تدهور الوضع الصحي للمضربين والأمهات تؤكدن تضامنهن 

أكدت أمهات المضربين في حديثهن مع وكالة فرات للأنباء تضامنهن مع أبنائهن في حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام والإضراب حتى الموت، كما تحدث رئيس نقابة قطاع الصحة في وان عن حقوق المضربين وفقاً للمعاهدات الدولية. 

عبرت والدة المعتقل المُضرب عن الطعام رضوان أولاش، وسيلة أولاش، عن قلقها لوضع ابنها ورفاقه المعتقلين المشاركين في حملة الإضراب عن الطعام.
وتم اعتقال أولاش، الذي انضم إلى حملة الإضراب عن الطعام منذ 1 آذار، منذ كان عمره عمر 19 سنة، وسُجن في كوركجولر لمدة 7 أشهر، ثم تم نقله إلى سجن تارسوس، وحُكِم عليه بالسجن لمدة 11 سنة، وتابع نضاله داخل السجن أيضا، وتعرض خلال سنوات حكمه للتعذيب.


وقالت والدة أولاش، الذي فقد 12 كغ من وزنه منذ بدء الحملة،: "أنا لا أستطيع النوم، نحن جميعا نعيش حالة قلق، نتوقع سماع أخبار مُحزنة في أي لحظة، نستجيب لمطالب أولادنا وهم الآن يطالبوننا بالمقاومة، ونحن نخرج إلى الساحات ونقوم بالفعاليات وهذا كل ما في وسعنا عمله".
وأوضحت وسيلة أن ابنها قال لها: "لا تتخلوا عنا، أنتم صوتنا خارج المعتقل".
وأيضا فإن المُعتقل متين كلش المشارك في الحملة، تم اعتقاله أيضاً ولم يكن قد شُفي بعد من الجراح التي أُصيب بها خلال التفجير الإرهابي، الذي تبناه تنظيم داعش في 2015، وحُكم عليه بالسجن 17 سنة قضى منها 3 سنوات ونصف.

وأعلن كلش مُشاركته في حملة الإضراب عن الطعام في الخامس من كانون الثاني، وأكد مواصلة الحملة حتى تتحقق مطالبهم.

وتقول والدة كلش، حمدية كلش،: "إن أولادنا يعانون وضعاً صحياً حرجاً وعندما نسألهم عن وضعهم يقولون وضعنا متعلق بمقاومتكم، طالما هناك مقاومة منكم سنكون نحن بخير".
وأضافت "نحن أمهات قلوبنا تنفطر على فلذات أكبادنا سنكون صوتهم خارج المعتقلات ولن نتخلى عنهم، يجب أن يسمع الجميع صوتهم ويجب أن تنتهي العزلة".

وبدورها انضمت توكبا جان، المعتقلة في سجن بايبورت، إلى حملة الإضراب عن الطعام منذ 15 كانون الثاني مؤكدة أنه لابد للحكومة التركية من الاستجابة لمطالبهم وأن الحملة مستمرة مع استمرار العزلة.
وتم اعتقال توكبا بتهمة الانضمام إلى حزب العمال الكردستاني، وذلك عندما توجهت لإكمال دراستها في الجامعة وحكم عليها ب‍ـ 7 سنوات ونصف، قضت بداية حكمها في سجن آكري ثم نقلت إلى سجن بايبورت.
وتحدثت الدتها إليها عبر مكالمة هاتفية منذ مدة قصيرة وسألتها عن المشاكل التي تواجههم.

