الإدارة الذاتية تدعو للسير على نهج تحرير كوباني لتحرير المناطق الأخرى المحتلة

دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الذكرى السابعة لتحرير مدينة كوباني للسير على نهج المقاومة من أجل تحرير المناطق المحتلة كعفرين وسري كانيه وكري سبي ايضاً، حيث تحرير كوباني كانت بداية الانهيار الفعلي للإرهاب".

أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بياناً إلى الرأي العام، اليوم الأربعاء، أكدت فيه أن انتصار كوباني أعاق تركيا لتنفيذ مشروعها الاحتلالي والتوسُّعي.

وجاء في نص البيان:

"بعد سنوات من المقاومة وهزيمة داعش عسكرياً، باتت تحاول وبكل السبل الانتقام والعودة، وبدعم إقليمي وبرضى بعض الأطراف المعروفة على الساحة السورية، تحوّل تنظيم داعش الإرهابي إلى خطر كبير، حيث كان يهدد سوريا والمنطقة والعالم برمَّته في الفترة التي بلغت فيها قوته ذروتها، بعد أن سيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وأعلن مدينة الرقة عاصمة لخلافته المزعومة، والآن خطره يكمن في خلاياه وقضية معتقليه وأسره والأيدولوجية المتطرفة.

المقاومة التي ظهرت في شمال وشرق سوريا، حيث المنطقة الأكثر سيطرة من قبل تنظيم داعش، لم تكن مقاومة عادية، ساهمت المقاومة في حماية سوريا وعموم العالم من أن تكون تحت تهديد تنظيم داعش الإرهابي، حيث كان تحرير مدينة كوباني في 26 كانون الثاني من عام 2015، بداية انهيار تنظيم داعش، ثم تتالت الانتصارات عليه بعد أن تحوَّلت المقاومة في كوباني إلى ملحمة، واستندت عليها مكونات شمال وشرق سوريا في الدفاع عن مناطقها منذ تحرير مدينة كوباني، وصولاً إلى إنهاء تنظيم داعش عسكرياً في الباغوز في 23/3/2019.

لقد اختارت كوباني مشروع الإدارة الذاتية كتجربة ديمقراطية في 27 كانون الثاني من عام 2014، وكانت هذه التجربة دعامة أساسية في تشييد المشروع الديمقراطي في سوريا عامةً.

تمر هذه الأيام وهي تحمل معها ذكريات عدَّة، منها مرور الذكرى السنوية السابعة لتحرير مدينة كوباني، 26 كانون الثاني 2015، كذلك دخول الإدارة الذاتية الديمقراطية عامها السابع في كوباني، ولا يسعنا هنا إلا أن نستذكر هاتين المناسبتين مع استذكار بطولات كوباني وتضحيات شهدائها الأبرار، تلك التضحيات التي حددت المسار الحقيقي للمقاومة من أجل بناء الإرادة الديمقراطية الحرة للشعوب، هاتان المناسبتان، انتصار كوباني على الإرهاب والفاشية مع مشروع الإدارة الذاتية، تُعتبران مرتكزاً أساسياً في بناء سوريا الديمقراطية التي تُمثل كل السوريين.

في ذكرى هاتين المناسبتين نؤكَّد أنَّ الدولة التركية الفاشية التي تدعم الإرهاب والإرهابيين تُشكل خطراً، ليس فقط على مناطقنا، وإنما على عموم الشعوب التي بذلت جهوداً في مكافحة إرهاب داعش، وكل الشعوب التي تسعى لبناء الديمقراطية وتعزيزها.

حيث إنّ الانتصار الذي تحقّق في كوباني هو ميراث لعموم العالم والإنسانية، وإنجاز ومكسب مهم، ساهمت المقاومة في كوباني بكسر شوكة تركيا وأعاقت تحقيق مشروعها الاحتلالي والتوسُّعي الذي كان يتَّخذ من دعم داعش أساساً له، كذلك تحولت كوباني ومقاومتها إلى ملحمة بطولية استقطبت التعاطف العالمي، وأدرك العالم حقيقة الدفاع فيها عن الإنسانية والقيم التي تخص عموم العالم.

كل هذا أدَّى إلى تحوُّل الإرادة في كوباني لنقطة أمل حقيقية في هزيمة داعش على الأرض، فتدخَّل التحالف الدولي لالتماسه مقومات هزيمة داعش عبر إرادة المقاومة، وتحرك العالم لاحقاً بشكل أكبر، ليُعلن يوم 1 من تشرين الثاني اليوم العالمي من أجل كوباني كنتاج للإصرار والعزيمة التي هزَّت العالم بالصمود أمام داعش وداعميه.

نؤكِّد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أنَّ استمرار هذا الدعم التركي للإرهاب هو خطر أيضاً على المكاسب التي تحققت ضد تنظيم داعش، وبالتالي كل من يريد أن ينتهي هذا الخطر، لابد له أن يتخذ مواقف واضحة ضد تركيا وممارساتها التي أعادت المعنويات والدعم لخلايا تنظيم داعش النائمة في المنطقة بعد احتلال سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)،

في الختام، نؤكَّد أنّ تحرير المناطق التي احتلتها تركيا، وفي مقدمتها عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، هو ضرورة وأهمية توازي الأهمية التي تحررت بها كوباني، حيث بداية الانهيار الفعلي للإرهاب.

كما نتوجه إلى عموم مكونات شعبنا بالتماسك والسير على خطى المقاومة في كوباني وعفرين وعموم المناطق في شمال وشرق سوريا، لأن هذا الميراث التاريخي هو الطريق الأنجح نحو تحقيق النصر والوصول إلى المجتمع الديمقراطي وتحقيق الاستقرار في عموم سوريا".