المجلس المركزي لحزب الشعوب الديمقراطي: قضية إغلاق حزبنا هي عملية تصفية شاملة

وصف المجلس المركزي لحزب الشعوب الديمقراطي قضية اغلاق حزبهم بأنه اعتداء غاشم وهو جزء من الخطة الرامية إلى تصفية الحركة السياسية الكردية من ممارسة السياسة الديمقراطية.

 تصريحات المجلس جاءت من خلال اجتماع اعتيادي  

عُقد بتاريخ 28 -29 آذار 2021.حيث تم من خلاله مناقشة دعوى الإغلاق المرفوعة ضد حزب الشعوب الديمقراطي والذي خرج بتوصيات عدة وهي:

1 - إن الشعب يتبنى إرادته السياسية ومستقبله

لقد أبدى الشعب في إحتفالات النيروز 21 آذار التي تمت عقب رفع دعوى الإغلاق تبنيه لحزبه ولإرادته السياسية بصورة عازمة وقوية جداً. فالمليونيات التي خرجت الى الميادين أثناء إحتفالات النيروز المهيبة ، ورفعوا صوتهم بإيمان كبير مطالبين بالديمقراطية والعدالة والسلام والحرية وبإنهاء العزلة المشددة المفروضة على السيد أوجلان في إيمرالي وأبدوا مدى عزم الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا ، وأصدروا رسائل واضحة تجاه السلطة الحاكمة والمعارضة. ولقد شهدنا حضوراً كبيراً للشباب والنساء الذين يبعثون الأمل في قلوبنا جميعاً بالنسبة لليوم وللمستقبل وهم يأتون إلى ميادين النيروز بكامل طاقاتهم وحماسهم ومعنوياتهم العالية رافعين بأعلى صوت مطالبهم بالحرية.

2 -هذه ليست قضية إغلاق بسيطة ، بل إنها عملية تصفية شاملة 

قضية الإغلاق المرفوعة ضد حزبنا تتسم بميزات تختلف عن الدعاوى التي سبق وأن رفعت ضد الأحزاب التي ورثنا عنها. فهذا الإعتداء الغاشم هو قبل كل شيئ جزء من تلك الخطة الرامية إلى تصفية الحركة السياسية الكردية من ممارسة السياسة الديمقراطية. فمن خلال قضية الإغلاق يتم تسجيل الخطوات الأخيرة للمضي التقليدي في إنكار حقيقة الكرد من جانب ، وللتكوين المؤسساتي لنظام القصر وفاشيته من جانب آخر. إن قضية الإغلاق هي إستمرار لسياسة العداء والإقصاء ضد الكرد التي تنتهجها هذه السلطة. إنها ليست قضية قانونية بل قضية سياسية.

إن قضية الإغلاق هي في نفس الوقت إعتداء سافر على النضال المشترك الذي تخوضه الحركة السياسية الكردية والقوى الديمقراطية الكادحة والمنادية بالسلام والتي تتجسد في حزب الشعوب الديمقراطي وذلك في شتى المجالات وفي مقدمتها المسالة الكردية والديمقراطية حرية العقيدة والبيئة ومايبذله الكادحون من جهود. إنها إعتداء غاشم على مفهوم العيش المشترك وعلى الهدف القائم على الوطن المشترك والجمهورية الديمقراطية.

إن الإعتداء الرامي لتصفية حزب الشعوب الديمقراطي الذي يتميز بكونه حزب للمرأة من حيث سياساته وتنظيمه ، هو في نفس الوقت إعتداء على النضال الذي تخوضه النساء من أجل الحرية والمساواة وعلى مكتسباتهن وإرادتهن. فالعقلية التي رفعت دعوى الإغلاق ضد حزبنا هي عقلية الفرد الواحد ذات العقلية الذكورية العنصرية القائمة على الجنسانية والتي أخرجت نفسها من إتفاقية إسطنبول منتهكة القانون. لذا فإن العزم السياسي الذي تبديه النساء على المضي قدماً في النضال ضد حالات العنف والجرائم والتحرش والإغتصاب التي تستهدف المرأة ، يؤكد الوقوف القوي ضد الهجمات على حزبنا.

3- سنقوم معاً بالتصدي لعملية التصفية 

إن سلطة حزبَي العدالة والتنمية والحركة القومية الواقعة في مأزق سياسي وإقتصادي متفاقم بكافة وجهاته ذهبت بعيداً لترفع دعوى الإغلاق من خلال فرض هيمنتها المسيطرة على القضاء ، غير أن مخططاتها الإنتخابية الرامية إلى تحطيم كافة المكتسبات الديمقراطية سوف تمنى بالهزيمة.

