صحيفة هندية: آلاف المدنيين يعانون شمال سوريا بسبب قطع تركيا المياه عن المنطقة لأغراض سياسية وعسكرية

قالت صحيفة "انديا تايمز"، الهندية إن مئات الآلاف المدنيين شمالي سوريا يعانون من العطش بسبب قطع تركيا المياه عنهم من أجل الضغط على قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الخميس، إنه مع انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19"، في شمال شرق سوريا، وقع سكان منطقة الحسكة ضحية عدوان القوات التركية في الشمال من أجل استهداف الكرد السوريين الذين تزعم  تركيا أنهم "إرهابيين''.

وسلطت الصحيفة الضوء على معاناة المدنيين، مشيرة إلى أن النساء والأطفال يتنقلون في شوارع  مدينة الحسكة حاملين الأواني بانتظار ملؤها من خزانات المياه التي تجوب الأحياء، بعضها توفره الأمم المتحدة والأخرى من قبل المنظمات غير الحكومية، فيما يدير التجار  الأمر ويحصلون على أموال منهم مقابل المياه، نتيجة الأزمة التي افتعلتها تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، شنت منذ هجوما على الكرد في تشرين الأول أكتوبر الماضي ضمن منطقة حدودية واسعة تشمل مدينة سري كانيه رأس العين حيث تقع محطة مياه علوك، والتي تمد 460 ألف شخص من بينهم سكان مدينة الحسكة.

وقال محمد خطار وهو من كبار السن من سكان المنطقة لوكالة فرانس برس "هذه المرة طال علينا الأمر"، في إشارة الى قطع في إمدادات الميا،ه مضيفا "كل ما نريده هو أن نأكل ونشرب ونقوم بعملنا ولا علاقة لنا بالسياسة".

وبحسب الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة سوزدار أحمد ، فإن الأتراك يحاولون "الضغط على الإدارة الذاتية لقبول شروطهم وفي كل مرة يطلبون زيادة كمية الكهرباء" التي تزودها الإدارة الذاتية لمحطة علوك ومدينة رأس العين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انتظار طويل اتفق الطرفان يوم السبت الماضي على إعادة ضخ المياه إلى المدينة، لكن حتى يوم الاثنين، قال العديد من سكان المدينة إنهم لم يحصلوا على المياه بعد.

وأوضحت الصحيفة الهندية أن خزانات المياه على العربات تجوب الشوارع يوميًا لملء الخزانات في الأحياء والقرى لكن الكميات غير كافية لسد حاجة السكان من المياه للشرب والطبخ والغسيل والاستحمام، فيما يشكو السكان من استغلال بعض أصحاب الناقلات للأزمة لرفع أسعارهم، في حين أن بعض العائلات غير قادرة على دفع الثمن ويضطرون إلى استخراج مياه غير نظيفة أو طلب المساعدة من جيرانهم لتأمين جزء بسيط من احتياجاتهم.

وبخلاف أزمة المياه تعاني شمال سوريا من فيروس كورونا، فقد سجلت الإدارة الذاتية 394 إصابة من بينهم 26 حالة وفاة، في مناطق سيطرتها التي تعاني من نقص الخدمات وضعف البنية التحتية الصحية، بحسب تقرير الصحيفة الهندية.

وحذرت منظمة اليونيسف في آذار مارس الماضي من أن مئات الآلاف من الأشخاص في شمال شرق سوريا يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بكورونا، بسبب انقطاع إمدادات المياه، اللازمة لعمليات النظافة ونددت باستخدام محطات المياه "لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية".

وفي المقابل ما زالت تركيا تتمسك بموقفها المتعنت وقطع المياه عن السكان، فقد قالت وزارة الدفاع التركية في 6 آب أغسطس الجاري إن محطة علوك تخضع للصيانة وحتى الآن لم تصل المياه للسكان.

وقال تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن أكثر من نصف مليون إنسان في مدينة الحسكة والبلدات التابعة لها وريفها، شمال شرق سوريا، بما فيها مخيمات بائسة تأوي عشرات آلاف المُهجّرين من منطقة راس العين وتل أبيض، بلا ماء شرب منذ ما يقارب الشهر. هذه هي المرة الثامنة، الأطول التي يُحرم فيها سكّان المنطقة من مياه صالح للشرب، منذ الغزو التركي لمدينَتَي راس العين (سري كانيه) وتل أبيض وما بينهما في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

حين تضرّرت محطة "علوك" للمياه المغذية للمنطقة المذكورة جرّاء الهجوم العسكري التركي منذ الأيام الأولى للغزو. ثم تكرر قطع المياه من محطة علوك  بعد وقوعها تحت سيطرة الاحتلال التركي المباشر.  

وتابع التقرير "الحال هذه، لسنا أمام لعنة أو كارثة طبيعية حلّت بهذه المنطقة وسكّانها أدّت إلى هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة المتفاقمة منذ شهر بسبب الانقطاع الكامل لمياه الشرب من محطة” علوك” شرق راس العين، الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي، والمغذّية لمدينة الحسكة وبلداتها".