مسؤولا الاستخبارات التركية يعترفان ب"مجزرة باريس

اعترف مسؤولا الاستخبارات التركية, المعتقلان لدى قوات الدفاع الشعبي HPG بأنّ منفّذ عملية اغتيال المناضلات الكرديات في باريس قد تلقى أوامر من اداريين رفيعي المستوى في الاستخبارات, الذين نفّذوا بدورهم أوامر رجب طيب أردوغان.

بداية العام 2013, أجرت الدولة التركية بإدارة رجب طيب أردوغان, التي كانت تتعرض لأزمات كثيرة من كافة النواحي, عدّة لقاءات مع القائد عبد الله أوجلان, بعد مضي وقتٍ طويل على فرض العزلة عليه في سجنه بإيمرالي.

من جهة, كان القائد يعقد لقاءات مع هيئة مُمثلة من الدولة, ومن جهة أخرى مع "هيئة إيمرالي" المكوّنة من مسؤولين من حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ومؤتمر المجتمع الديمقراطي (KCD). كانت أنظار جميع الأطراف الدولية والمحلية متّجه صوب الرسائل التي كانت تصدر من إيمرالي, لأنّ لقاءات "أوسلو" بسبب سياسات الدولة التركية لم تعطي أيّة نتيجةٍ مرجوّة.

تم ارتكاب مجزرة باريس بأمرٍ من طيب أردوغان

كان القائد أوجلان يرغب بجعل اللقاءات التي يتم إجراؤها معه منظلقاً لحلّ القضية الكردية المتعلّقة بدمقرطة تركيا.

قام وفد مدني في 3 كانون الثاني من العام 2013 بزيارة إيمرالي, وذلك للمرة الأولى, لكنّه وبعد مضي 6 أيام على تلك الزيارة, تم ارتكاب مجزرة باريس, في 9 من الشهر ذاته, حيث تم اغتيال القيادية وإحدى مؤسسي حزب العمال الكردستاني (PKK), ساكينة جانسز, ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في باريس, فيدان دوغان والعضو في حركة الشباب, ليلى شايلمز, بإطلاق 3 طلقات نارية في الرأس.

بعد ارتكاب المجزرة, وجّه القائد أوجلان كلمات قاسية لهيئة الدولة التركية واستخباراتها (MIT) وطالب بكشف "تفاصيل هذه المجزرة". ومن ثم تم إلقاء القبض على القاتل المدعو عمر كوني, لكن لم يتم الكشف عن الجهة الواقفة خلفه.

القاتل هو عمر, وقد تم اصدار أمر ارتكاب الجريمة له من أنقرة. أتّهم قياديو حزب PKK وحزب المرأة الحرّة الكردستاني PAJK رجب طيب أردوغان والاستخبارات التركية بالمسؤولية عن "مجزرة باريس", ووجهوا خطابات شديدة اللهجة آنذاك, كما عاهدوا بالانتقام حيال تلك الجريمة.

تمت الإشارة إلى 4 مسؤولين من الاستخبارات التركية, أصدروا أمر تنفيذ الجريمة, في وثيقةٍ تمّ نشرها في 14 كانون الثاني من العام 2014. وفي الوثيقة التي سُرّبت في 18 تشرين الثاني من العام 2012, كانت هناك تواقيع لقياديي الاستخبارات المدعوين يوريت, آيك, آسال وأوزجان.

في ذلك الوقت, تم تسريب مقطع صوتي, يوضح كيف يتلقى عمر كوني أوامر ارتكاب الجناية من مسؤولي الاستخبارات التركية.

بعد مضي عدّة أيام من فتح ملف القضية, مات عمر في سجنٍ بالعاصمة الفرنسية باريس, حيث حاولوا طي صفحة الجريمة بموت عمر. لكنّ الشعب بعمومه والنساء على وجه الخصوص, على مرّ تلك السنين, نزلوا إلى الساحات وبشعار "الثأر والعدالة" طالبوا بمحاسبة مسؤولي تلك "الجريمة البشعة".

قامت السلطات التركية في 24 تموز من العام 2015, بالبدء بحربٍ عامة في المناطق الكردية بشمال كردستان, وفي المقابل, واجه مقاتلو الكريلا تلك الحرب بمقاومة بطولية ونفّذوا عمليات كبيرة ضدّ قوى الاحتلال التركي. في تلك الآونة, تم القاء القبض على إثنين من مسؤولي الاستخبارات التركية.

