إلهام أحمد: الحل السوري هدفنا المنشود والدعم الأمريكي مهم لمرحلة الحل السياسي السوري

الإدارة الذاتية لا تناصب تركيا العداء ومجلسنا مستعد للحوار مع أنقرة؛ والحوار السوري شأن داخلي ويجب إلا تصبح البلاد مكاناً للنزاعات الإقليمية والدولية بالوكالة؛ مجلس سوريا الديمقراطية ممتن لحزب العمال الكردستاني لجهوده وتضحياته في مواجهة الإرهاب.

خلال ندوة حوارية نظمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أدلت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، بتصريحات هامة للغاية بخصوص موضوعات عدة، أكدت خلالها على تمسك مجلس سوريا الديمقراطية بالحوار السياسي السوري، رغم تعنت النظام السوري، رافضة أن تصبح البلاد مكاناً للنزاعات الإقليمية والدولية بالوكالة.

كما أشادت بتضحيات وجهود حزب العمال الكردستاني في مواجهة الإرهاب في كل من كركوك وشنكال وهولير وروج آفا؛ مؤكدة على أن الإدارة الذاتية لا تناصب تركيا العداء وهي مستعدة للحوار مع أنقرة.

إليكم تصريحات إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية:

يسعى مجلس سوريا الديمقراطية إلى التوصل إلى حل سياسي دائم للصراع الدائر في سوريا، من خلال الدعوة إلى حوار داخلي، والوصول في النهاية إلى اللامركزية السياسية والثقافية التي تحترم التنوع في البلاد وتدعم التنمية الاقتصادية.

وتحقيقاً لهذا الهدف، يُعتبر الدعم المستمر من شريكتنا الولايات المتحدة أمراً بالغ الأهمية؛ فالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تواجه العديد من العوائق، منها افتقار الأمن و والتدخل الخارجي والإرهاب والفقر. بإمكان الولايات المتحدة المساهمة في التخفيف من وطأة هذه المشاكل في ظل سعيها إلى أن تصبح سوريا دولة أكثر استقراراً وخالية من الاستبداد والنزاعات بالوكالة والإرهاب.

عقلية النظام السوري هي نفسها ولا تزال ترفض اللامركزية السياسية والثقافية

ما يثير القلق بشكل خاص على الصعيد المحلي هي التحديات القائمة من قبيل تراجع قيمة العملة السورية والحصار المفروض والمعابر الحدودية المغلقة والبنية التحتية السيئة للموارد الطبيعية والعلاقات المتوترة مع نظام الأسد؛ فقد رفض النظام كل محاولات التوصل إلى حلول ولا يزال يعارض قبول اللامركزية؛ حتى أنه لجأ إلى اعتقال بعض الكرد السوريين بسبب هويتهم فقط..! ومع ذلك فإن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تؤمن بأن الحل يجب أن يكون حلاً سورياً وهي بذلك منفتحة على التوصل إلى حل مع النظام السوري.

الخلافات الكردية- الكردية يجب ألا تؤخر انتخابات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

ومن التحديات الأخرى الماثلة أمامنا في سوريا هي الصراعات السياسية بين الأطراف الكردية، بما في ذلك بعض الخلافات مع إقليم كردستان، لأنه في نهاية المطاف، تشكّل هذه الأطراف جميعها قضية كردية موحدة بل متنوعة، ولا بدّ من حل مشاكلها الداخلية عبر الحوار.

ومع ذلك، لا يجب السماح للخلافات الكردية بأن تؤخر إجراء الانتخابات المقبلة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لأن ذلك سيحرم العرب والآشوريين وغيرهم من الذين يعيشون في شمال شرق سوريا من حقهم بالإدلاء بأصواتهم.