وقالت: "ابنتي قالت إن وضعهم جيد وإن معنوياتهم عالية مع وجود مشاكل صحية تواجههم إضافة إلى بعض المشاكل الأخرى مثل منع وصول الجرائد والصحف للمعتقلين، ليس فقط القائد أوجلان من يعيش العزلة هم أيضا يعيشون في عزلة، وقد أكدوا عدم تخليهم عن فعاليتهم حتى تنتهي عزلة القائد".
ولفتت إلى أن ابنتها ناشدتهم قائلة: "كونوا صدى صوتنا خارج أسوار المعتقل، لا تتخلوا عنا، قاوموا".
وأكدت زينت جان عدم تخليها عن ابنتها ونضالها وعن جميع المعتقلين وأن الفعاليات خارج السجن ستستمر لإنهاء العزلة.
في سياقٍ متصل تحدث رئيس فرع نقابة قطاع الصحة في مدينة وان سيزار أورينج عن حملة الإضراب المفتوحة والإضراب حتى الموت وعن حقوق المضربين وفقاً لمعاهدات والمواثيق الدولية. 
وأشار أورنج، في حديث مع وكالة فرات للأنباء، إلى الانتهاكات التي تطال حقوق المضربين في حملات الإضراب المفتوحة والإضراب حتى الموت، لافتاً إلى أن المعاهدات والمواثيق الدولية قد ضمنت حقوقهم. 
وقال: إنه ووفقاً للقوانين الدولية يجب أن تكون المعاملة مع المضربين وفقاً لما يلي:
_لا يحق بأي حال من الأحوال التعامل معهم بشكل عنصري من قبل الأطقم الطبية التي تشرف على صحتهم.  
_هناك حالات خاصة وفي مرحلة معينة من الإضراب يحق لهم استشارة أطباء آخرين غير المشرفين عليهم. 
_يحق للمضرب اختيار مصيره وأن يقول رأيه بكل حرية ودون أي ضغوط، ومهمة الطاقم الصحي هي تقديم كامل المعلومات الطبية عن وضعه الصحي.
_كل من لديه القدرة على اتخاذ القرار يحق له أن يوافق أو يرفض تلقي العلاج، وعليه يجب أن تُقدم كامل المعلومات الطبية عن وضعه الصحي.
_إذا كان المضرب فاقداً للوعي فيجب أن يتم استشارة ممثلة القانوني في مسألة العلاج، وهذا يكون باتفاق مسبق فيما بينهم. وإذا لم يكن هناك ممثل قانوني ولم يُعلن المضرب في السابق رفضه لتلقي العلاج بأي حال من الأحوال، حينها يحق للفرق الطبية تقديم المساعدة الطبية الضرورية إلى أن يستعيد وعيه.
_كذلك يمكن تقديم العلاج بشكل يتعارض مع إرادة المضرب في بعض الأحيان لكن بشرط على أن يتم مراعاة الجانب الأخلاقي والقانوني.
_في جميع مراحل الإضراب يجب احترام القيم، الثقافة و كرامة المضرب، وهذا من حق المضرب أن يعيش أيامه الأخيرة باحترام وتقدير.
_لا يجوز معالجة المضرب قسراً وبدون رغبته.
_على الفرق الطبية أن يمارسوا مهامهم بشكل يناسب الوضع الصحي للمريض. 
_يجب أن تكون الفرق الطبية محايدة ولا تتعامل مع المضربين بشكل عنصري، وأن لا يسمحوا لطرف ثالث بالتأثير على حالة المضرب.
_الثقة المتبادلة بين الفرق الطبية والمضربين له تأثير كبير على حالة المضرب النفسية وبذلك تنعكس إيجاباً على وضعه الصحي. 
وأضاف "بعد انتهاء الإضراب يجب مراعات بعض الخصوصيات حتى يستطيع المضرب مواصلة الحياة والعودة إلى وضعه الطبيعي بشكل تدريجي على الشكل التالي:
_مدة الإضراب.
_هل حصل على كميات مناسبة من الأملاح والسكريات خلال الإضراب.
_هل حصل على كميات مناسبة من الفيتامين "ب" خلال الإضراب أم لا. 
_هل كان الإضراب متواصلاً، أو بشكل متقطع.
_كيف كانت الحالة الصحية للمضرب عن إنهاء الإضراب. 
كذلك التأكد من الوضع الصحي للمضرب قبل إعلان الإضراب، هل أضرب في وقت سابق وفارق الوزن قبل وبعد الإضراب. 
وتابع: "بغض النظر عن مدة الإضراب فيجب إعطاء المضربين السوائل التي تحتوي بشكل جيد على فيتامين "ب1". وفي حال عدم مراعاة هذا الجانب فهذا يؤدي إلى موت المضرب".
وتابع: "بعد إنهاء الإضراب يجب مراعاة الحالة الصحية للمضربين والإشراف عليها بشكل جيد إلى أن يستعيدوا قوتهم ويستقر وضعهم الصحي. هذا الإشراف يجب أن يكون من قبل طواقم طبية مدربة وباختصاصات مختلفة حتى لا تكون هناك نتائج عكسية".