أهرامات الجيزة تستقبل ١٥ ألف زائر في أول أيام عيد الفطر فما قصة آخر غرائب العالم السبع الباقية؟

استقبلت أهرامات الجيزة، أحد أهم آثار العالم، أمس الخميس، قرابة ١٥ ألف زائر من المصريين والأجانب وذلك خلال احتفالات أول أيام عيد الفطر المبارك.

رغم مرور مئات القرون تبقى آثار مصر الخالدة دليل على عظمة حضارتها، ومع مرور الوقت تبقى حية لتروي جزء من تاريخ هو قصة الحضارة ومروية لبداياتها.

وفي الجيزة في مصر تبقى واحدة من عجائب الدنيا السبع هي أقدمهم والوحيدة الباقية لتروي الحكاية قائمة، وهو الهرم الكبير، هرم الملك خوفو، ضمن أهرامات الجيزة الثلاث المجتمعة (خوفو، خفرع، منكاورع)، إضافة إلى أبو الهول.

ويوميًا يزور الأهرامات الألوف من المصريين والأجانب لتطلعوا على مشهد عظيم ويطلعوا على حضارة امتدت قبل سبعة آلاف سنة.

وفي أول أيام عيد الفطر ورغم الاجراءات الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا زار منطقة آثار الجيزة قرابة ١٥ ألف من المصريين والأجانب ( 13087 من المصريين، 1335 من الأجانب) لمعايشة جمال المشهد الخالد.

ورغم أن كثير من الأسرار لا تزال محفوظة داخل الأهرامات رغم كل المحاولات إلا أن مشهد الأهرامات وعظمة تكوينها الخارجي إضافة إلى ما بداخل الهرم من أسرار، عبر مداخل غاية في البراعة، وسلالم عظيمة هبوطا وصعودا وصولا إلى غرفة دفن الفرعون تترك لزائرها تساؤلات عدة تجعله عاجز عن التعبير.

ومع كل ذلك فما أكثر الشائعات التي خرجت عن حالة الأهرامات وقصتها منها أنها مثلا حي على السخرة، وهو الأمر الذي نفته الحفريات بنفسها وذلك عبر مقابل عمال الأهرامات والتي تكشف كيف أن شيء مما يُشاع في هذا السياق بعيد عن الدقة.

فبناه الأهرام كانوا أساس لهذا المشهد الحي.. دللوا على عظمة الصنعة التي عاشت حتى شهدناها بواقعها رغم كل مظاهر التعرية والكوارث التي ألمت بالأرض وبمصر التي واجهت غزاة منهم من حاول تدمير هذه الآثار الشامخة دون جدوى.

وساهم الكشف عن مقابر العمال من بناه في أغسطس ١٩٩٠ في توضيح مشاهد عدة في مسيرة أعجوبة العالم القديم الخالدة حتى الآن.

وتنقسم مقابر العمال إلى مقابر سفلية؛ تضم عدد كبير من الدفنات تبلغ حوالي ٦٠٠ دفنه، معظمها من الطوب اللبن وكان يدفن العامل في وضع القرفصاء. وفي المقابر العلوية تم دفن المشرفين علي العمال وهي مبنية من الحجر الجيري.

ومن بين ما حوته الجبانه العليا من مقابر بناه الاهرام  مقبرة إنتي-شيدو (رئيس النجارين) وأحد الذين عاشوا في عصر الأسرة الرابعة، وساهم مع زملائه في تشيد أهرامات الجيزة، ولم يكن عاملًا عاديا، بل كان رئيسا للنجاريين الذين صنعوا كل ما يحتاج إليه مشروع بناء الهرم من الآلات وأدوات خشبيه كالزلاجات التي تجر عليها الأحجار، أو المراكب التي تنقلها، إضافة إلى اﻷثاث والعتاد الجنائزي.

وكام ل "إنتي-شيدو" مكانة مرموقة وقد عثر في مقبرته على أربعه تماثيل لشخص إنتي-شيدو في مراحل عمره المختلفه، كما وجد نصا مكتوبا بالكتابه الهيروغليفيه علي جميع التماثيل يحمل اسمه.

ومن بين التماثيل  تمثال لصاحب المقبره وهو صغير السن لا يتجاوز عمرة علي عشره سنوات، وتمثال اخرربما في عمر 25 عاما، وآخر ربما في عمر 35 عامًا وهي محفوظة حاليا بالمتحف المصرى.

أسطورة أبو الهول

وإضافة إلى أهرامات الملوك الثلاث تبقى أسطورة أبو الهول ومعبده التي لا تزال مثار استفهامات كبيرة، لكن ظلت أكذوبة أطلقها علماء الآثار عندما قالوا إن المصري القديم قد وجد صخرة قديمة كبيرة بالمصادفة في محيط الأهرامات فحولوها إلى تمثال وجهه وجه إنسان وجسده جسد أسد، لكن ظاهرة جرت العام الماضي ضحدت ذلك كلية.

ففي مارس وسبتمبر من العام الماضي ٢٠٢٠ وفي ظاهرة نادرة الحدوث.. غربت الشمس عن كتف أبو الهول الأيمن.

وقال وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، إن هذه الظاهرة حدثت مرتين في العام على مدار أربعة أيام حيث غربت الشمس على الكتف الأيمن لتمثال أبو الهول، يومي ٢١ و٢٢ من شهر مارس و ٢١ و٢٢ من شهر سبتمبر، أى فى الربيع والخريف وهذا ما يطلق عليه اسم Equinox، أى عندما يتساوى الليل مع النهار.

وأوضح أن الشمس بعد هبوطها فى الغروب على كتف أبو الهول الأيمن تتجه إلى الجنوب وخلال فصل الصيف نجدها تبدأ في التحرك إلى ناحية الشمال.

وأكد د. زاهي حواس أن هناك ظاهرة أخرى أقوى من الأولى ويمكن أن تجذب العالم كله مرة أخرى، وهذه الظاهرة يمكن أن نشاهدها يوم 21-22 يونيو حيث تغرب الشمس بين هرمي خوفو وخفرع مباشرة ويطلق على هذه الظاهرة اسم Solstice أى أن هذه الظاهرة تظهر لنا علامة الأفق- الشمس بين أفق خوفو وأفق خفرع.

وأكد د. حواس، على أن هذه الظاهرة تثبت أن علماء الآثار قد أخطأوا عندما قالوا إن المصري القديم قد وجد صخرة قديمة بالمصادفة وحولها إلى تمثال لوجه إنسان وجسم غير آدمي، مشيراً إلى أن الظاهرة تثبت أن هناك سببًا فلكيا ودينيا من نحت تمثال أبو الهول إله الشمس يشرق ويغرب بين أفقي خوفو وخفرع. وأن هذه النظرية فريدة وتثبت التفوق العلمي الهائل للمصري القديم.