إن حزبنا سيواصل مسيرته بكل عزم وبدعم من خلال الملايين من الناس مستمداً قوته من تقاليده القائمة على المقاومة والنضال التاريخيين. وسوف يحبط هذه اللعبة القذرة لينقل إلى المستقبل ميراثه في النضال القائم على الكرامة. ونريد أن نذكر مرة أخرى بأن الشعوب هي التي تصنع التاريخ وتدونه وما تخوضه هو النضال من أجل الحرية والمساواة والعدالة.

إن حزب الشعوب الديمقراطي سيواصل مسيرته بكل عزم. فحزب الشعوب الديمقراطي ليس عبارة عن أبنية مقرات وأشخاص ، حزب الشعوب الديمقراطي هو نضال ومجموعة أفكار من أجل الديمقراطية والحرية ذات لبنة راسخة في هذه الأراضي حيث دفع أثمان باهظة. حزب الشعوب الديمقراطي منارة مضيئة تسلخ الظلام عن مستقبل تركيا المنير. حزب الشعوب الديمقراطي أمل السلام لتركيا. حزب الشعوب الديمقراطي صوت الضمير المجتمعي وكلمته.

إن الحملة الرامية إلى إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي سُتمنى بالفشل من خلال النضال المشترك الذي تخوضه شعوبنا والقوى الديمقراطية. حزب الشعوب الديمقراطي سوف يكبر أكثر فأكثر ليحافظ على بقائه كالأمل المستقبل لتركيا وذلك بصفته المكانة والإمكانية للنضال المشترك للشعوب والعقائد والذي يخوضه الشباب والعمال الفلاحون والنساء والكادحون والمتقاعدون وجميع المضطهدين.

4 -نداؤنا للملايين ، لشعوب تركيا...

إن مجلس حزبنا قد خول كلا رئيسيه المشتركَيْن والهيئة التنفيذية المركزية الصلاحية اللازمة لتنفيذ كافة الخيارات القانونية والسياسية المتعلقة بنضالنا المشروع والتي تحافظ على إرادة الحزب وتغذي دوره أمام دعوى الإغلاق.

إن حزبنا سوف يرد على هجمة الإغلاق التي تشنها السلطة ، متمسكاً بروح المقاومة والإستنفار ديمقراطياً بالتطلع إلى عمل مشترك مع شعبنا المتميز بالتضحية والشجاعة والعزم ، ومع مجلس حزبنا ومجموعتنا البرلمانية وتنظيماتنا الحزبية في المحافظات والمناطق ومجالسه الشبابية والنسائية. إن حزب الشعوب الديمقراطي هو الشعب ، حزب الشعوب الديمقراطي محق وسوف ينتصر من خلال العزم والقوة التي يستمدها من أحقيته.

إن الهجمة على حزبنا من خلال دعوى الإغلاق ضده لا يستهدف حزب الشعوب الديمقراطي لوحده بل يستهدف أيضاً المعارضة ومكتسباتها بكافة أطيافها السياسية والإجتماعية الديمقراطية في تركيا والمتجسدة في شخصية حزب الشعوب الديمقراطي. فالهدف هنا ظاهر بصورة واضحة وهو القضاء على تلك الأمال بالنضال التي تعلقها المعارضة بشرائحها الواسعة ، وتحييد المعارضة المجتمعية والسياسية.

لذا فإننا ندعو كافة القوى الديمقراطية والمعارضة الديمقراطية والشرائح العقائدية والمجتمع العلَوي وشعوبنا المتدينة إلى إتخاذ موقف بشكل واضح وصريح ضد هذه العملية. وإن دعوتنا هذه موجهة إلى كل من يناضل من أجل السلام والعدالة والمساواة والحرية. هذه الدعوة موجهة في نفس الوقت إلى الرأي العام الدولي الديمقراطي.

فاليوم هو يوم الوقوف إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي ومكتسباته ، ويوم النضال من أجل الديمقراطية والعدالة وسمو القانون وحقوق الإنسان وحرياته والمساواة والحرية. اليوم هو يوم الدفاع بشجاعة وحزم عن القيم الإنسانية العظيمة. اليوم هو يوم النضال المشترك من أجل الديمقراطية.

حزب الشعوب الديمقراطي سيواصل سيره على طريقه. إننا سندافع عن حزب الشعوب الديمقراطي. وبأفضل شكل سنقوم بالحفاظ على أفكارنا وبحماية هذه الأمانة الثمينة التي قدمتها إلينا كافة المصادر التي تغذي تلك الأفكار لنقوم بدورنا بتسليمها بصورة قوية إلى من سيخلفنا.

إننا ندعو الجميع ، ندعو الملايين من الناس إلى هذه المسؤولية المشتركة. فليكن دربنا مفتوحاً ونصرنا كبيراً. سننتصر حتما… 

المجلس المركزي

 لحزب الشعوب الديمقراطي