جنكيز جيجيك: إيمرالي سجن سري

أعرب عضو مجلس القيادة المركزية لحزب الشعوب الديمقراطي المحامي جنكيز جيجيك عن استيائه من عزل قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وقال إن ايمرالي سجن سري.

تستمر العزلة الشديدة على قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان، حيث شاركت اللجنة الاوروبية لمناهضة التعذيب في السجون تقريرها بشأن العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان للرأي العام في 5 آب 2020، ودعت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في تقريرها إلى الوقوف بشكلٍ جدي على النظام الذي يتم تطبيقه على المعتقلين في سجن ايمرالي.

وبدوره تحدث عضو مجلس القيادة المركزية لحزب الشعوب الديمقراطي المحامي جنكيز جيجيك عن العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وعن تقرير اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون، لوكالة فرات للأنباء

و ذكر جيجك بأن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون قد بينت بأن أوجلان ورفاقه في سجن ايمرالي لا يستطيعون الخروج معا لقضاء حاجتهم، فيخرج وحده لقضاء حاجته، وهذا يعتبر نوع من أنواع العزلة، وهذا اثبات مهم.

وقال جيجك:" أنه لشيءٌ مهم أن تناشد اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون الدولة التركية بهذه السرعة، وأشار الى أن نظام العقوبة العسكرية التي تطبق في ايمرالي بشكل متكررلا يمكن قبوله".

كما ذكر جيجك بأن العقوبة ضمن العقوبة تشير الى أساس العداوة والتعذيب المنظم والممنهج، مثلاً: أثناء فسحة الرياضة كان القائد أوجلان يتمشى مع رفاقه ويتحدثون، والمسؤولون في السجن كانوا يعتبرونها كإعاقة لممارسة نشاطهم الرياضي، وبالتالي يفرضون عقوبة عسكرية عليه، وفي نفس الوقت لكي يعيقوا لقاء عائلته به بحجة أنه معاقب، وهذا وحده كاف ليبين مدى وجود القرارات الكيفية في سجن ايمرالي.

تم تقديم المقترحات والقرارات في هذا الصدد منذ سنوات، لكن تصحيح نظام الاعدام، من جهة أصبح أكثر تشدداً، يمكن للمرء أيضًا اعتبار هذا على أنه نفاق للقانون الأوروبي، يتدهور الوضع في ايمرالي يومًا بعد يوم، ويصبح أكثر خطورة، مما يشير أيضًا إلى أن الجهات المعارضة للنظام، مثل أوجلان يتم استبعادها من قواعد "الحقوق الكونية"، فمن خلال تسليم اوجلان نتيجة مؤامرة دولية والمعتقل منذ أكثر من عشرين عاماً، إحدى أوائل تلك التطبيقات لنظام خارج نطاق القانون بعد تأسيس الاتحاد السوفيتي.

على سبيل المثال معتقل غوانتانامو، حيث يتم اختطاف الأشخاص واحتجازهم بشكل غير قانوني من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية، وكذلك استخدام حاملات الطائرات من قبل وكالة المخابرات المركزية كسجون، وسجون سرية (غير قانونية) لوكالة المخابرات المركزية في العراق والشيشان وأفغانستان والبوسنة المعروفة لدى الجميع، يُعرّف سجن إيمرالي بأنه سجن سري (خارج القانون)، من طريقة اختطاف أوجلان إلى ظروف اعتقاله في إيمرالي، جاء هذا نتيجة تطبيق السياسة الأمريكية المتمثلة في "الحرب العالمية ضد الإرهاب"، أية سياسة تحت مسمى" مكافحة الإرهاب "على أي مستوى قد تكون، تخلق منطقة لا يمكن السيطرة عليها خارج النظام القانوني".

جاءت سياسة العزلة هذه مع احتلال أمريكا للعراق

وأوضح جيجك إلى أن نظام الإعدام في إمرالي ليس سياسة `` وطنية ومحلية ''، وانما هي سياسة بقيادة حلف الناتو تحت رعاية وسائل الإعلام العالمية، وفي هذا الصدد أيضًا كمثال على ذلك منع المحامين والعائلة بالاجتماع بالمعتقلين إشارة الى أنه منذ 2011 وبدء الربيع العربي تم تشديد هذه الإجراءات.

كما ذكر جيجك أنه نتيجة للدروس المستفادة من احتلال العراق 2003-2004، وفي حالة احتمال سقوط النظام السوري فسيتم ترسيخ قوة محلية من كرد روجافا مثل ما حدث في جنوب كردستان من اجل حصار إيران، وسياسة العزلة المفروضة على أوجلان قد تمت تشديدها.

قال جيجك:" دون شك التاريخ لم يُكتَب حسب ما أراده المتآمرون، ولكن يتبين من خلال العزلة المفروضة منذ سنوات بأنهم يريدون قطع العلاقات بين القائد أوجلان والحركة الكردية وربطها مع سياساتهم المهيمنة، من هنا نستطيع القول بأن العزلة التي يتم فرضها على القائد أوجلان انما هي سياسة امبريالية ضد الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط، فأصحاب هذا النظام القذر في الوقت الذي تستمر العزلة على القائد أوجلان، فتحوا ساحة للحرب العسكرية والسياسية والأيديولوجية ضد روجافا وجنوب كردستان والحركة الكردية، وهذا الوضع يمكن ربطه بسياسات المتآمرين أيضاً.

المقصود في كلام جيفري ليس تركيا وإنما الحركة الكردية

السياسة واضحة: أوجلان سيبقى في حالة عزلة، وفي غيابه ستتم الضغوطات على الحركة الكردية ليس من أجل الشعوب، بل من أجل القوى العالمية أن تختار، إذا لم يقبلوا ستزيد من العزلة، وستُحتل روجافا وجنوب كردستان عملياً، وستُسحق المعارضة الديمقراطية الكردية في تركيا، بالطبع يجب أن نرى أن هذه السياسات الانعزالية المطلقة لها علاقة بمقاومة أوجلان السياسية والأيديولوجية، باختصار، نظام ايمرالي هو نظام يشير الى الموت ويريد إقناع الشعب بالحمى، كما يُترك أوجلان في حالة أسر.

وفي هذا السياق، أصدر الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري بيانًا في الأيام الأخيرة، قال فيه: "في محاربة الإرهاب، نرى حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني حربًا مشروعة، سنحث تركيا والعراق لتوطيد العلاقات مع بعضهما البعض، المقصود الحقيقي في هذه الرسالة ليست تركيا، إنما هي الحركة الكردية، رسالة هذا البيان واضحة: لا يوجد سوى شرط واحد مقابل جلوسكم على الطاولة في سوريا، وهو بدون شروط أن تبقوا تحت سيطرتنا، واضاف "اي مقاومة لذلك ستقابل بالإبادة والقمع والعزلة".

وفي نهاية حديثه ذكر جنكيز جيجك بأنه من الناحية الحقوقية والإنسانية والسياسية، فإن تأمين حرية القائد أوجلان، احدى اسس النضال من اجل حرية الشعب الكردي والرأي العام الديمقراطي.

حرية القائد أوجلان يجب أن تصبح القضية الأساسية

ولفت جيجك الانتباه الى الدور الحاسم لأوجلان في حل القضية الكردية وإرساء الديمقراطية وقال:" يجب نشر الاقوال بخصوص حرية القائد أوجلان بشكل أكثر شجاعة، وبدون أن تصطدم بأية ظروف سياسية يجب خوض كفاح عالمي لا هوادة فيه".