مخيم الهول.. خطر إعادة إحياء الفكر الداعشي
عززت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا بثلاثة عمليات موسعة أطلقتها منذ عام 2021 وما بعد في مخيم الهول، أمن المنطقة أكثر.
عززت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا بثلاثة عمليات موسعة أطلقتها منذ عام 2021 وما بعد في مخيم الهول، أمن المنطقة أكثر.
تم إيواء الآلاف من عوائل داعش في مخيم الهول بعد هزيمة مرتزقة داعش، لذلك يعتبر هذا المخيم أخطر مخيم في العالم، وعلى هذا الأساس تُطلق قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي عمليات الأمن ضد هذا الخطر، وأطلقت آخرها تحت شعار " الأمن الدائم " في 5 تشرين الثاني 2024.
لقد تم إيواء الآلاف من عوائل مرتزقة داعش كأخطر الأشخاص على الإنسانية في مخيم الهول بعد هزيمة مرتزقة داعش عام 2019 في الباهوز على يد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، وبالرغم من كافة محاولات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وجميع المناشدات لعموم دول العالم لتستلم مواطنيها من داعش لم يتحقق ذلك وتشكل جميع عوائل المرتزقة في المخيم تهديداً كبيراً على شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، كما يتم إيواء عدد كبير من مواطني العراق المهاجرين السوريين أيضاً في هذا المخيم، تتم إدارة أمن المخيم من قبل الأمن الخاص في شمال وشرق سوريا وقوات التحالف، وبحسب الإحصائيات الرسمية يبلغ عدد الأشخاص في المخيم الـ 43.477 شخص بينهم 12.101 نساء وأطفال مرتزقة داعش، تُشكل عوائل المرتزقة في المخيم هذه تهديداً دائماً على العالم اجمع، بينما تحاول العوائل نشر الفكر الداعشي بين أطفالهم وتدربيهم على هذا الفكر.
تُطلق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا برفقة قواتها الأمنية والعسكرية عمليات أمنية ضد هذا الخطر وتُفشل مخططات مرتزقة داعش.
الحملات التي أُطلقت في مخيم الهول ضد مرتزقة داعش هي كالآتي:
1-حملة الإنسانية والأمن
انطلقت هذه الحملة في 28 آذار 2021 باسم الحملة الإنسانية والأمن بمشاركة قوات الأمن، وشارك 5 آلاف عضو/ة من أمن شمال وشرق سوريا في هذه الحملة التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، واستمرت الحملة على مرحلتين، وأُلقي فيها القبض على 121 شخص بينهم 15 امرأة أعضاء في منظمة داعش، والعثور على 16 نفق كانت تستخدمها داعش للاختباء والهروب من المخيم، ومصادرة العديد من المعدات المستخدمة في حفر هذه الأنفاق في الوقت ذاته، القضاء على 119 مخيماً كان يستخدمها داعش للتدريب والمحاكم العسكرية والتعذيب والقتل، وأيضاً تمت مصادرة 48 هاتفاً، آي باد، حاسوب محمول وعدد 2 قرص صلب يستخدم في الاتصال بين تلك الخلايا، وأطلقت قوى الأمن الداخلي بمساندة من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة على إثر عمليات القتل ومحاولة السيطرة على المخيم المرحلة الأولى " لحملة الإنسانية والأمن" في 28 شهر آذار لعام 2021، واستمرت الحملة على مدار خمسة أيام وانتهت في 2 نيسان، وشارك أكثر من 5 آلاف مقاتل من القوى المشاركة في هذه الحملة.
2- المرحلة الثانية لحملة " الإنسانية والأمن "
نفذت خلايا داعش وعوائلهم منذ بداية عام 2022 وحتى 25 آب 2022 43 هجوم، وقُتل خلال تلك الهجمات 44 من القاطنين في المخيم بالسكاكين، البنادق والأسلحة الكاتمة، بينهم 14 امرأة وطفلان، وكانوا يرمون جثث هؤلاء الضحايا في المجاري لإخفاء ممارساتهم الإرهابية هذه، كما وحاول مرتزقة داعش 13 مرة اختطاف سكان المخيم بإحراق الخيمة بما فيها، وإتلاف المساعدات الإنسانية والصحية والخدمية، وإحداث فوضى لإزالة الأسلحة والسور المحيط بالمخيم، وعلى هذا أطلقت قوى الامن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش المرحلة الثاني للحملة في 25 آب 2022 واستمرت على مدار 24 يوم.
