الاتحاد الأوروبي: على تركيا الالتزام بالحفاظ على التعايش السلمي بين الأديان

حثّ الاتحاد الأوروبي تركيا على العمل من اجل الحفاظ على التعايش السلمي بين الأديان والطوائف على أراضيها، وفقاً لالتزاماتها الدولية.

جاء هذا التعليق بعد قرار للحكومة التركية اليوم إعادة فتح جامع كاريه في اسطنبول للصلاة، وهو المبنى الذي كان يُستخدم كمتحف منذ عام منذ أواسط القرن الماضي.

إذ بعد مرور شهر على قرار تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة قرارا مشابها يقضي بتحويل متحف كاريه، وهو كنيسة أرثوذكسية قديمة في إسطنبول إلى مسجد. ويرى محللون أن هذه القرارات يراد منها حشد مزيد من التأييد في أوساط أنصار أردوغان في وقت تعاني تركيا موجة تضخم وضبابية اقتصادية، حسبما علقت وكالة الصحافة الفرنسية.
في هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، أن بروكسل أخذت علماً بالقرار التركي، مشيرة إلى أن المبنى المذكور مُدرج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، كأحد المعالم المؤسسة للحضارة.

وتابعت نبيلة مصرالي في تصريحات لها اليوم: "سبق لتركيا أن التزمت بالحوار بين الأديان وعليها الاستمرار في الحفاظ على قيم التعايش والتسامح".

وكانت محكمة تركية قد سمحت بتحويل متحف "كاريه" إلى كنيسة العام الماضي، لتكون سابقة لمتحف آيا صوفيا. يأتي القراران وسط تصاعد التوترات مع الجارة اليونان بسبب نزاعات إقليمية في بحر إيجه والبحر المتوسط.

ويأتي قرار إعادة "تحويل" موقع كاريه من متحف إلى مسجد بعد شهر من قرار مماثل للرئيس رجب طيب أردوغان، بإعادة افتتاح آيا صوفيا في اسطنبول كمسجد بعد أن كانت متحفاً متاحاً أمام السياح لعقود مضت، حسبما ذكرت وكالة آكي الايطالية.

وعلى غرار آيا صوفيا، كان موقع كاريه عبارة عن كنيسة قديمة العهد تم تحويلها إلى مسجد خلال المرحلة العثمانية قبل أن تُقرر السلطات التركية في القرن العشرين استخدامها كمتحف.

وانتقدت دول الاتحاد الأوروبي وخاصة اليونان تحويل تركيا متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد. إلى ذلك، ينظر مراقبون إلى قرارات الرئيس التركي الخاصة بإعادة تحويل مبان تاريخية إلى مساجد، على أنها حلقة من سلسلة استفزازات يقوم بها تجاه اليونان والاتحاد الأوروبي بشكل خاص.