وأصدرت حركة المجتمع الديمقراطي بياناً كتابياً بالتزامن مع الأول من أيار يوم العمال العالمي، وتمنت أن تكون المناسبة وسيلة لتصعيد النضال والمقاومة.
وجاء في البيان:
"بحلول الذكرى السنوية السابعة والثلاثين بعد المئة للأول من أيار، بداية نهنئ الكادح الكبير القائد عبدالله أوجلان الذي أنعش روح وميراث القيم الحقيقية لجميع كادحي المنطقة والعالم، كما نهنئ جميع كادحي وعمال شمال وشرق سوريا وجميع الشعوب المقاومة والمكافحة ضد الظلم والاستغلال.
تعتبر الشريحة العاملة والكادحة من أكبر الشرائح المجتمعية المناضلة والمضحية في العالم إذ تعرضت للمعاناة والظلم والاستنكار والقهر من قبل الأنظمة الرأسمالية والدول المهيمنة ذات المنافع السياسية والاقتصادية الربحية اللاأخلاقية التي حصدت أرواحاً كثيرة تجاوزت مئات الآلاف من هذه الشريحة دون تمييز بين الجنس والعرق، إلى أن تمكنت هذه الفئة المتعطشة للإرادة الحرة من تحقيق انتصارها الجبار من خلال تنظيم صفوفها وجمع قواها الفكرية والذاتية للبحث عن المساواة والعدالة الاجتماعية والقيام بتنظيم نفسها عبر مظاهرات واحتجاجات عمالية وكانت بمثابة ثورة ضد المستغلين الرأسماليين، مطالبين بالحقوق والعدالة بهدف الوصول لإرادة حرة وتحسين أوضاعهم المعيشية والتي مر على مسيرتها مئة و سبعة وثلاثون عاماً، وقدموا من خلالها المزيد من التضحيات الكبيرة إلى أن أصبحت واقعاً فرضت نفسها بقوة إرادتها التنظيمية وتم الاعتراف الدولي والأممي بحقوقهم ضمن المعاهدات والقوانين الدولية ووقعت عليها أغلب بلدان العالم بهدف حمايتهم قانونياً وحقوقياً وأخلاقياً.
والمؤسف بأن هذه الشريحة الكادحة والعاملة لا تستطيع إحياء مراسم احتفالية ميراث وقيم الأول من أيار بل تتعرض لعراقيل وإهانات تصل إلى مصادمات واشتباكات في أغلب الدول المصادقة على المعاهدة والمشهد يتكرر في كل عام. نتيجة الظروف العصيبة التي يمر بها النظام الرأسمالي العالمي والتي أصبحت بلاء على رقاب البشرية والعاجزة تماماً عن إيجاد ولو ثغرة من ثغرات الحل الديمقراطي والسلمي. بل أصبحت كغيمة سوداء ينعدم فيها النور، مما أثر بشكل كبير على الوضع العام العالمي نتيجة الصراعات والأزمات التي يتعرض لها المجتمع الدولي برمته بين سياسات الأنظمة الاستبدادية والعصابات الإرهابية.
والكثير من الدول تدعي دعمها لحقوق العمال والكادحين ومنها دول المنطقة وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي التي تمارس أفظع وأبشع السياسات القذرة تجاه إرادة العمال والكادحين وتحصد أرواحهم في السجون عبر سياسة الاعتقالات التعسفية وتفرض البطالة والعمالة والأمية على المجتمع التركي برمته وتفرض سياسة الإنكار والإبادة على شعوب المنطقة عبر سياسات الحرب الخاصة.
إن ثورة إرادة الشعوب المقاومة في شمال وشرق سوريا وعموم المنطقة لعبت فيها الشريحة الكادحة والعاملة دوراً بارزاً وهاماً مع كافة شرائح المجتمع وأصبحت متمماً لنضال ودور الكادحين وأعطت روحاً مفعمة بالإرادة والجهد والكفاح رغم كل المصاعب والمآسي، وسطرت أروع الملاحم البطولية الأخلاقية المبنية على أسس ومعايير إنسانية من خلال مشاركة فعالة لدور المرأة الكادحة والمناضلة في أغلب الساحات والميادين والتي أصبحت تقود ميراث وقيم ومعاني الأول من أيار متمسكين بروح وقيم الثورة المجتمعية في بناء مجتمع ديمقراطي حر.
نحن في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM نتقدم بتهانينا وتقديرنا لنضال العمال وكادحي شمال وشرق سوريا ولكل عامل سوري كما نؤكد على دعمنا ومساندتنا لهذه الشريحة وكلنا أمل بأن النضال والمقاومة هما الضمانة الحقيقية لدحر الإرهاب وتحرير كل المناطق المحتلة من الاحتلال التركي. ولنجعل ميراث الأول من أيار وسيلة لرفع وتيرة نضالنا وكفاحنا لحماية قيمنا الأخلاقية المتمثلة بمواقفنا المشرفة لدعم ومساندة كل من يقاوم ضد التجريد والاحتلال".