أفين غويي ...34 عاماً من النضال

أفين غويي لها مساهمة كبيرة في تطوير خط حرية المرأة في ثورة روج آفا وفي مجال إرادة المرأة، أفين حاربت وأهدت حياتها ‏للنضال، وأصرت على السير على خط حرية المرأة ضد وحشية داعش. ‏

ولدت أفين غويي عام 1977 في قرية هلال بناحية قلابان التابعة لمنطقة بوطان في شمال كردستان وفي عام 1988 انضمت إلى صفوف حزب العمال الكردستاني وقادت ثورة روج آفا وحاربت تنظيم داعش ونالت شرف هزيمة داعش، حيث أصيبت في الحرب ضد داعش.

استشهدت أفين غويي (أمينة كارا) العضوة في المجلس القيادي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مع الفنان مير برور والشخصية الوطنية عبد الرحمن كزل في مجزرة باريس في 23 كانون الأول 2022، وتحدث جاهد حسن، رفيق النضال لأفين غويي ووطنيون من روج آفا لوكالة فرات للأنباء عن حياتها.

كانت تدير أعمال الكومونات والمجالس

تعرف جاهد حسن على أفين غويي في عام 2011 في جنوب كردستان، تحدث عن مرحلة تعرّفه على أفين غويي وقال:" حتى لو كان لفترة قصيرة، فقد كان من حظي أن أرى الرفيقة أفين في العام 2011، في الأشهر الأولى من عام 2016 كنا في نفس المنطقة في روج آفا، وكنا نعمل في نفس الإدارة، بلا شك، كان للرفيقة أفين دور قيادي وجهود كبيرة في ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، كانت تدير أعمال حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) والكومونات والمجالس".  

احتلت مكانها في قلوب الشعب العربي والمكونات الأخرى

وذكر حسن أنه ولأن الرفيقة أفين شخصية اجتماعية، فقد احتلت مكانها في قلوب شعوب روج آفا وقال:" ليس في قلوب الشعب الكردي فحسب، بل في قلوب الشعب العربي والمكونات الأخرى أيضاً، لعبت دوراً قيادياً في روج آفا من قراها وحتى مدنها، أسست الكومونات والمجالس بنفسها، في الوقت ذاته، قدمت جهود عظيمة في العمل التنظيمي، ولعبن دوراً رئيسياً في قوات حماية المجتمع، أفين غويي كانت معروفة بتواضعها، كانت قيادية، كانت تنصت لمشاكل الجميع بكل اهتمام وتحاول فهم الشخص المقابل".

جاهدت من أجل تأسيس أرضية ديمقراطية في سوريا

تابع جاهد حسن حديثه بالقول:" أفين غويي ومن اجل تطوير ثورة روج آفا أكثر، الى مستوى يحتذى به ومن اجل ان ‏تساهم اكثر لأنشاء أسس للديمقراطية في سوريا، فكرت كثيراً، وكان لها جهود ومحاولات في هذا الصدد، كانت تخطو للأمام حتى لحظاتها ‏الأخيرة بكل حرارة وبشغف وبسعادة كبيرة".‏

قادت نضال المرأة على مدى 34 عاماً

تحدث جاهد عن 34 عاماً من نضال أفين غويي كالآتي:" كرست نفسها من اجل نضال الحرية، نضال لا هوادة فيه، بلا ‏شك قامت بدور قيادي من اجل ثورة روج آفا ونضال حرية المرأة، كانت قيادية كبيرة، وبالرغم من ان حالتها الصحية لم تكن ‏جيدة في أواخر العام 2018، لم تتخلف عن النضال يوماً، كانت في المقدمة دائماً، ومشاكلها الصحية لم تعرقل نضالها، ‏الرفيقة أفين قادت النضال في أجزاء كردستان الأربعة، اصبحت مثالاً للمرأة ورمزا للمقاومة في كردستان والشرق ‏الأوسط."‏

