الإدارة الذاتية في شنكال: التاسع من تشرين الأول هو هجوم ضد الشعوب

أصدرت الإدارة الذاتية في شنكال بياناً في الذكرى الأولى لاتفاقية التاسع من تشرين الأول قالت فيه إن شعبنا اثبت مرة أخرى أن "المقاومة حياة".

ذكّرت الإدارة الذاتية في شنكال من خلال بيان لها بمؤامرة التاسع من تشرين الأول 1998 التي طالت القائد عبد الله أوجلان وأوضحت أنه في 9 تشرين الأول 2020قد حيكت هذه المرة مؤامرة جديدة ضد شنكال  

وجاء في نص البيان:

" لقد مر عام على الاتفاقية التي ابرمت حول شنكال بين حكومة مصطفى الكاظمي والحزب الديمقراطي الكردستاني، مهما تم وصفها بأنها اتفاقية، إلا أنها تعتبر في جوهرها مؤامرة ضد شعب شنكال وضد الايزيدين.

نعلم جيداً أنه في التاريخ القريب للشرق الأوسط، قد عقدت الكثير من المؤامرات والألاعيب ضد الشعوب والمعتقدات تحت مسمى الاتفاقيات والمعاهدات، وإحداها المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول 1998، من خلال هذه المؤامرة، دخلت الحرب العالمية الثالثة مرحلة جديدة، ومنذ ذلك الوقت هناك هجوم مستمر وبلا توقف ضد إرادة الشعوب من قبل الحكومات الاستبدادية، في التاسع من تشرين الأول 2019 وبهدف القضاء على ثورة روج آفا وبدعم من القوى الدولية، تم احتلال تل ابيض(كري سبي)  و رأس العين (سري كانييه)، المؤامرة ضد القائد أوجلان وكذلك احتلال كري سبي وسري كانييه تمت باتفاق وبدعم من القوى الرجعية في المنطقة مع القوى العالمية.

في التاسع من تشرين الأول 2020 حيكت هذه المرة مؤامرة ضد شنكال، مهما كانت هذه المؤامرة قد حدثت تحت مسمى اتفاقية 9 تشرين الأول بين حكومة الكاظمي وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقد شاركت فيها العديد من الدول المجاورة، قبل كل شيء، كانت الدولة التركية وراء هذه اللعبة، فخلال مجزرة 2014 كان هدف الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني إبادة الشعب الايزيدي بيد مرتزقة داعش، وعدم إبقاء شيء اسمه معتقد ودين ايزيدي، وتطهير جبال شنكال من الايزيديين واليزيدية، المجتمع الايزيدي تجاوز المجزرة بتأسيس الإدارة الذاتية ورد بحزم على المحتلين، ولهذا السبب، ومنذ ذلك الوقت تحاول الدولة التركية إتمام إبادة الايزيديين التي بدأت في عهد العثمانيين.

الحزب الديمقراطي الكردستاني سلّمت عبر خيانة كبيرة، الشعب الايزيدي لمرتزقة داعش الإرهابي، ولكنه لم يصل الى مبتغاه، وبقيت شنكال حرة ومستقلة كألم في قلوبهم، الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة، تأسر الآلاف من الايزيديين في المخيمات بجنوب كردستان، ومن جهةٍ أخرى تحيك الخطط والالاعيب من أجل العودة الى شنكال مرة أخرى، كل يوم يظهر شنكال كهدف ويسعى الى شرعنة هجمات دولة الاحتلال التركي على شنكال، هذا الحزب يكن الحقد والغضب ضد المجتمع الايزيدي الحر، لأن هذا الشعب لن يقبل بعد الآن العبودية له، وبسبب هذا الواقع، يعمل الحزب الديمقراطي ليل نهار على هذه المؤامرة.

