التايمز:"داعش" وتركيا هما للطوائف المسيحية وجهان لعملة واحدة

أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الاثنين،من خلال تقريراً لها بأن 20 ألفا من المسيحين في مناطق شمال وشرق سوريا أصبحوا لاجئين بالفعل زمن المذابح العثمانية للمسيحيين في الحرب العالمية الأولى، ثم جاءهم التهديد حاليا من تركيا.

ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الاثنين،تقريراً في موقعها،أشارت من خلاله، أن تركيا تشن حربا في الشمال الشرقي السوري "غير مفهومة تقريبا للعالم الخارجي بأسره، لكنها حظيت بطريقة ما بدعم دونالد ترامب حين كان رئيسا للولايات المتحدة" على حد ما كتب مراسل الصحيفة Richard Spencer الذي تحدث إلى سوري كان يقف مع ابن أخيه عند مدخل قريتي "تل طويل" الملتصقة تقريبا بقرية "أم وغفة" على ضفة النهر، فذكر أندريوس زيابدو، البالغ 60 سنة، أن القريتين أصبحتا خاليتين من النساء والأطفال "فقد نقلناهم بعيدا" كما قال.

والسبب أن "تل طويل" تعرضت الشهر الماضي، قرب كنيستها بشكل خاص، لقصف متكرر من قبل قوات الاحتلال التركي القريبة 3 كيلومترات تقريبا، فسقطت 5 قذائف عليها، منها واحدة أصابت منزل جار له، كنيته أبو كارلوس "كان نائما مع زوجته وأطفاله حين سقطت فوقهم مباشرة، لكنهم خرجوا سالمين من أي أذى" مع ذلك كان أبو كارلوس آخر من غادر وعائلته القرى التي لم يبق فيها سوى رجال 7 عائلات فقط للدفاع عنها، من أصل سكان كانوا 1300 تقريبا قبل عقد من الزمن..

وجاء في تحقيق الصحيفة أيضا، أن الطوائف المسيحية بسوريا والعراق، نجت من مذابح طائفية شاملة،لكنها لا تزال تشعر بالتهديد نفسه، وهي طوائف معظمها من أصل آشوري، يتحدث أبناؤها إحدى لهجات الآرامية، لغة السيد المسيح، ويتبعون طقوسا مستقلة عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، وكان 20 ألفا منهم أصبحوا في هذه المنطقة لاجئين بالفعل زمن المذابح العثمانية للمسيحيين في الحرب العالمية الأولى، ثم جاءهم التهديد حاليا من تركيا.

وحدث في 2015 ما جعل التاريخ يكرر نفسه، حين أحبطت قصف أميركي محاولات "داعشية" لغزو مدينة كوباني (بحسب الصحيفة)، الواقعة على الحدود مع تركيا، فحول "الدواعش" انتباههم شرقا، واقتحموا مدينتي قامشلوا والحسكة ، مارين بقرى "وادي الخابور" في طريقهم، واستولوا على 9 منها في غارات ليلية، انتهت باحتجازهم 230 من سكانها، وحصولهم على مئات آلاف الدولارات فدية لإطلاق سراح كل منهم.

وكانت الطوائف المسيحية تشعر بخطر الانقراض، حتى في أوقات السلم، حيث كانت بعض الدول الغربية تعطي الأولوية لأبنائها في منح التأشيرات، وهو ما زاد مع بداية الصراعين السوري والعراقي، حتى أصبح للآشوريين جاليات كبيرة في كندا والسويد وأستراليا والولايات المتحدة، ثم أدى غزو "داعش" لمناطق العيش المسيحي بالعراق، ومن بعده التركي في 2019 للشمال السوري، إلى زيادة الرحيل عن تلك المناطق، فأصبحت تلك الطوائف مهددة بالانقراض من دولة مجاورة هذه المرة.