إذا لم توضح فرنسا مجزرة باريس، فهي شريكة فيها

لفت جاهد حسن الانتباه الى مجزرة باريس الثانية وقال:" على فرنسا ألا تتستر على هذه المجزرة والكشف عن ‏الحقيقة، كيف أنها كانت شريكة للدولة التركية واستخباراتها في استشهاد ساره وفيدان وليلى، ستكون شريكة في ‏مجزرة 23 كانون أيضاً إذا لم تكشف عن هذه المجزرة، ولو تسترت على هذه المجزرة أيضاً، سوف يصفها الشعب الكردي بأنها شريكة في ارتكابها المجزرة، نحن أيضاً سوف نواصل نضالنا من اجل عدم التستر على المجزرة."‏

كانت لديها قوة لتفريق الخطأ والصواب

وأعلنت المواطنة كلثومة أيوب بأنها تعرف افين غويي منذ العام 2018 في بلدة الدرباسية وقالت:" كانت تعقد ‏الاجتماعات دائماً، كان سكان المنطقة متعلقين بأفين، كانت رفيقة ذات قيمة، كانت رفيقة يكن لها الحب والاحترام، كانت ‏شخصاً تستطيع ان تكون كبيرة مع الكبار، طفلة مع الأطفال وشابة مع الشباب، كانت تظهر الطريق الصائب، الرفيقة ‏افين كانت صاحبة وجه بشوش، من اجل عدم خروجنا عن الطريق الصائب كانت دائماً تحاول وكانت لديها القوة ‏لفصل الصواب عن الخطأ. ‏

أقامت الشهيدة أفين في منزلنا كثيراً، كما لو انها في بيتها، كانت دائمة الحركة في بيتنا، فتحنا قلوبنا وبيتنا لأفين، بيتنا مبني من الطوب، كانت تحب كثيراً هكذا بيوت، كانت تقول دائماً انها تتنفس الصعداء، تتحدث عن ‏القرى، في ذلك الوقت اطفالي أيضا كانوا صغاراً جداً وكانت علاقتها بالأطفال جيدة جداً، خمسة من اطفالي كانوا ‏متأثرين بالرفيقة أفين، كانوا دائما يسألونها عن موعد قدومها، رسخت مكانتها في قلوب الشعب في مدة قصيرة، ‏استشهادها أحزننا كثيراً، سوف نتبنى جهودها وسنواصل نضالها."‏

جرأة الرفيقة أفين كانت تمنحنا الجرأة

ومن جانبها أفادت أفين سيدو أيضا بانها تعرفت على أفين غويي عندما زارت منزلهم في العام 2017 وتابعت القول:" كان حديثها ‏طبيعياً، كانت تضحك دائماً، عندما لم تكن تأتي الى بيتنا كنا نحن نذهب معها في أي بيت تذهب إليه، لأنه كنا نحب ‏الاستماع الى حديثها، كانت تمنح القوة للإنسان، إذا ما كانت النساء قويات الان ومقاومات وتقمن بالقيادة، فإن ‏للرفيقة أفين حصة كبيرة في ذلك، شجاعة الرفيقة أفين، كانت تمنحنا الشجاعة، كانت تمتلك القوة في خطابها، ‏تؤثر على الشعب وتجعله يناضل، تعهدنا بأن نكمل نضالها، سوف نربي أطفالنا على أساس نضالها، احبتنا، عانقتنا ‏واحتلت محبتها مكانة في قلوبنا، بحبها، سوف نقوم بإعداد أطفالنا للمستقبل."‏

دربتنا من خلال صمتها

ذكر محمد خلف بانه بقي مع الشهيدة أفين لمدة 3 سنوات، وقال:" لم تكن تتحدث كثيراً، قامت بتدريبنا بصمتها، ‏صمتها كان تدريباً، كانت تمتلك خصائص تجعل المرء يتعلق بالحزب، قادت النساء ثورة روج آفا، وإحدى هؤلاء القادة، كانت الرفيقة أفين، مرة أخرى تم استهداف المرأة القيادية، صمت القوى الدولية، دلالة على ‏مشاركتها بالمجزرة، نناشد القوى الدولية، والشعوب التي تناضل في سبيل الديمقراطية والحرية، عدم التزام الصمت تجاه ‏الأشخاص الذين قاموا بقتل سارا وأفين، يجب ألا يبقى أحد صامتاً، الأشخاص الذين يقولون بانهم يناضلون من اجل ‏الديمقراطية، يجب ان لا يبقوا صامتين إزاء  المجزرة، اذا ما بقوا صامتين فسيأتي دورهم أيضاً".‏