أصدر أردوغان أمراً خاصاً لمسؤولي الاستخبارات: يجب تصفية قياديي PKK وKCK

وجّه طيب أردوغان أوامر لمسؤولي الاستخبارات التركية مماثلة لأمر ارتكاب مجزرة باريس (9 كانون الثاني 2013), حيث طلب منهم تصفية قياديين رفيعي المستوى من PKK وKCK.

من جهتها, قامت الاستخبارات التركية من خلال فرقٍ خاصة المدعومة مالياً إلى حدٍ كبير, بتخطيط عمليات اغتيال بحقّ قياديين كبار من PKK وKCK في مناطق الدفاع ميديا. كان أردوغان وفرقته يعلنون أنّه "حتى نيسان 2017 سينتهي أمر PKK, ولن يتمكّن أحد مع مرور السنين من رفع هذا الاسم مرة أخرى", بتلك الكلمات, كانوا يعطون أهميةً كبيرة للعمليات المُخطط تنفيذها.

وقد أشارت PKK إلى اعلان أردوغان ذاك ك"استمرار لمجزرة باريس", حيث بدأت في شهر آب من العام 2017 بعملية ثورية ضدّ عملاء الاستخبارات التركية.

في مواجهة مخططات الاستحبارات, تم البدء ب"عملية الانتقام الثورية للشهيدة ساكينة جانسز" من قبل القوات الخاصة التابعة لقوات الدفاع الشعبي HPG, حيث تم اعتقال إثنين من مسؤولي الاستخبارات التركية. وقد كشفت الرئاسة المشتركة لKCK في بيانٍ صدر بتاريخ 3 كانون الثاني من العام الحالي, تفاصيل تلك العملية الخاصة.

مسؤولين كبار في الاستخبارات التركية تحدّثوا مع القاتل عمر كوني

أفاد المسؤولان من خلال اعترافاتهما بأنّه تمّ نشر مقطع صوتي في بداية العام 2014, يظهر أن عمر كوني يخطط للعملية مع 3 عملاء أتراك آخرين. وقد تم إثبات صحة ذلك المقطع الصوتي من قبل الشرطة الفرنسية المختصّة, كما اعترف مسؤولا الاستخبارات المُعتقلان أيضاً بحقيقة المقطع.

اعترافات المسؤول في الاستخبارات التركية, أرهان بكجتين حول مجزرة باريس

يقول المسؤول المعتقل, أرهان بكجتين عن المقطع الصوتي من خلال اعترافاته التالي: 

"المسؤولن هم:

أوغور كان آيك: EFB (رئيس دائرة الشؤون العرقية الخارجية).

أوغوز يوريت: مدير شعبة العمليات.

آيهان أوران: موظف شعبة العمليات.

حيث تم نشر التسجيل الصوتي على الانترنيت, ولدى استماعي له, علمت أنّ أولئك الثلاثة هم المسؤولين عن تخطيط العملية وتنفيذها, لأنني أعرفهم جيداً وتلك هي أصواتهم".

توثيق مسؤولية الاستخبارات عن المجزرة

أظهرت اعترافات بكجتين بوضوح مسؤولية استخبارات الدولة التركية وأردوغان عن ارتكاب مزرة باريس بحقّ المناضلات الكرديات. حيث أوضح بكجتين أنّ عمر كونى, القاتل المنفّذ هو موظفٌ في الاستخبارات بقوله "من خلال المقطع الصوتي, يتوضح أنه تمَ لقاء مع موظف المعلومات في الاستخبارات في فندقٍ بأنقرة".

اعترافات هامّة لمسؤول الاستخبارات التركية 

أكّد أرهان بكجتين على أنّ الوثيقة التي نشرت في 14 كانون الثاني من العام 2014 هي حقيقية, وفيها إصدار أوامر تنفيذ جناية باريس قائلاً: "بكلّ تأكيد, عمليات اغتيال كتلك لها حساسية خاصّة, موضوع على مستوى عالٍ كهذا, سيكون معلوماً لدى القلّة من كوادر الاستخبارات".

