هل ستستمر ألمانيا في إنتاج غواصات لأردوغان؟

يحاول حزب الخضر الحصول على قرار من البرلمان الاتحادي الألماني، بتعليق المشروع المشترك لإنتاج الغواصات الألمانية ووقف تقديم الدعم لنظام أردوغان.

تم إطلاق غواصة تسمى بيري ريس من بارجة في حوض بناء السفن في جولجوك، وذلك خلال حفل حضره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في فبراير الماضي/ شباط. ووصف أردوغان والسلطات التركية على وجه الخصوص السفينة بأنها "أول غواصة محلية لنا". حيث حملت وسائل الإعلام التابعة لحزب العدالة والتنمية عناوين رئيسية على صفحاتها مثل "فخرنا الوطني" و"أسيلسان القلب".

لكن أجزاء من الغواصات التركية، التي من المقرر أن تنتج 5 غواصات أخرى بحلول عام 2027، يتم إنتاجها في مدينة كيل الألمانية من خلال مشروع مشترك بين تيسين كروب للأنظمة البحرية (TKMS). إضافة إلى ذلك، استعانت الحكومة الألمانية أيضاً بـ TKMS لتقديم ضمان ائتماني لإنتاج الغواصات. وهناك قروض وضمانات استثمارية من شركة Hermes في حالة عدم تمكن الشركاء الأجانب من دفع أضرار التصدير للشركات الألمانية.

ورغم الأزمة والتوترات مع نظام أنقرة، لم تسدد حكومة ميركل قروض هيرمس للشركات العاملة في تركيا، وسيتم إنتاج السندات بهذه الطريقة. حيث وقف المشروع الكبير الذي يتضمن إنتاج 6 محطات فرعية وبدأ بعد أن سمحت الحكومة الألمانية بذلك في عام 2009.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مجلة دير شبيغل من مصادر مقربة من حزب الخضر، فقد تم إعداد مسودة في أجهزة الحزب حتى لا يتم تسليم السفينة إلى الدولة التركية. ومن المنتظر طرح مشروع القانون للنقاش في البرلمان الاتحادي الأسبوع المقبل، والذي يدعو إلى وقف التجارة السرية بسبب الاحتلال التركي لشمال سوريا من جهة، ومن جهة اخرى بسبب انتهاك حقوق الانسان الذي يمارسه نظام أردوغان.

وفي هذا السياق علقت كاتيا كول، خبيرة الأمن لحزب الخضر، على المسودة قائلة: "إنه لمن غير المسؤول أن تخضع ألمانيا لأردوغان، الذي يهدد من ناحية عضوية اليونان في الناتو ومن ناحية أخرى ينتهك حقوق الإنسان في بلاده التي لا توجد فيها دولة قانون ولا ديمقراطية".

يقال أنه إلى جانب حزب اليسار، الذي له كتلة في البرلمان، وكذلك جزء من الحكومة الائتلافية للحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) سيتم دعم حزب الخضر. ويمكن للمرء أن يفهم من تصريحات زعيم المجموعة رولف موتزينيتش أنه حتى الآن متردد في المطالبة بإنهاء تجارة الأسلحة مع حكومة أردوغان.