النباتيون... الأقل عرضة لأمراض القلب والأكثر عرضة للسكتة الدماغية

وفقاً لدراسة أجراها خبراء جامعة أكسفورد، أن الناس التي تفضل تناول الأغذية النباتية أو نباتيو الأسماك أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 20%.

 توصل الباحثون خلال دراسة موسعة على دور النظام الغذائي في الإصابات بالأمراض الخطيرة، إلى أن الأشخاص النباتيين، أقل تعرضاً للإصابة بالأمراض القلبية من الناس التي تعتمد على اللحوم في نظامها الغذائي، لكنهم في الوقت نفسه أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية.

و شملت الدراسة التي نشرتها المجلة البريطانية الطبية 48 ألف شخص، على مدار 18 عاماً، حيث سجل العلماء من ضمن النباتيين نسبة 1% أقل عرضة لمخاطر الأمراض القلبية، وبالمقابل نسبة 3% أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، بالمقارنة مع الذين يتناولون اللحوم ضمن برنامجهم الغذائي.

و يقول الخبراء في  مجال النظام الغذائي، أن التنويع في تناول الأغذية من نباتية وحيوانية أفضل لصحة الإنسان، والاكتفاء بنوع واحد أو صنف غذائي محدد، لا يلبي حاجة جسم الإنسان مما يضع جهاز المناعة في مواضع مختلفة من الجسد، حسم الانسان بحاجة إلى تكامل غذائي من بروتينات وفيتامينات وكالسيوم وسكريات وأملاح.

وكان نصف الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ما بين عام 1993-2001 من آكلي اللحوم، وأكثر من 16 ألف شخص من النباتيين، إضافة إلى 7500 شخص نباتيو الأسماك، وكذلك الأخذ في الاعتبار السجل الطبي وعادات التدخين والنشاط البدن، اعتباراً من عام 2001 إلى عام 2010.

وأشارت الدراسة إلى أن الإصابة بأمراض القلب التاجية بين نباتيو الأسماك، كانت أقل بنسبة 13% مقارنة بمن يتناولون اللحوم، بينما كانت الإصابة بذلك المرض بين النباتيين أقل بنسبة 22 %.

وسجلت الدراسة زيادة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين النباتيين بنسبة 20% مقارنة مع الذين يتناولون اللحوم في غذائهم، وأشار الباحثون إلى أن ذلك ربما يرتبط بوجود مستويات منخفضة لديهم من فيتامين (ب12).

وتقول فرانكي فيليبس من الجمعية البريطانية للنظم الغذائية " الرسالة الموجهة للجميع هي أنه من المنطقي أن يكون لديك نظام غذائي جيد، مع تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة".

وتضيف: " ليس بالضرورة أن يكون لدى من يتناولون اللحوم أي نظام غذائي متنوع، لأنهم يعيشون على تناول اللحوم والبطاطس في وجبة العشاء كل ليلة تقريباً، وليس لديهم أي خضراوات".

ونحن نعرف الكثير عن المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الكثير من اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء، والتي أصبحت ذات صلة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

ويحدد دليل "إيت ويل" الذي تصدره هيئة التأمين الصحي البريطانية، برنامجاً غذائياً متوازناً، على الشكل التالي:

- تناول خمس وجبات على الأقل من الفاكهة والخضروات يومياً.

- تناول وجبات طعام تعتمد على النشويات الغنية بالألياف مثل البطاطس، أو الخبز، أو الأرز، أو المعكرونة.

- تناول البروتين، من اللحوم الخالية من الدهون أو الأسماك أو المأكولات البحرية، أو البقول، أو المكسرات غير المملحة.

- تناول منتجات الألبان أو بدائل الألبان.

-  تناول نسبة أقل من المعتاد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات أو الملح، وبكميات صغيرة.

بيد أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية يحتاجون أيضا إلى أن يحرصوا على استهلاك ما يكفي من بعض العناصر الغذائية المحددة التي تحتاج إليها أجسادهم، لأن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم والألبان والأسماك تكون نسبة فيتامين (ب12) لديهم كافية لصحة الدم والجهاز العصبي، كما يعاني النباتيون من نقص في فيتامين (ب12).

ونظرا لعدم امتصاص الحديد بسهولة من الأطعمة النباتية، يتعين على أولئك الذين يختارون عدم تناول اللحوم التأكد من أنهم يتناولون أطعمة تتضمن الخبز المصنوع من الدقيق الأسمر، والطحين، والفواكه المجففة، والبقوليات.

وأُطلقت الشهر الماضي حملة توعية، تحث النباتيين على ضرورة تناول ما يكفي من مادة "كولين"، وهو عنصر كيميائي هام جداً لصحة الدماغ.