دمرت من خلالها القوى المشاركة في الحملة العديد من نقاط وأماكن مرتزقة داعش التي يتم نشر وتعليم الفكر المتطرف فيها، واعتقال العديد من نساء داعش الخطرات اللاتي كن يدربن عناصر في المخيم في ذلك الوقت، وقد ارتكبت جرائم ضد سكان المخيم، واتخذت القوة إجراءات ضد جماعة "الحسبة وأشبال الخلافة" وألقت القبض على العديد من مسؤوليها.
وتم التأكيد خلال التحقيق الذي أُجري في ذلك الحين أن هناك ثلاثة مصادر لداعش ويوجد يد بعض العاملين من المنظمات في الأولى و’ منظمة بهار ’ على وجه الخصوص حيث تقوم بإدخال الأسلحة والأموال إلى المخيم وتسهيل هروب أعضاء ومرتزقة داعش، والمصدر الثاني هو الأسلحة الفردية والقنابل التي أخفتها زوجات المرتزقة وأطفالهم بين ملابسهم خلال هروبهم من الباهوز، أما المصدر الثالث استغل مرتزقة داعش الفرص التي كان يتم تقديمها للمنظمات وصنع أدوات حادة كالخناجر، السكاكين، الهراوات، أدوات التعذيب وأرهب سكان المخيم وأجبرهم على الاستسلام، وأنقذت وحدات حماية المرأة في تلك الحملة شابتين إيزيديتين من نساء داعش وأخذتهما إلى مكان آمن، كما وأنقذت وحدات حماية المرأة أربعة نساء كن مقيدات بالسلاسل ويتعرضون للتعذيب، بالإضافة لاعتقال 226 شخص بينهم 36 امرأة خلال المرحلة الثانية للحملة كانوا قد شاركوا في احداث قتل واختطاف، والعثور على 25 نفق وخندق ومصادرة العديد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
3- الأمن الدائم
انطلقت حملة باسم الأمن الدائم في 5 من تشرين الثاني 2024 في مخيم الهول بهدف تطهيرها من مرتزقة داعش، وقد أعلنت قوات الأمن في شمال وشرق سوريا ببيان رسمي عن انطلاق الحملة، وستستمر هذه الحملة التي أطلقتها وخططت لها قوات سوريا الديمقراطية، وحدات حماية المرأة، قوى الامن الداخلي ومجموعة من استخبارات العراق بمساندة قوات التحالف الدولي المناهضة لتنظيم داعش لمدة عشرة أيام.
وصرحت قوى الأمن الداخلي، وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في اليوم الأول للحملة بأنهم أطلقوا غرفة عمليات مشتركة تسمى "الأمن الدائم" في مخيم الهول ومحيطه ضد خلايا تنظيم داعش، وقد اعتقلت القوى المشتركة 20 مرتزق من خلايا داعش حتى الآن، وقتل آخر ومصادرة العديد من الأسلحة والذخيرة. وانطلقت عملية الامن الدائم في 6 من الشهر الحالي في مدينة الهول والقرى الشمالية والجنوبية التابعة لها، وقد اعتقلت مقاتلات وحدات حماية المرأة، قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي خلال يومين العديد من مرتزقة داعش، وصادرت أدوات عسكرية وتم التدخل بشكل مباشر وقتل مرتزق عند محاولته شن هجوم على المقاتلين.
طهرت القوى المشاركة في الحملة في اليوم الثالث للحملة قسم كبير من منطقة الهول ومحيطها، واعتقلت 16 مرتزق من خلايا التنظيم الإرهابي خلال عملية البحث وصادر عدد من الأسلحة والذخيرة وأدوات عسكرية، وعثرت على نقطتين للأسلحة والمرتزقة ضمن المخيم، كما وأفشلت واعتقلت القوات خلال عملية البحث محاولات أعضاء خلايا التنظيم الإرهابي في الهروب للأقسام الأخرى للمخيم، اطلقت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الامن الداخلي ( الأسايش ) عملية الأمن الدائم في 6 تشرين الثاني في مخيم الهول ومحيطها، واعتقلت 73 مرتزقة من داعش والمتعاونين معهم خلال أربعة أيام، وهدفت هذه الحملة لتطهير 100 كم من المخيم ومحيطها ويضم ( المنطقة ما بين الهول، تل حميس، الحسكة، عشيرة (Eşîre) وشدادي ).