الداخلية العراقية تستدعي 3 ضباط بداعي مخالفتهم للقوانين والسياقات في كركوك

على اثر ادائهم التحية العسكرية لنشيد قومي تركي، أثناء مراسم أقيمت في كركوك في 14 تموز الجاري في ذكرى الضحايا التركمان بحضور سفير أنقرة، استدعت وزارة الداخلية العراقية 3 ضباط من المكون التركماني بداعي مخالفتهم للقوانين والسياقات.

وجه وزير الداخلية عثمان الغانمي العراقي  باستدعاء الضباط الثلاثة الذين أدوا التحية العسكرية، لنشيد قومي تركي في كركوك، بداعي مخالفتها للقوانين والسياقات".

وبحسب مصادر مطلعة فأن "جهات سياسية تركمانية تدخلت في الأمر لإنهائه من دون إصدار عقوبات، وما زالت القضية منظورة لدى الجهات الأمنية".

والضباط من المكون التركماني ومنهم امرأة، وهم العميد طه صلاح الدين مدير شعبة السيطرات، والعقيد مصطفى نوزاد مدير مركز شرطة القورية، والضابطة فاطمة وحيد.

وتحاول تركيا تأليب تركمان كركوك وعربها ضد كردستانية كركوك، بهدف ترجيح كفة الصراع على المحافظة المتنازع عليها، لغير مصلحة الكرد .

ويرى مراقبون ان تلك الحادثة سلطت الضوء على الدور الكبير لأنقرة في كركوك، في ظل عجز بغداد عن مواجهته ووقف التمدد التركي في محافظات شمالي البلاد بشكل عام من خلال عملياتها العسكرية، وهو ما صعد مستوى التحذيرات من أن تركيا تعمل على إزكاء النعرات القومية في كركوك، وهو ما ينعكس سريعا على العلاقة بين سكانها، خصوصا في ظل حالة عدم الثقة التي تحكم المكونات التي ينتمون إليها.

وأثارت الواقعة غضبا شعبيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء العراقيين، وأعادت مسألة الهوية الوطنية والولاء التام للعراق دون الاكتراث بالمحيط الخارجي، وسط مطالبات بإطلاق برامج تعزيز الهوية الجامعة، وإبعاد المكونات العراقية المحلية عن الاستغلال من قبل الدول الأخرى.

ورأى معلقون أن الضباط العسكريين يفترض أن يكونوا أكثر الناس انضباطا وولاء للوطن، ولا يمكن أن يكونوا بتلك الصورة التي قد تعكس غياب الهوية الوطنية، إذ "عليهم الالتزام التام بكل المعاني الوطنية والابتعاد عن الشبهات التي قد تحيل إلى خلل ونزوع في أنفسهم نحو هوية غير عراقية".

و أن "ما حصل يمثل مخالفة، ربما كبيرة، فهي تشير ضمنا إلى تأييد من هؤلاء الضباط لهذا النشيد الذي يمثل دولة أخرى، وهذا غير مسموح به في القوانين العسكرية التي حددت مسائل أداء التحية، لأشخاص من غير الدولة أو هوياتهم أو رموزهم، وهي تشترط أن يكون ذلك عبر زيارات رسمية وليس مناسبات فرعية، تقيمها السفارات أو غيرها".