فاينانشيال تايمز: حملة أردوغان ضد المعارضة الكردية تثير الفزع بين الناس في ماردين

تناولت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية حملة الإبادة السياسية التي أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية ضد السياسيين الكرد المنتخبين بتوجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتشديد قبضته على أحزاب المعارضة الكردية في بلاده، أدت إلى انتشار أجواء الخوف والفزع.

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها اليوم إن مدينة ماردين العتيقة كانت مبتهجة في ربيع هذا العام عندما فاز سياسي كردي معارض مرة أخرى بالسباق الانتخابي ليصبح عمدة المحافظة، وكان المؤيدون يهتفون عندما عاد أحمد ترك إلى منصبه بعد ثلاث سنوات من إقالته واستبداله بآخر موال للحكومة في أنقرة.

ولكن بعد مرور ثمانية أشهر، تم عزل ترك مجددا وجميع رؤساء البلديات الخمسة الذين تم انتخابهم في ضواحي ماردين، من مناصبهم بزعم دعم الإرهاب.

وقالت الصحيفة إن معظم هؤلاء يقبعون الآن في السجن حتى سادت أجواء الخوف والفزع في جميع أرجاء ماردين، المدينة التي تتميز بتعدد الأعراق ومبانيها العتيقة. 

وأشارت إلى أنه في المجمل، تم عزل 24 من 65 رئيس بلدية من حزب الشعوب الديمقراطي الذين تم انتخابهم في جميع أنحاء تركيا في اذار/ مارس الماضي.

وفي أحد متاجر الذهب في وسط المدينة التاريخية، وصف أحد المواطنين الأجواء السائدة، عندما قال إنه لم يعد هناك أي مجال للحديث عن السياسة،.. لقد أصبح الناس يشعرون بالخوف والذعر".

وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن الحملة الأخيرة تعد جزءا من حرب استنزاف استمرت ثلاث سنوات قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان ضد حزب الشعوب الديمقراطي، المنافس الرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مناطق جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية.. وقد اكتسبت هذه الحرب المزيد من الزخم منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عندما شنت تركيا عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

وتزعم حكومة أنقرة أن حزب الشعوب الديمقراطي يوفر الأموال وغيرها من أشكال الدعم لحزب العمال الكردستاني، المحظور داخل تركيا والمُدرج في قوائم الجماعات المسلحة والذي خاض صراعا منذ 35 عاما مع الدولة التركية، غير أن أنصار "الشعوب الديمقراطي" يرون دوافع أخرى وراء حملة الاستهداف تلك، حيث قالت إحدى المواطنات:" إن الأمر يبدو وكأن هناك رجلا واحدا فقط في تركيا - يريد أن يحكم شعبه بمفرده".

وتابعت الصحيفة البريطانية أنه أحيانًا ما يتم وصف حملة القمع التي يقوم بها أردوغان، من قبل المراقبين الدوليين، بأنها هجوم على كل الكرد في تركيا، "لكن الواقع أكثر تعقيدا وقتامة".

وتعليقا على ذلك، أكد حزب الشعوب الديمقراطي إنه بات هدفا لمخطط حكومي ممنهج للنيل من صفوفه، باعتباره المعارض الرئيس في البرلمان التركي للعملية العسكرية التي بدأتها تركيا في شمال شرق سوريا يوم التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.