وتابع بكجتين اعترافاته قائلاً: "نصّ الوثيقة يجب أن يصل ليد المستشار, الذي يسأل بدوره رئيس الجمهورية. لا أعتقد أنّ المستشار يستطيع أن يصد أمراً كهذا وحده. لأنّ مثل هذه الحالات من الممكن أن تُحدث مشاكل دولية. في الوقت الذي كانت تعقد فيه اللقاءات لأجل السلام. من الممكن  أن يكون آيهان أوران, وهو مدير شعبة العمليات, قد أصدر وثيقة العملية, التي وصلت لأوغور كان آيك, رئيس دائرة الشؤون العرقية الخارجية. المسؤول الأعلى منصباً من آيك هو مساعد الرئيس, صباح الدين آسال. إن لم أكن مخطئاً, فإن آسال كان يرافق محمود درويش أوغلو في لقاءات السلام آنذاك. بعد صباح الدين آسال, كان يأتي حينئذ هالوك أوزجان, رئيس استشارية الأمن الجمهوري, الذي كان يرسل إلى مساعد المستشار, الذس يقوم بدوره بتسليم الوثائق للمستشار. تلك هي الآلية المتّبعة في المراسلات. لا أعتقد أنّ مساعد المستشار يستطيع أن يصدر أمراً كهذا وحده, يجب أن يعلم المستشار به".

ماهي الاسماء التي تمّ ذكرها في وثيقة الاستخبارات الصادرة في 18 تشرين الثاني 2012؟

في أسفل الوثيقة الصادرة بتاريخ 18 تشرين الثاني 2012 هناك تواقيع لمسؤولي الاستخبارات, حيث هناك اسماء مدير الشعبة أوغوز يوريت, رئيس الدائرة, أوغور كان آيك, المساعد الوكيل للرئيس صباح الدين آسال والرئيس هالوك أوزجان.

مسؤولا الاستخبارات المعتقلان يعرفون تلك الاسماء جيداً, ويوضحون أدوارهم كالتالي: 

"التوقيع الذي يظهر في اسفل تلك الوثيقة باسم O. Yuret هي لأوغوز يوريت, وهو الآن رئيس دائرة منطقة وان, وأنذاك كان يشغل منصب مدير شعبة العمليات. 

U. K هو أوغور كان آيك, رئيس الشؤون الخاصة, آنذاك كان رئيس دائرة شؤون التمييز العرقية الخارجية.

S. Asal هو صباح الدين آسال, مساعد مستشار الاستخبارات الاستراتيجية, كان مساعداً لرئيس دائرة الشؤون العرقية.

صباح الدين آسال هو الشخص الأكثر استراتيجية بالنسبة لأردوغان!

تواجد اسم وكيل الرئيس, صباح الدين آسال في الوثيقة يصير التساؤل, لأنه كان يحضر لقاءات إيمرالي باسم الاستخبارات التركية ضمن هيئة الدولة مع مستشار الأمن الجمهوري, محمود درويش أوغلو.

كا توضّح أنّه كان يجري لقاءات مع القاتل عمر كوني, في مقرٍّ تابعٍ للاستخبارات في أنقرة, وهذا ما يؤكّده المسؤولان المعتقلان لدى HPG, حيث ذكرا بأنّ مخطط مجزرة باريس تم وضعه في ذلك المقر, وحتى حجز الطائرة لعمر تمّ من قبل وكالة السياحة والسفر في مقرات الاستخبارات نفسها.

أردوغان يبارك لمخططي المجزرة بترقية مناصبهم

أشار المسؤول في الاستخبارات التركية, المعتقل لدى HPG أرهان بكجتين إلى أنّ المسؤولين عن تخطيط جريمة باريس, تمّ تكريمهم من قبل أردوغان, حيث أصدر أوامر بترقية مناصبهم قائلاً: "أوغور كان آيك بات ممثلاً في الدوحة, تمّ تعيين أوغوز يوريت رئيساً لدائرة ETI, كما اصبح آيهان أوران ممثلاً رسميا في أثينا. بعد مضي عام ونصف, أستلم يوريت منصب رئيس دائرة منطقة وان, بينما أصبح كان آيك رئيساً لدائرة الشؤون الخارجية, وتمّت هذا الترقيات في فترات قصيرة, لكن تم ابعاد أوران من الوظيفة".