القوى الفلسطينية تدعوا إلى إضراب عام واحتجاجات ضد قرار ترامب

دعت القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية في بيان مشترك إلى أضراب عام ومسيرات احتجاجاً على اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل فما أكد رئيس السلطة الفلسطينية أن القرار لن يعطي أي شرعية لإسرائيل .

ويعم كافة الأراضي الفلسطينية إضراب شامل، الخميس، وسط دعوات للنفير العام والخروج بمسيرات،  تنديداً بقرار ترامب بالاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل” ، حيث دعت أمس القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية كافة، لإضراب يشمل كافة الأراضي الفلسطينية  في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

واستجابة للدعوة إلى الإضراب المقرر، الخميس، أعلنت وزارة التعليم الفلسطينية يوم عطلة وحثت المعلمين والطلاب على المشاركة في المسيرات المزمعة .

وتوالت ردود الأفعال المحلية الفلسطينية والعربية والدولية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفي سياق ذلك  أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن قرار ترامب “لن يعطي أية شرعية لإسرائيل كون القدس مدينة فلسطينية عربية مسيحية إسلامية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية”.

واعتبر عباس القرار، “يشكل تقويضاً متعمداً لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام، ويمثل إعلاناً بانسحاب واشنطن من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام”، مؤكداً أن “الإدارة الأميركية بإعلانها القدس عاصمة لإسرائيل، قد اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية”.

وبدوره قال المحلل السياسي شادي المصري ” إن الحديث من قبل الشعب الفلسطيني بعبارات صاخبة و شديدة اللهجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” لن يجدي نفعاً بدون تواجد حراك شعبي جماهيري في الشارع الفلسطيني بكل بقاعه و العمل بحنكة على مخاطبة الشارع الفلسطيني الهجمة الأمريكية الإسرائيلية، مما سيغير هذا الحراك المعادلة القائمة.

وأشار أنه  لن يتواجد أي دور للعديد من الدول العربية و ذلك بحكم العلاقات الحميمية القائمة بين تلك الدول و الجانب الإسرائيلي و تتمثل تلك العلاقات ضمن تفاهمات سرية أو علنية و ذلك بدافع تحقيق المصالح الشخصية التي ترسمها لهم صفقة القرن.

ولفت المصري بأن الأساس في مواجهة مثل تلك الجبهة تعزيز الوحدة والتفكير بإيجاد حلول فعلية، وصياغة برنامج جامع يزيد من قوة ومتانه الجبهة الفلسطينية الداخلية، وذلك للوقوف بجانب المقدسيين الذين يواجهون كافة المخاطر التي تهدد القدس.

و تابع أن القيادة الفلسطينية يجب عليها بهذا الوقت أن تحضر بشكل مستمر داخل باحات المسجد الأقصى و تكون بمقدمة الجبهة بدافع عودة الثقل الفلسطيني.

واعتقد المصري بأن أي خطوة من قبل أي فصيل او المقاومة التابعة للأحزاب الفلسطينية يجب أن تكون مدروسة في إطار الإجماع الكل الفلسطيني و خاصة في ظل تواجد دعوة من الرئيس أبو مازن للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية و لكافة الفصائل بالاجتماع للتباحث والتشاور، وذلك لكونه لا يستطيع أي فصيل أو حزب أن يتخذ قراراً بعيداً عن الإجماع في ظل أجواء الوحدة الوطنية التي تعيشها و لحدة المواجهة القائمة.

و من جانبه قال المختص بالشأن العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن المشهد سوف يتجه نحو تصعيد شعبي خطير ولكن يجب على القيادة أن تحضر في أرض الميدان بشكل فعلي لقيادة تلك المواجهة حتى لا تصل بنا الأمور كالهبة للأقصى التي قادها الشعب لوحده لتصل إلى طريق مسدود في ظل غياب القيادة الفلسطينية عن الساحة.

و أضاف بالتطرق لموقف الدول العربية فإنه  لن يكون هناك  رد فعلي لكون التصريحات هي  السقف الأعلى لهم مما يجعل حتميه المواجهة العسكرية مع إسرائيل أمراً غير مدرج على الأجندة، و بالمقابل إن الفصائل الفلسطينية هذه المرة لن تخطو خطوة دون دراسة كافة التداعيات و النتائج ونأمل أن تستطيع كافة الفصائل بقيادة مواجهة موحدة لكي تكن هناك محصلة فعلية أمام هذا القرار الذي يهدد كل فلسطين.