران على وشك التوقف عن العمل، كما أن خطر المجاعة يتهدد المنطقة".
القسم الصحي أيضاً يشهد أضراراً جسيمة
يُعتبر مشفى آفرين وتل رفعت، المشفيين اللذان تم افتتاحهما من قِبل هيئة الصحة لمقاطعتي عفرين والشهباء، لكن لم يُستكمل تأمين المستلزمات والمعدات الضرورية للمشفيين بسبب الحصار، حيث يتعرض مشفى تل رفعت الذي يقع في مركز الناحية للقصف بشكل يومي من قِبل دولة الاحتلال التركي، وبالإضافة إلى ذلك الأمر، يعاني المشفى من مشاكل توفير الأدوية، كما أن مشفى آفرين الواقع في ناحية فافين، يعاني أزمة كبيرة لأنه لا يستطيع تلبية احتياجات الشعب، فيما جميع المولدات التي تغذي المشفى بالتيار الكهربائي على وشك التوقف عن العمل، كما أن غالبية سيارات الإسعاف قد توقفت ,اصبحت خارج الخدمة، وبالإضافة إلى ذلك أيضاً، نفدت الأدوية.
كما يعاني الهلال الأحمر الكردي أيضاً، الذي تم تأسيسه في كل مخيم من مخيمات ومنطقة من مناطق الشهباء، لتلبية المتطلبات الصحية الشعب، من صعوبات جمة من أجل توفير الأدوية بسبب الحصار الشديد لحكومة دمشق على منطقة الشهباء.
وبحسب ما أوضحه الرئيس المشترك للهلال الأحمر الكردي في مقاطعتي عفرين والشهباء، الدكتور حسن نبو، فقد توقفت العديد من سيارات الإسعاف بسبب فقدان المحروقات، وقال بأن العديد من الأدوية لم تعد متوفرة للمواطنين.
"سنقاوم"
وتحدث حسن عثمان، الذي يقيم في المخيم عن تأثير الحصار والصعوبات التي يعيشونها، وقال بهذا الصدد: "نحن مهجرون في منطقة الشهباء منذ 6 سنوات مضت، ونخوض نضال الحياة في مخيم سردم، حيث لا تسمح قوات الفرقة الرابعة بمرور المحروقات لإرهاق شعبنا ولإضعاف مقاومة الشعب ولإخلاء المنطقة من السكان، فالمنطقة هنا بحاجة ماسة إلى مادة المازوت، كما أن الكهرباء انقطعت في المخيمات وقرى الشهباء نتيجة هذا الحصار وعدم توفر المازوت، وبات الشعب في الظلام، لكن يجب أن معلوماً أن مقاومتنا هذه ستستمر حتى تحرير عفرين، ويجب على المؤسسات الدولية ألا تلتزم الصمت حيال هذا الحادث".