المعابر الحدودية التركية السورية تُأزم الوضع السوري

كان للدولة التركية الدور الأبرز والأكثر دموية في المعضلة السورية وذلك من خلال دعم الجماعات الإرهابية بالأسلحة والدعم اللوجستي عبر عدد من المعابر التي سيطرت عليها بشكل مباشر.

تبلغ طول الحدود بين الدولة السورية و تركيا حوالي 822 كيلومتر، وتمتد الحدود عبر الجزيرة  حوالي 400 كم وتمر عبر نهر الفرات وصولاً إلى نهر دجلة في أقصى الشرق.

ورسمت الحدود التركية السورية الحالية خلال تقسيم الدولة العثمانية وذلك بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك استناداً إلى ما سمي باتفاقية "سايكس بيكو" بين المملكة المتحدة وفرنسا عام 1916.

وتضم هذه الحدود العديد من المعابر الرسمية وغير الرسمية والتي طالما استغلتها الدولة التركية من خلال فتح أبوابها لفصائل المجموعات الإرهابية لممارسة أنشطتها وتنظيم اجتماعاتها ووفرت لهم الدعم السياسي والإعلامي، بالاضافة إلى تزويد تلك الجماعات كجبهة النصرة وداعش الإرهابيتين، بالسلاح والخدمات اللوجستية وتوفير الممر الآمن عبر الحدود للانتقال إلى داخل سوريا والخروج منها.

تتريك المناطق المحتلة وفرض سياسة التغيير الديمغرافي

لم تقتصر السيطرة التركية على المعابر فقط بل شملت اجتياح الحدود واحتلال اجزاء واسعة من الاراضي السورية وتنفيذ عمليات تهجير موسعة وفرض سياسات التتريك والتغيير الديمغرافي والتي تضمنت تغيير المناهج المدرسية وتدريس المواد باللغة التركية، وإدارة وزارة الصحة التركية للمُستشفيات في هذه المدن المحتلة ورفع العلم التركي على مبانيها بدلاً من العلم السوري، وتغيير لافتات الطرق والميادين والمؤسسات العامة وأسماء الشوارع التي باتت تحمل أسماء تركية كما حدث في مقاطعة عفرين المحتلة والباب وجرابلس واعزاز، والتي أطلق الاتراك على اسم حديقتها العامة "الأمة العثمانية".

المعابر الحدودية الرسمية بين تركيا وسوريا

وكما ذكرنا فإن هناك العديد من المعابر الرسمية وغير الرسمية بين سوريا وتركيا ونذكر منها 

معبر كسب، باب الهوى، باب السلامة، ميدان اكبز، الراعي، جرابلس، مرشد بينار، اقجة قلعة، جيلان بينار، شنيورت ونصيبين. 

وتقع أغلب هذه المعابر تحت سيطرة الاحتلال التركي ومجموعاته الإرهابية إضافة لسيطرة الاحتلال على عائدات هذه المعابر المالية.

ومن المعابر غير الرسمية معبر الفيل، خربة الجوز وكفرلوسين والذي طالما استخدمه الاحتلال التركي في نقل مجموعات جبهة النصرة وداعش الإرهابيتين إلى الأراضي السورية والعكس، كما تستخدم في إدخال التعزيزات العسكرية والآلية الثقيلة إلى الأراضي السورية والتي أصبحت تدخل بشكل شبه يومي إضافة إلى معبر ما يُسمى بغصن الزيتون والذي افتتحه الاحتلال التركي بعد احتلاله لمقاطعة عفرين ويستخدم في عمليات النهب وسرقة المحاصيل الزراعية، وهذا ماتم تأكيده على لسان مسؤولين في حزب العدالة والتنمية، إضافة إلى بث العديد من المشاهد المصورة لعناصر من داعش وهم يتلقون الدعم من جنود الاحتلال التركي عبر تلك المعابر، إضافة إلى بث شهادات لعدد من المرتزقة السوريين الأسرى لدى الجيش الوطني الليبي والذين أكدوا عبورهم عبر تلك المعابر التي ذكرناها.