تدمير بيئة كردستان

منذ عام 1955 وتركيا تتبع سياسة تدمير بيئة كردستان، فإلى الآن نهبت وأحرقت آلاف الهكتارات من الغابات والحقول والمراعي كما لجأت الى بناء السدود واستخدامها كسلاح عسكري وسياسي ضد الشعب الكردستاني.

وخلال الحرب التي تشنها دولة الاحتلال التركي منذ أكثر من 40 سنة ضد الشعب الكردي، تقوم في الوقت نفسه بنهب وتدمير طبيعة كردستان، لأن الحرائق في قرى وجبال كردستان وإقامة السدود ونهب الطبيعة هي نتائج سياسة مترابطة تتبعها الدولة التركية بشكل منظم منذ تأسيسها.

حرائق عام 2015 تبدأ من جديد

أعدت الحركة البيئية في مزوبوتاميا ولجنة البيئة في منظومة المجتمع الديمقراطي (KCD) تقريراً يركز فيه على أنه، بعد "مرحلة الحوار" واستئناف الحرب في عام 2015 وما تلاه، بدأت معها الحرائق، و بخصوص هذا الوضع جاء في التقرير، مايلي: "وردت تقارير أولية عن الحرائق في منطقة الغابات بين قريتي هربول وسيليب، حيث تمكن سكان سلوبي وضواحيها من إخماد الحريق خلال أربعة أيام، ولكن بعد أن احترقت مساحات واسعة من الغابات ومزارع الأهالي وبساتينهم في تلك المنطقة، كما احترقت الكثير من المناطق بعد الحرائق التي حدثت في جودي، مثل ( باكوك، ستور، شمراخ التابعة لماردين، مركز لجي، سهول فيس، هزرو، فارقين، باسور التابعة لآمـــد، ديرسم، بدليس، ملاطيا، جولك)، وبالرغم من حدوث كل هذه الحرائق كان الاعلام غائباً عن نشرها، كما يجدر ذكره ان سكان المنطقة أخمدوا النيران بالــ"بيدونات".

وبحسب المسودة التي قدمها البرلماني في حزب الأقاليم الديمقراطية (BDP) حميد كيلاني مابين عامي 1990و 2008، نشب 300 حريق تسبب بإحداث ضرر لأكثر من 9100 هكتار من الأراضي المزروعة.

كما تضرر 5649 هكتار من الأراضي الزراعية في العام 2010، إضافة إلى أنه ما بين شهري تموز- أيلول من العام 2015، حدثت 15 حالة حريق  في الأراضي الزراعية ومناطق الغابات المزروعة بالألغام.


الحرائق التي تم تسجيلها خلال شهر

تعرضت البيئة والطبيعة امتداداً من البحر الأسود إلى بحر إيجه في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، بهدف الحصول على موارد تزيد من نسبة الدخل السنوي، إلا أن سياسة تدمير البيئة والطبيعة الكردستانية مستمرة وفقاً لذهنية الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردستاني وكل ما يمت لكردستان.

حصيلة الحرائق التي حدثت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي وحتى الأول من تموز وفقاً للبيانات المنشورة في وكالة أنباء فرات (ANF) ، هي على النحو التالي:

  • في 23 حزيران، بين الساعة 21:30 والساعة 23:30، نشب حريق في منطقة خانتور نتيجة قصف الحوامات الحربية لدولة الاحتلال التركي.

  • وفي نفس التاريخ احرق جنود جيش الاحتلال التركي سفوح جبال جودي في منطقة سلوبي التابعة لشرناخ ولا يزال ذلك الحريق مشتعلاً.   

  • في بيان لقوات الدفاع الشعبي (HPG) بتاريخ 28حزيران، أعلنت عن قصفت جيش الاحتلال التركي، منطقة زاب في مناطق الدفاع المشروع، مما تسبب باشتعال الحرائق في المنطقة دون إصابات في صفوف المقاتلين.

  • في 30 حزيران ونتيجة إطلاق الرصاص من مخفر آكدنيز في منطقة باسايي حيث بدأت النيران بالاشتعال من أراضي قرية يني دمير في جبال كابار.

  • وفي الأول من تموز، اضرم جيش الاحتلال التركي النار في حديقة حي بارين في منطقة باسور التابعة لآمـــد.

لم تكتف دولة الاحتلال التركي بتدمير البيئة في شمال كردستان، و إنما تقوم بها في روج آفا وجنوب كردستان أيضاً.

روج آفا تفتقر المياه والكهرباء

تدمير البيئة لا يكون بالحرائق فقط بل كانت إقامة السدود أداة مهمة وخاصة في الحرب ضد مقاتلي الكريلا، وهدف آخر السدود المبنية على نهري دجلة والفرات هو الجانب الآخر من الحدود، في هذه المرحلة التي بدأت مع مشروع GAP وتستمر حتى يومنا هذا، هناك 5 سدود رئيسية على نهر الفرات، والجدير بالذكر أن من أطول أنهار في العالم هو نهر النيل وعليه سد وحيد هو سد أسوان (السد العالي) الذي بنته مصر.

شاركت رئيسة الهيئة الإدارية في مجلس الديمقراطية إلهام أحمد مقطع فيديو على تويتر في الأول تموز 2020، يوضح كيف تتسبب السدود التي أُقيمَت على نهر الفرات في سوريا بالجفاف، و أوضحت إدارة سد تشرين أنهم يضطرون لتقليل ساعات توزيع الكهرباء بسبب قطع مياه السد من جانب دولة الاحتلال التركي.  

سدود الأمان

كما استخدمت الدولة التركية السدود التي أقامتها في المدن على طول الحدود مع شمال وجنوب كردستان، كأداة عسكرية وسياسية، تم بناء السدود بشكل رئيسي في ثلاث مناطق، بعد الانتقادات التي جاءت في تقرير لغرفة المهندسين المعماريين في تركيا (TMMOB) لعام 2009 والضغط الدولي، تمت إزالة 7 من هذه السدود من حالة "سد الأمان" في عام 2012 وتم تعريفها على أنها محطات توليد الطاقة الكهرومائية (HES)، ولمجرد بناء سد إلسوي، اضطر الناس للهجرة وبذلك تم إخلاء آلاف القرى.

 سيتحدث أرجان أيبوغا في الغد عن تدمير البيئة وتجفيف بلاد مابين النهرين (مزوبوتاميا) ويشرح تأثير ذلك على تركيا.