نساء من أكثر من 20 دولة ترسلن رسالة مفتوحة إلى الأطراف الكردستانية

أكثر من 150 امرأة سياسية وصحفية وأكاديمية من أكثر من 20 دولة حول العالم، اسلت رسالة مفتوحة إلى منظومة المجتمع الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في دعوة منهن للحذر من سياسات الاحتلال التركي والاسراع في الوحدة الوطنية

بادرت العديد من الشخصيات النسائية السياسية والإعلامية والأدبية والأكاديمية بإرسال رسالة إلى الأطراف الكردستانية المتمثلة بمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) وتضمنت الرسالة خطاباً يفيد بـ " يجب ألا تتحول كردستان إلى ساحة للحروب الإقليمية والعالمية، بل مصدر إلهام للحياة المشتركة في ظل الديمقراطية والسلام في الشرق الأوسط".

 

هذه الرسالة موجهة بالأسماء إلى الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك وبسي هوزات، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني والرئاسة المشتركة للاتحاد الوطني الكردستاني بافل ولاهور طالباني.

 

استغلوا الوباء لتنفيذ سياساتهم الاحتلالية

 

رسالة من نساء العالم إلى:

 

السيدة/ بسي هوزات و السيد/ جميل بايك، الرئيسان المشتركان للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني.

 السيد / مسعود البرزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني

السيد/ لاهور طالباني و السيد/ بافل طالباني، الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني الكردستاني

 

"يجب أن لا تصبح كردستان ساحة  للحروب الاقليمية و الدولية، بل يجب أن تكون مصدر إلهام للديمقراطية والتعايش السلمي في الشرق الأوسط "

في ظل هذا الوباء القاتل الذي انتشر في جميع أنحاء العالم وفي الوقت الذي فيه معظم شعوب العالم منشغلين في حماية أنفسهم من جائحة فيروس كورونا المستجد، بدأت بعض الدول تستغل هذه الظروف الاستثنائية في مواصلة سياساتها العدوانية والاستعمارية في كردستان وبقية دول الشرق الأوسط بالرغم من استمرار هذه الأزمة الصحية على المستوى العالمي.

خلال القرن الماضي تم تحويل الموقع الجغرافي والاستراتيجي لكردستان إلى ساحة حرب من قبل تركيا، إيران، العراق وسوريا، ورفض المنظمات الدولية الاعتراف بالهوية الكردية وتمثيلهم السياسي والدبلوماسي و حقهم في تقرير المصير، جعلهم عرضة للإبادة وارتُكِبت بحقهم جرائم ضد الإنسانية. وبموازاة حروب الإبادة استَخدمت هذه الدول شكل خاص من أشكال الحرب ضد النساء الكرديات.   

استخدمت هذه الدول أسوأ سياساتها الاستعمارية من خلال تأجيج الصراعات الداخلية بين الأطراف في إقليم كردستان العراق وفرض سياسة فرق تسد لإضعاف المكون الكردي. الدولة التركية على وجه الخصوص، تصر على استخدام سياسية فرق تسد حيث تعمل على إضعاف الأكراد كما فعلت في الماضي عن طريق إثارة الصراعات الكردية الداخلية في روج آفا وإقليم كردستان العراق.

تستعد الدولة التركية الآن لشن هجوم عسكري كبير في منطقة (زيني ورتي) بالقرب من جبال قنديل في جنوب كردستان على بعد 40-50 كيلومتراً من الحدود الإيرانية. وكجزء من إعدادها للهجوم، تضغط على القوى السياسية الكردية المحلية لنشر القوات الكردية هناك، كوكلاء لها. تعتقد الدولة التركية أنها تستطيع تحريض الأكراد على الاقتتال الداخلي، مع أهداف أخرى تتمثل في إضعاف المؤسسات السياسية الكردية وزعزعة استقرارها و وتوسيع احتلالها أكثر لكردستان.

