هل تقوم الدولة التركية باختبار بايدن؟

تسعى دولة الاحتلال التركي إلى غزو جديد لشمال وشرق سوريا عبر كسر عتبة (موسكو – دمشق)، والتحرك على طول خط بغداد - هولير في محاولة اختبار الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية.

زادت دولة الاحتلال التركي من تكثيف جولاتها الهادفة لجس النبض حيال هجمات جديدة على روج آفا/شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان.

فيما تشكل لقاءاتها مع بغداد وهولير أحد أطراف هذه الجولات، يكون الطرف الآخر في كل من محطات من محطتي موسكو ودمشق.

 زيارة خلوصي آكار إلى بغداد وهولير

وكانت الزيارة التي قام بها وزير دفاع دولة الاحتلال التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان التركي يشار غولر إلى كل من بغداد وهولير، الجولة الأكثر لفتاً للانتباه. حيث أطلق آكار تهديداته بغزو شنكال بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد و البارزاني في هولير.

تهديد أردوغان

بعد تهديدات أكار، صرح رأس النظام التركي طيب أردوغان في يوم سابق بعد صلاة الجمعة، رداً على أسئلة الصحفيين، فيما ستكون هناك عملية عسكرية على شنكال؟ ؛ حيث أجاب: "المسألة هي أن لدي كلمة أكررها دوماً، قد نأتي فجأة ذات ليلة".

تعهد تركيا بدفع 5 مليار دولار لحكومة الكاظمي!

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال في بيان سابق بخصوص حصول الحكومة العراقية على منحة تركية بقيمة 5 مليار دولار، "أن تركيا أبدت استعدادها في مؤتمر الكويت لدعم العراق بـ خمسة مليار دولار".

لا شك أن 5 مليار دولار كانت لتعتبر منحة لا تقدر بثمن لأجل دخول الكاظمي سباق الانتخابات، هذا لو لم تكن خزينة الدولة التركية خالية تماماً.

استعدادات الهجوم على شنكال وديريك

وفي ظل كل هذه التطورات، ذكرت وكالة أنباء هاوار (ANHA) في خبر اسندته إلى مصادرها المطلعة أن "الدولة التركية تخطط لاحتلال شنكال وديريك في روج في وقت واحد".

 مصادر أمنية: معلومات عن هجوم محتمل

وفي هذا الصدد تمكنت وكالة أنباء فرات (ANF) من الوصول إلى بعض المصادر الأمنية في شمال شرق سوريا، التي ذكرت بدورها "أن احتمالية شن الدولة التركية هجمات احتلالية جديدة واردة دوماً".

وبخصوص استعدادات دولة الاحتلال التركي لاحتلال ديريك وشنكال، قالت المصادر الأمنية: "هناك معلومات بهذا الخصوص".

مصادر دبلوماسية: احتمالية هجوم محدود

وقال مصدر دبلوماسي في شمال شرق سوريا لوكالة أنباء فرات، أن "الدولة التركية تقوم بنشاط دبلوماسي مكثف على الصعيد الدولي تحضيراً لهجومها".

وأجاب المصدر الدبلوماسي على سؤالنا بخصوص حجم الهجوم المحتمل؟ حيث قال: "من السابق لأوانه أن نتحدث عن غزو تركي بحجم ما جرى في عفرين وسري كانيه وكر سبي، ولكن هناك احتمال لهجمات دولة الاحتلال التركي على غرار هجومها على جبل قره جوخ في العام 2017".

جهود لاستمرار اللعبة الثنائية

وتحاول دولة الاحتلال التركي مواصلة لعبة الابتزاز المزدوجة التي تمارسها بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عام 2016 لتوسيع مناطق احتلالها في شمال شرق سوريا.

وتسعى الدولة التركية إلى اختبار إمكانية مواصلتها لعبة الابتزاز نفسها التي تمكنت من خلالها احتلال عفرين بالاتفاق مع روسيا عام 2018 وكذلك احتلال سري كانيه وكري سبي بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2019.

تحركات على خط أنقرة - موسكو - دمشق

وقبل أن تتولى إدارة بايدن السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، قرعت الدولة التركية باب موسكو وسعت إلى احتلال عين عيسى في شمال شرق سوريا، كما جاءت زيارة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان إلى دمشق في إطار الجهود ذاتها.

وفي غضون ذلك، حيث تتواصل هجمات الدولة التركية على عين عيسى والشهباء، قامت حكومة دمشق وموسكو إلى جانبها ببعض الاستفزازات في مدينة قامشلو والحسكة عن طرق عصابات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري.

مجزرة في الشهباء واستفزاز في قامشلو

بينما يستمر الحظر الذي تفرضه حكومة دمشق على منطقة الشهباء، استهدفت دولة الاحتلال التركي تل رفعت بقصف أدى إلى استشهاد 3 مدنيين. ولم تكن من الصدفة إطلاقاً، إقدام عصابات الدفاع الوطني بأعمال استفزازية في قامشلو.

تحركات على جبهة أنقرة- بغداد- هولير

ومن المحطات الأخرى لاستراتيجية الدولة التركية في غزو واحتلال روج آفا/شمال وشرق سوريا، هذه التهديدات التي تطال شنكال وديريك بعد زيارة وزير الدفاع التركي إلى كل من بغداد وهولير.

وتختبر دولة الاحتلال التركي بتهديداتها على شنكال، الاتفاقية التي وقعتها الحكومة المركزية العراقية مع حكومة إقليم كردستان برعاية إدارة ترامب في التاسع من تشرين الأول 2020 .

هل تقوم الدولة التركية باختبار بايدن؟

مع تهديد ديريك التي تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً في المثلث الحدودي لـ روج آفا وشمال وجنوب كردستان، يتم استهداف قطع التواصل بين روج آفا وجنوب كردستان وكذلك التقرب خطوة أخرى من شنكال.

 إلا أن الهدف الأساسي من هذه التهديدات، هي اختبار دولة الاحتلال التركي للإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، لمعرفة ردة فعلها!

كما أن ذلك سيكون اختباراً لتركيا أيضاً، ما إذا كانت ستتحرك على خط واشنطن-بغداد-هولير أم على خط موسكو- دمشق!