الولايات المتحدة مهدت الطريق لهذه الاتفاقية، بسبب حساباتها الإقليمية وبسبب الفكر الحر للقائد أوجلان بأن المجتمع اليزيدي أعاد خلق نفسه على هذا الفكر، عملت الولايات المتحدة والدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) معاً للضغط على العراق، وكان لحكومة الكاظمي دور فعال في هذه الخطة، كما تخلى العراق عن الايزيديين لكنها لم ترغب في قبول الإرادة الحرة الجديدة للمجتمع الايزيدي.

لهذه الأسباب، اجتمعت كل هذه القوى في مؤامرة 9 تشرين الأول وأرادت إظهار هذه المؤامرة بشكل قانوني وشرعي تحت مسمى الاتفاقية، ونتيجة لذلك، تم توقيع اتفاقية في 9 تشرين الأول بين حكومة الكاظمي والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) تحت إشراف ومراقبة الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، بعد هذه الاتفاقية، أعربت ممثلة الأمم المتحدة بلاسخارت مراراً وتكراراً عن دعمها للخطة للرأي العام وقالت إنها عملت كثيراً من أجل هذه الخطة، في هذا السياق، ندرك جيداً أنه على الرغم من توقيع هذه الخطة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني( PDK ) وحكومة الكاظمي، إلا أن هناك العديد من القوى المحلية والدولية وراء هذه الخطة القذرة، كان الغرض الرئيسي من هذه الاتفاقية هو هدم وتدمير نظام الإدارة الذاتية بجميع مؤسساتها.

نود أن نذكركم أنه عندما تم التوقيع على هذه الاتفاقية، وصلت حكومة مصطفى الكاظمي إلى السلطة حديثاً، كانت حكومة الكاظمي حكومة مؤقتة وصلت إلى السلطة بعد حكومة عادل عبد المهدي، لم يكن رئيس الوزراء كاظمي في وضع يسمح له بالتوقيع على مثل هذه الاتفاقية الاستراتيجية، من ناحية أخرى ، لم يكن مجلس النواب العراقي على علم بهذه الاتفاقية الاستراتيجية، كما عارضه العديد من البرلمانيين، عارضت معظم القوى والفصائل السياسية العراقية هذه الاتفاقية منذ البداية، كان المجتمع الايزيدي في شنكال خارج هذه الاتفاقية تمامًا، بسبب هذه الحقائق، كانت المعاهدة منذ البداية معاهدة مميتة على الصعيدين السياسي والقانوني وكذلك الأخلاقي والاجتماعي، ووقع رئيس الوزراء الكاظمي الاتفاقية مع فريقه من البيروقراطيين الأمنيين، بدلاً من المصالحة مع جميع شرائح المجتمع العراقي كرئيس وزراء جديد للعراق، وقع هذه الاتفاقية ضد الايزيديين لحماية وتعزيز سلطتهم.

تم التوقيع على هذه الاتفاقية بالقوة وفرضت بالقوة على إرادة أهالي شنكال، لكن شعبنا منذ اليوم الأول أعتبر هذه الاتفاقية كمجزرة جديدة بحق الايزيديين وبدأ بالمقاومة، شعبنا يحارب هذه المؤامرة ليلاً ونهاراً منذ عام، تم فرض العديد من الهجمات المختلفة على شعبنا خلال هذا العام، لم تكن هذه الهجمات أحادية الجانب، بل كانت متعددة، لكسر إرادة مجتمعنا ، تم استخدام جميع أساليب الحرب الخاصة ضدنا، من الهجمات العسكرية إلى الهجمات السياسية، من الهجمات الاقتصادية إلى الهجمات الاجتماعية، تم تنفيذ جميع أنواع الهجمات، ووقعت مراحل مختلفة من هذه الهجمات، تم محاصرة شنكال، وتعرضنا للتهديد، ونفذت الدولة التركية هجمات غير مبررة، وأرادت الحكومة العراقية تطبيق هذه الاتفاقية من خلال ممارسة الضغوطات علينا، الحزب الديمقراطي الكردستاني كان ينفذ استفزازات ضدنا بشكل دائم، لكن شعبنا الصامد اجتمعوا حول إرادتهم منذ اليوم الأول حتى يومنا هذا، وحافظوا على تنظيمهم ومؤسساتهم ولم يستسلموا او يتراجعوا خطوة الى الوراء.