كما هو معلوم فإن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة ومجلس أوروبا وهي مرشحة للعضوية في الاتحاد الأوروبي إلا أنها وعلى الرغم من كل ذلك تقوم بانتهاك القوانين والاتفاقيات الدولية بشكل صارخ. وإن صمت هذه المنظمات والمؤسسات الدولية يساعد للدولة التركية ويفسح لها المجال للعمل ضد الأكراد. في الواقع فإن الدول الأعضاء في تلك المنظمات  تستخدم عداء الدولة التركية تجاه الأكراد لتعزيز مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط من خلال إضعاف الاستراتيجية الكردية الحالية للديمقراطية والسلام والاستقرار في سبيل كسب الهيمنة في المنطقة بأي وسيلة حتى لو كانت عبر استمرار الحرب.

 النزاع الحالي في (زيني ورتي) ليس بمنأى عن الوضع العام في المنطقة بل هو واحد من العديد من الصراعات التي يمكن أن تتطور وتؤدي الى سفك الدماء وخاصة إذا منحت الولايات المتحدة و إيران وحلف الناتو الإذن لتركيا باستخدام القوة العسكرية.

إن ما يحدث ليست مسألة كردية داخلية فقط. بالنظر إلى سياق التوترات والصراعات بين الولايات المتحدة وإيران وبين مختلف الجماعات العراقية، فإن أي صراع ينشب بالقرب من قنديل يمكن أن يؤدي إلى تدخل من تركيا وحلفائها الجهاديين كاستراتيجية لتوسيع احتلالها و يمكن استغلاله من قبل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في خلق أزمة إقليمية في منطقة مستقرة نسبيا حتى الآن وهي جنوب كردستان وما حولها.

من المؤكد أن طموح الدولة التركية لمهاجمة واحتلال مناطق خارج تركيا بات واضحا ورأينا ذلك في العدوان العسكري التركي في سوريا. وبالتالي فان المشكلة الكردية أو "المسألة الكردية" لا تتعلق بشعب واحد او دولة واحدة بل لها تأثيرات بعيدة المدى محلياً واقليمياً وعالمياً

 نعتقد بأن الوحدة بين احزابكم وحركاتكم للدفاع عن (زيني ورتي) وقنديل لن تفيد الشعب الكردي فحسب، بل تلعب دورا حيويا في المساهمة لإرساء دعائم السلام في المنطقة بأسرها. ان تحقيق حل سلمي وعادل لهذه الأزمة، يعزز التأثير الكردي في المنطقة، وهذا بدوره يمكن أن يدعم التحول الديمقراطي في الشرق الاوسط ويساهم بشكل فاعل في الحفاظ على الديمقراطية في الدول الرئيسية في المنطقة ألا وهي  تركيا، إيران، العراق وسوريا. فإن الدفاع عن.

في السنوات الماضية قدمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا/ روج افا، نموذجا ديمقراطيا للحرية و العدالة والكرامة استنادا على مبادئ المساواة، حيث حارب الأكراد وخاصة النساء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقدمن نموذجا من الانتصارات والنضالات التي أصبحت محط أنظار المجتمع الدولي ومصدر قوة للنساء خارج حدود كردستان. لذا فإن الدفاع عن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وحمايتها ضروري لإرساء قيم الديمقراطية في المنطقة بأكملها.

 إن حكومة إقليم كردستان العراق منذ تأسيسها كحكومة دستورية و كيان كردي معترف به دوليا باتت تؤرق الدولة التركية التي تسعى وبشتى السبل الى قمع وسحق الطموحات والمكتسبات الوطنية للشعب الكردي. لذا فإن تركيا تعتبر زعزعة وإضعاف حكومة كردستان بمثابة انتصار لها. في حين أن اقليم كردستان تعد واحدة من أكثر المناطق أمنا واستقرارا في العراق. لذا علينا نحن حمايتها من خلال تحقيق الوحدة الوطنية الكردية

 

نحن نساء نعتبر من صميم واجبنا أن نبذل كل ما هو مطلوب لمنع الحروب ونشر ثقافة التعايش السلمي في كافة بقاع العالم.