تدمير بيئة كردستان -II

أشار عالم البيئة ارجان أيبوغا إلى أن دولة الاحتلال التركي ترى في الطبيعة كأداة عسكرية وسياسية.

تحدث إركان أيبوغا بخصوص الحركة البيئية في ميزوبوتاميا لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول هجمات دولة الاحتلال التركي على طبيعة كردستان.

وأفاد أيبوغا إن الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال التركي في كردستان منذ سنوات تؤثر على طبيعتها بطريقتين، وقال: "بسبب القصف ضد الكريلا فإن الكائنات الحية في الطبيعة تُقتل، وتُحرق الغابات، يتم إلحاق ضرر كبير بالأراضي، ليس الحريق فقط، بل التسمم ايضاً، وكذلك المواد الكيميائية والنفايات العسكرية التي تبقى على الأرض، وزرع الألغام هو أحداها، يتم حرق الغابات ليس فقط في مناطق تواجد الكريلا، بل في المناطق التي لا يوجد فيها قوات الكريلا أيضاً، يقوم الجنود الاتراك بقطع الأشجار حول قواعدهم أو احراقها، استمدت الدولة التركية أسلوب احراق الأشجار من الولايات المتحدة الامريكية حين قامت بها في حربها ضد فيتنام بشكل منظم، وينطبق الشيء نفسه على كولومبيا".

ووصف أرجان أيبوغا احراق الغابات بأنها طريقة حرب ضد الكريلا، قائلاً: "لكن هذا الأسلوب ليست ضد الكريلا فحسب، بل هناك اهداف أخرى لذلك، وهو إجبار الناس في المنطقة على الهجرة، من خلال إحراق حدائقهم وبساتينهم ومناطقهم ".

كما أشار أيبوغا أن دولة الاحتلال التركي تستخدم الطبيعة كأداة للحرب والقمع ضد الشعب الكردي، وقال: "بعد حرب فيتنام، تمت صياغة اتفاقية تسمى "اينمود" تحت مظلة الأمم المتحدة، حيث جاء في الاتفاقية أنه لا يجوز استخدام الطبيعة كسلاح كأداة، الكثير من الدول وقّعوا على هذه الاتفاقية، كما أعلنت تركيا أنها مترددة في بعض القضايا لكنها ستوافق على بعض موادها إذا تم تعديلها، وهناك أيضًا اتفاقية للأمم المتحدة لحماية الموارد المائية وقعت عليها تركيا أيضاً في العام 1997، ولأنها تعتبر السدود أداة إستراتيجية ، فإنها لا تلتزم ببنود هذه الاتفاقيات".

وفي نفس السياق أعلن أيبوغا أن الدولة التركية تستخدم المياه كأداة حرب وقال:" عندما يتمعن الإنسان في هذا الشيء، من جهة الحرب الجارية ومن جهة ثانية تأثيرها على الشرق الأوسط، يرى بأن تجفيف مناطق ميزوبوتاميا له تأثير كبير، من خلال إقامة السدود الكبيرة على الأنهار تحتفظ بالمياه في بلادها ومنعها من الوصول الى سوريا والعراق، لذلك تلحق أضرار كبيرة بالأراضي الزراعية والنظام البيئي في هاتين الدولتين، وهذا سبب جفاف المناطق الزراعية في جنوب كردستان، هذه السياسة أدت إلى تفاقم أزمة المناخ، ونتج عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض، في إيران سنة 2017 أجريت حملة تواقيع ضد إقامة سد اليسو والسدود الأخرى التي أنشأتها تركيا على الأنهار، وقد بلغ عدد التواقيع 150 الفاً، لأن تلك السدود تتسبب بجفاف المناطق الزراعية في جنوب كردستان وسيزيد من هبوب الرياح والعواصف، كما وسيؤثر على جنوب إيران". 


غداً: جميل أكسو يحض دعاة حماة البيئة الحفاظ على السلام.