كان أحد أهداف اتفاقية 9 تشرين الاول هو إفشال الادارة الذاتية، الا ان شعب الايزيدي قد عزز قوات حماية المجتمع منذ العام المنصرم، والمجالس الشعبية في شنكال هي الآن أقوى من أي وقت مضى بمشاركة جميع مكونات شنكال، ووقفت الإدارة الذاتية بكافة مؤسساتها وأجهزتها كحصن تاريخي ضد هذه الهجمات؛ أرادوا زعزعة الامن والاستقرار في شنكال لكن شعبنا تجمع حول قواته الذاتية تحت شعار "اسايشنا كرامتنا" وأصبح المئات من الشباب الإيزيديين مدافعين عن أرضهم. لقد أرادوا تهجير شعبنا من أرض شنكال المقدسة، لكن عشرات الآلاف من الإيزيديين عادوا إلى أراضيهم، وما يزالون يعودون على الرغم من كل العراقيل التي يسببها الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK؛ كما أرادوا كسر إرادة جبل شنكال ولكن هذا الجبل يقف على قدميه مع الآلاف من الفتيات والفتيان في صفوف وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ووحدات المرأة لمقاومة شنكال (YJŞ) كحصن منيع.

ونتيجة عام من المقاومة، أصبحت إرادتنا وإيماننا وآمالنا في النصر والحرية أقوى من أي وقت مضى، والقوى التي نفذت هذه المؤامرة ضد شنكال، ضد المجتمع الايزيدي، أصبحت أضعف من أي وقت مضى؛ لقد تم افشال اتفاقية 9 تشرين الاول نتيجة المقاومة الشعبية، ففي الآونة الاخيرة، في 2 و 4 من تشرين الأول، أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني( PDK ) الدخول لمنطقة شنكال مع قواته المسلحة، حيث كانت هذه المساعي بمثابة محاولاتها الاخيرة؛ وعلى هذا الاساس نحيي المقاومة العظيمة التي يبديها الشعب الكردي في شنكال والذي اثبت من خلالها بأن "المقاومة حياة".   

الآن نواكب الانتخابات في العراق، حيث ستتجدد الإرادة السياسية للعراق في هذه الانتخابات، وعليه ندعو جميع القوى السياسية العراقية، يجب أن تبدأ الإرادة السياسية والحكومة الجديدة في إزالة هذا الاتفاق المؤسف من قاموسها، إذا كان العراق يريد أن يبدأ عملية جديدة لحل مشاكله الأساسية، فعليه أولاً إزالة هذه الاتفاقية. حان الوقت لتوقيع اتفاقية جديدة مع أهالي شنكال بإرادتهم، نحن مستعدون لحل القضايا، واتفاق بين العراق والمجتمع الايزيدي في شنكال سيمهد الطريق لعراق جديد وأقوى، لكن إذا دخلت الاتفاقات التي لا تعترف بإرادة المجتمع الايزيدي على الساحة مرة أخرى، فسيكون موقفنا واضح منذ البداية، وسنصعد نضالنا ضدها.

نأمل أن تتطور علاقة ديمقراطية جديدة بين العراق وشنكال بعد الانتخابات، على ان تعترف هذه العلاقة بإرادة المجتمع الايزيدي، وهنا ندعو الأمم المتحدة والولايات المتحدة والقوى الدولية للتخلي عن الخطط والاتفاقيات ضد المجتمع الايزيدي، والا يصبحوا متعاونين ووسطاء للمخططات القذرة، عليهم ان يبذلوا جهودا للاعتراف بالمجازر التي ارتكبت بحق المجتمع الايزيدي على انها إبادة جماعية والاعتراف بمكانة شنكال، مرة أخرى نحيي مقاومة شعبنا، ونحن على ثقة من أننا سنتخذ خطوات تاريخية مهمة في المستقبل القريب لضمان شنكال حرة ومستقلة".