المخيمات والسجون في شمال وشرق سوريا مصدر قلق لنمو التطرف

كما أن احتمال عودة تنظيم داعش الإرهابي يمثل تهديداً آخر لشمال شرق سوريا، وسائر أرجاء العالم. فالفقر المنتشر محلياً سيساعد بلا شك جهود التجنيد التي يقوم بها التنظيم. وبالمثل، تنتشر الإيديولوجيات المتطرفة أكثر فأكثر في السجون التي تضم مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وفي المخيمات التي تأوي عائلاتهم. وتفتقر الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى البنية التحتية لضمان أمن هذه المواقع بشكل مناسب، كما أن المجتمع الدولي عارض حتى الآن إعادة هؤلاء الأفراد إلى أوطانهم رغم زيادة عدد سكان المخيمات بسبب معدلات الولادة. على الدول المعنية - ولا سيما العراق - تكثيف جهودها لإعادة مواطنيها ودمجهم من جديد من أجل تخفيف العبء الذي يُثقل كاهل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

الإدارة الذاتية لا تناصب تركيا العِداء ومجلس سوريا الديمقراطية على استعداد للحوار مع أنقرة

ومن المشاكل الأخرى الأساسية هي مسألة عِداء تركيا لنا في سوريا، حيث أن تركيا تحتل عدة مناطق من سوريا، وتقوم بتشريد سكان عفرين وتل أبيض، وتعمل ضد الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا بذريعة "مكافحة الإرهاب"، كما أنها تستخدم الطائرات المسيرة بدون طيار في هجماتها على مناطق سورية، و هو انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا والولايات المتحدة، حيث تسببت هذه الهجمات بسقوط ضحايا في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

رغم كل ذلك، لا تناصب الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا العِداء لتركيا؛ ومن أجل تحقيق السلام مع الدول المجاورة، فإنّ مجلس سوريا الديمقراطية على استعداد للدخول في حوار مع أنقرة، ربما تحت إشراف الولايات المتحدة؛ ويجب أن تتناول أية محادثات مع تركيا، الاحتلال التركي للأراضي السورية، كما يجب السماح للأفراد المُهَجَرين بالعودة إلى ديارهم في المناطق المحتلة حالياً، كما يتوجب على أنقرة أيضاً الدخول في حوار مع الكرد في تركيا، الذين هم أيضاً يعانون من السياسات العنصرية وتعرض ممثليهم المنتخبين للسجن والاعتقال والاضطهاد.

مجلس سوريا الديمقراطية ممتن لحزب العمال الكردستاني لجهوده وتضحياته في مواجهة الإرهاب

وتجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني ليس له أي تمثيل في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، رغم أن مجلس سوريا الديمقراطية ممتن لحزب العمال الكردستاني على جهوده في مكافحة الإرهاب في شنكال وكركوك وهولير وغيرها من المناطق في روج آفا، إلا أن الإدارة الذاتية لا تضم أي عناصر من حزب العمال الكردستاني (PKK).

الحوار السوري شأن داخلي ويجب ألا تصبح البلاد مكاناً للنزاعات الإقليمية والدولية بالوكالة

طلب مجلس سوريا الديمقراطية من روسيا أن تعمل كضامن لمحادثات مستقبلية محتملة مع نظام الأسد، وقد أعربت موسكو عن اهتمامها بذلك؛ يجب أن تبذل المزيد من الجهات الفاعلة قصارى جهودها لإنهاء الحرب، نحن نؤمن بأن التدخل الخارجي سوف يتراجع إذا أمكن التوصل إلى اتفاق مع النظام في دمشق.

في النهاية، يجب أن يكون الحوار السوري شأناً داخلياً، ولا يجدر استغلال البلاد كمسرح للنزاعات بالوكالة بين القوى الإقليمية والعالمية.

نرحب بالدعم الأمريكي وليس هناك انسحاب قريب على أجندة إدارة بايدن

وأخيراً، يرحب مجلس سوريا الديمقراطية بالدعم الأمريكي المستمر للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ وعلى الرغم من انتشار المخاوف والمقارنات مع الوضع في أفغانستان، إلا أن إدارة بايدن أشارت إلى أنها لن تنسحب من شمال شرق سوريا في المستقبل القريب.

كما أن واشنطن أشارت إلى رغبتها في المساهمة في مجالات البنية التحتية والمبادرات المدنية لمكافحة الإرهاب زيادة على الدعم العسكري ودور الوساطة المحتمل، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعفى مناطق شمال شرق سوريا من العقوبات للمساعدة على تعزيز الاقتصاد في المنطقة. وبشكل عام، يقدّر مجلس سوريا الديمقراطية شراكته مع الولايات المتحدة إلى حدِّ كبير ويترقب المزيد من الدعم الأمريكي.