السحابة السامة تدخل أجواء العراق

دخلت سحابة الدخان الكبريتي إلى الأجواء العراقية، في وقت أكدت فيه هيئة الانواء الجوية العراقية ومديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في إقليم كردستان، أن انتشار ثاني أوكسيد الكبريت ووصوله إلى البلاد خارج اختصاصهما.

ووصلت بالفعل كتلة هائلة من غاز ثاني أكسيد الكبريت الناجم عن ثوران البركان الإيطالي إلى عدد من الدول العربية.

وذكر موقع "أدمبلاتفورم" صورا تظهر وصول بعض من هذه الكتلة إلى العراق.

وكان مختصون معنيون قد حذروا، السبت، من انتشار ثاني أوكسيد الكبريت من بركان " اتنا" في جزيرة صقلية الإيطالية، مرجحين استمرار أعمدة دخان ورماد خلال المدة المقبلة.

وقالت هيئة الانواء الجوية العراقية في بيان، إن انتشار مخلفات بركان "اتنا" خارج اختصاصنا، وأكدت، أن الهيئة مختصة بتحديد العناصر الجوية وتأثيرها في الطقس.

من جانبها أعلنت مديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في إقليم كردستان، أن مهامها تتركز في الطقس، وليست البيئة، لافتة إلى أن تأثير البركان حاليا على مصر وسيصل خلال الـ 48 ساعة قادمة إلى مناطق سوريا ولبنان وفلسطين والعراق.

ودعت المديرية وسائل الإعلام إلى عدم إثارة هلع المواطنين بسبب مخلفات البركان.

وعلى صعيد متصل قال محمود عبداللطيف رئيس المتنبئين الجويين الأقدم: إن الكتلة الهوائية ستضرب العراق اليوم، وستكون في الطبقات العليا للجو انطلاقا من جزيرة صقلية في إيطاليا، مرجحا هطول أمطار حمضية، ناصحا المواطنين بارتداء الكمامات وإغلاق النوافذ خاصة الذين يعانون من مشاكل التنفس لأن الكتلة تستمر لمدة أكثر من 24 ساعة.

ومن جانبه قال المتنبىء الجوي الأقدم بمطار البصرة الدولي، صادق عطية، إن كتلة "ضخمة" من غاز ثاني أكسيد الكبريت (السام) في طريقها إلى العراق قذفها بركان في إيطاليا.

وأضاف، أنه وبحسب ما ترصده الخرائط البيئية، فإن موجة ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكبريت (So2) تتجه نحو بلاد الشام ثم العراق وتركيا، قذفها بركان اتنا في جزيرة صقلية الايطالية الذي ثار للمرة السابعة عشرة على التوالي ليلة البارحة.

وبين أن غاز ثاني أُكسيد الكبريت "سام" لو أزداد تركيزه في الهواء، وهو عديم اللون له رائحة نفَّاذة، ويتكون بصورة طبيعية من النشاط البركاني، ومن تحلُّل المادة العضوية.

يشار إلى أن الكتلة عبرت العشرات مِن المدن والبلاد العربية والأوروبية وتأثيرها كان بسيطاً. 

ومن المتوقع أن تزول السحابة من الأجواء العراقية، خلال أقل من 48 ساعة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ثار البركان الذي يعد الأطول في أوروبا، 15 مرة على الأقل، بدأت في النصف الثاني من فبراير الماضي.

ولم تشكل الحمم البركانية المتدفقة من جوف الأرض مشكلة بيئية تذكر، لكن وكالة "رويترز"، أشارت في تقرير سابق إلى أن الخطر المحتمل قد يكون في سحب الرماد، وهو ما حدث بالفعل للدول العربية المجاورة، بتأثير من الرياح.

ويحذر خبراء مناخ وفلكيون من الاستهانة بمخاطر هذه السحابة، التي تجتاح بلدانا عدة في الشرق الأوسط، لما تنطوي عليه من مخاطر على صحة الناس.