نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصائية تخص الجرائم والانتهاكات الممارسة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين المحتلة، وذلك بعد مرور 6 سنوات على احتلالها.
دفع الاحتلال التركي لمدينة عفرين الى نزوح أكثر من 310 آلاف من أهاليها، هرباً من بطش جيش الاحتلال ومرتزقتها. في حين لم تسلم الممتلكات من انتهاكات مرتزقة تركيا، لتطال أبناءها ممن بقي ماكثاً فيها ايضاً. حيث عانى الأهالي الظلم والتنكيل والاعتقال التعسفي والخطف بهدف الفدية ومصادرة المواسم والاستيلاء على المنازل والمحال والسيارات وقطع الأشجار، تحت إشراف دولة الاحتلال التركي بهدف إجراء تغيير ديمغرافي لدفع من تبقى من الأهالي للهجرة من مناطقهم.
استشهاد 668 مواطناً كردياً في عفرين
وفي هذا السياق اصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصائية وثق فيها استشهاد 668 مواطن كردي في عفرين بينهم 97 طفل و88 امرأة في انفجار عبوات وسيارات مفخخة وتحت التعذيب على يد مرتزقة تركيا وفي القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت العديد من المواطنين، منذ بدء الهجمات في 20 كانون الثاني 2018 ولغاية اعداد هذه الإحصائية.
المرصد وثق 8729 جريمة اعتقال واختطاف وتوطين أكثر من 4476 عائلة في عفرين
وذكر المرصد في احصائيته انه وثق اعتقال واختطاف 8729 من كرد عفرين بينهم 1123 ما زالو قيد الاعتقال، بينما تم الافراج عن معظمهم مقابل فدية مالية باهظة، وذلك حتى مساء 17 آذار 2024. كما تشير احصائيات المرصد الى توطين اكثر من 4476 عائلة من محافظات سورية أخرى في عفرين، وذلك في إطار عمليات التغيير الديمغرافي التي تجريها تركيا، بعد الاتفاقات الروسية ـ التركية التي افضت الى تسليم عفرين للأتراك مقابل سيطرة حكومة دمشق على الغوطة الشرقية.
3986 حالة انتهاك خلال 6 سنوات من الاحتلال
هذا وقد قام المرصد السوري لحقوق الإنسان، الى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، بتوثيق اكثر من 3986 انتهاك بأشكال عدة على مدار 6 سنوات من احتلال تركيا ومرتزقتها لعفرين، وتوزعت احصائيات المرصد على النحو التالي:
1246 عملية استيلاء الى منال ومحال تجارية وأراضي زراعية فر عفرين ونواحيها.
449 حالة بيع لمنازل مهجري عفرين استولى عليها المرتزقة بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة مقابل الدولار الأمريكي تحديداً.
734 عملية "فرض إتاوة" من قبل مرتزقة تركيا والمجالس المحلية التابع ةلها، مقابل السماح لهم بزراعة أراضيهم وجني محصولها، وذلك بالدولار الأمريكي والليرة التركية، أو نسبة من أرباح المحصول او كمية منه.
1101 عملية قطع للأشجار المثمرة لبيعها واستخدامها كوسيلة للتدفئة.
456 عملية اعتداء من قبل مرتزقة تركيا الى المدنيين لأسباب مختلفة.
تغيير ديمغرافية عفرين وبناء المستوطنات
وفي هذا الاطار رصد نشطاء المرصد العام الفائت، إنشاء مستوطنة جديدة باسم "أجنادين فلسطين" تحت إشراف قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها وتجهيز 40 منزلاً فيها في ناحية جندريسه بريف عفرين المحتلة.
كما وثق المرصد قيام "منظمة فريق إدلب الوطن" بتوزيع 40 منزلاً على مرتزقة "أحرار الشام" الذي يسيطر على عدة قرى في ناحية جندريسه، حيث تضمن المشروع بناء 200 منزلاً مع مرافق خدمية تشمل بناء مدرسة ومسجد ومعهد شرعي لتحفيظ القرآن وملحقات. بينما أكد المرصد عبر مصادره الخاصة، ان المشروع بني على أرض زراعية تحت تهديد السلاح مساحتها 4 هكتارات تعود لأبناء "مجيد ومراد منان" من أهالي قرية شيتكا لكل شقيق هكتارين، حيث تم الاستيلاء عليها بعد احتلال عفرين 2018. كما ذكر المرصد في احصائيته ان دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها يعمدون في سياق سياسة التغيير الديمغرافي، على جلب الموالين لهم من مختلف المدن السورية وتوطينهم على حساب تهجير أهالي عفرين الأصليين بقوت السلاح والتهديد.
وفي سياق الانتهاكات، أشار المرصد الى إقدام مرتزقة "أحرار الشرقية" على بناء مجمع سكني جديد على الطريق الواصل بين جندريسه وعفرين، بعد قطع 280 شجرة تعود ملكيتها لمهجرين من قرية شيتكا التابعة لناحية موباتا، وذلك بهدف توطين عوائل موالية لها. ووفقاً لمصادر المرصد، سيتم تزويد هذا المجمع السكني، بـ 200 منزل مسبق الصنع من قبل منظمة "أجنادين" الفلسطينية، بعد توقيع عقد معها من قبل نفس الفصيل بموافقة دولة الاحتلال التركي. والذي بموجبه سيكون المجمع تحت إشراف المنظمة بشكل مباشر، وكخطوة أولية تم ارسال 20 منزلاً مسبق الصنع الى المجمع المذكور، في حين سيتم إرسال المنازل المتبقية على شكل دفعات.
تجديد الدعوة لخروج المحتل التركي من عفرين وتحقيق الاستقرار السياسي
وواصل المرصد دعواته، خلال الإحصائية، الى "وضع قوانين صارمة تحارب الممارسات الهمجية لكل من شارك في الاتجار والتنقيب غير المشروع أو بيع تلك اللقى الأثرية" طالباً المزيد من الدعم الدولي للحفاظ على تراث المنطقة.
وحذر المرصد من "المساعي الرامية الى إحداث تغيرات ديمغرافية، وفرض الاستيطان التعسفي وسط صمت دولي أمام هذه الانتهاكات المخزية بحق السكان الذين تم تهجيرهم قسرياً والاستيلاء على ديارهم وعقاراتهم وأراضيهم بالقوة".
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لإنقاذ المنطقة من براثن الاحتلال التركي ومرتزقته، ولحماية آثارها وهويتها من عمليات التغيير الديمغرافي، الى جانب السعي الى الكشف عن مصير المخطوفين وإعادة المهجرين الى مناطقهم والعمل على بسط الأمن، وذلك عبر خروج المحتل وتحقيق الاستقرار السياسي وتنفيذ القرارات الدولية، مذكراً ان مكونات المجتمع في عفرين يتعرضون لانتهاكات عديدة من تهجير وقتل وتعذيب وتشليح ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية والاحتفاء بأعيادهم السنوية، فضلاً عن سياسة التتريك.
وفي الختام دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات المحلية والدولية الى التعاون لكسر حاجز الصمت حيال الأوضاع السيئة السائدة في المنطقة، وفضح التجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي جعلت عفرين مقاطعة تتكلم االلغة التركية وتُكره على الخضوع لقوانين المرتزقة.