دالماغن: على الحكومة البلجيكية إصدار خارطة طريق للمجتمع الإيزيدي

دعا البرلماني جورج داليماغن ، الذي ترأس مشروع قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الإيزيديين في 14 آب، ‏في البرلمان البلجيكي، الحكومة إلى إصدار خارطة طريق بشأن الشعب الايزيدي لتسهيل عودتهم الى وطنهم وديارهم.‏

وافق البرلمان البلجيكي في 15 تموز الجاري على مشروع القرار بأغلبية الأصوات للاعتراف بالإبادة الجماعية ضد ‏الإيزيديين وإدانتها، وكان مشروع القرار الذي أيدته كافة المجموعات البرلمانية، ترأسه البرلماني البلجيكي، جورج داليماغن من حزب الديمقراطي ‏المسيحي (‏cdH‏). وجاء في القرارات التي أتخذها البرلمان البلجيكي، أن تنظيم داعش الإرهابي، ارتكب جرائم وحشية بحق ‏الإيزيديين في آب 2014، وقدمت سلسلة من المطالب للحكومة، وضمت محاسبة مرتكبي هذه الجرائم. ‏كما نص القرار على استخدام جميع الوسائل القانونية، وإتاحة فرص عودة الإيزيديين إلى أراضيهم وديارهم وإعادة بناء القرى والبلدات ‏المدمرة وتقديم مساعدات إنسانية خاصة للنساء وأطفال الإيزيديين.‏

وقيم البرلماني البلجيكي جورج داليماغن لوكالة فرات للأنباء (‏ANF‏) سبب محاولاتهم وجهودهم في مثل هذه القرارات، وما الذي ‏ستفعله بلجيكا، وكيف سيتم تحقيق العدالة.‏

تسليطاً على جهود وأعمال صياغة مشروع قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين، أفاد داليماغن إنه زار العراق ‏وجنوب كردستان وسوريا عدة مرات، وقال: "لقد تحدثت إلى الأشخاص الذين فروا من بطش ووحشية مرتزقة داعش، ‏وخاصةً اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات دهوك وزاخو، كنت اشعر بالصدمة والاشمئزاز عند سماعي ‏لكل قصة عن الجرائم الوحشية التي نفذوها عصابات تنظيم داعش الارهابية بحقهم، وهناك العديد من التحقيقات والحقائق ‏التي تؤكد على ان هذه الجرائم هي ابادة جماعية. حيث  التقيت بأبو شيخ، وطالبني بأن يعترف البرلمان البلجيكي بهذه الإبادة ‏الجماعية".‏

وتحدث البرلماني داليماغن حول الخطوات التي ستتخذها بلجيكا من الآن فصاعداً، مشيراً إلى أن مسودة الاعتراف أكثر ‏من اعتراف ومحاكمة المجرمين، وقال: "الاعتراف مهم بلا شك، لكن القرار الوعد بالعدالة لعودة الإيزيديين وإعادة الإعمار ‏وتقديم الرعاية الصحية، ولا سيما إيصال المساعدات إلى النساء والأطفال الإيزيديين، أمر مهم بشكل خاص لمقاضاة البلجيكيين  ‏في صفوف تنظيم داعش الارهابي. هناك العديد من البلجيكيين الذين تم تحديدهم من قبل الإيزيديين على أنهم جلادين ‏وقتلة، ومن بينهم طارق الجدعون المعتقل في بغداد، كما يوجد قرارات حكيمة يجب اتخاذه للمساعدة، ومن أجل تنفيذ ‏القرار، سأطلب من وزارة الخارجية إنشاء خريطة".‏

وتحدث داليماغن عن التأثير الذي سيؤول اليه  القرار في بلدان أوروبية أخرى، قائلاً: "الآن كان له تأثير إيجابي، ‏كما ناقشت هولندا نصاً مماثلاً، كان لهذا تأثير مرة أخرى في أوروبا. انني على يقين بأن القرار الذي اتخذته الحكومة البلجيكية بشأن الإبادة ‏الجماعية، هو أهم وأقوى قرار منذ تواجدي في البرلمان لمدة 20 عاماً، وهو نص واضح للغاية، وليس هناك ‏شك في أنه سيكون له تأثير على السياسة الدولية".‏

وأفاد دالماغن أن هذا القرار لن يعود إلى مجلس الشيوخ، وذكر أنه من الناحية التكنيكية يمكن القول إن بلجيكا اعترفت ‏وأدانت الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين من خلال البرلمان.‏

وتحدث داليماغن عن تهديدات تركيا المتواصلة على شنكال والمجتمع الإيزيدي، مشيراً إلى إنه يأمل أن يكون القرار درعاً ‏لجميع الهجمات التي يمكن أن يتعرض لها المجتمع الإيزيدي، وقال: "ممكن أن تكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ ‏الإيزيديين التي يتم فيها بالاعتراف على مثل هذه المأساة، وهناك خطوات ملموسة يجب اتخاذها لحماية المجتمع ‏الإيزيدي، وتوجد هذه الخطوات على الأقل في الناحية السياسية، وهذا الاعتراف مهم للغاية".‏

وخلال حديثه تطرق داليماغن الى مطالب الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لمحاكمة عناصر تنظيم داعش الإرهابي ‏في مناطقها، وقال: "نحن مقتنعون بأن إنشاء محكمة دولية أمر صعب، لكن بالنسبة للمحاكم الدولية لا ينبغي ‏أن يكون هناك عقبة، يوجد آراء من فرنسا وألمانيا، يجب ألا ينتظروا المحكمة الدولية، مع العلم أنها صعبة، العراق لا ‏تريد والولايات المتحدة لا تريد، نظراً لعدم وجود اعتراف سياسي دولي للادارة الذاتية في روج افا، لذلك فالأمر صعب أن يتم المحاكمة ‏في  شمال وشرق سوريا، يمكن أن يستمر هذا الطلب، بدون انتظار، يجب محاكمة المسؤولون عن هذه المجازر، لأن ‏الضحايا ينتظرون تقديم الجناة إلى العدالة".‏

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الجهاديون في بلجيكا متورطين في الإبادة الجماعية، قال داليماغن: "لا نعرف، لأننا لا ‏نملك أدلة كافية على تورطهم في الإبادة الجماعية، نقوم بجمع الأدلة الآن، والتحقيق جار".‏