"الأهرام" المصرية تتبرأ من دعوة أحد كتابها إلى تطبيع العلاقات مع تركيا

فشلت مساعي وسائل الاعلام التركية في استغلال مقال كتبه أحد كتاب صحيفة الأهرام المصرية ونشره بوسائل الاعلام التركية حول مقترح شخصي "لتطبيع العلاقات بين تركيا ومصر"، حيث تبرأت الأهرام من المقال.

وعلمت وكالة فرات للأنباء ANF من مصادر مسؤولة أن استغلال وسائل الاعلام التركية للمقال وتصويره على أنه يعبر عن رؤية مؤسسة حكومية مصرية أثار قلق وتحفظ بعض دول المنطقة التي تعاني من سياسات تركيا العدائية، وأبلغت المصادر الوكالة "انزعاج بعض دول شرق المتوسط الحليفة لمصر مما روّج له المقال من مغالطات وتصورات لا تراعي أسباب الخلاف بين مصر وتركيا في ضوء سياسة أنقرة العدوانية في المنطقة وتهديدها للمصالح المصرية والعربية والأمن والاستقرار في المنطقة".
وقالت مصادر دبلوماسية متطابقة في أثنين من دول شرق المتوسط أن نشر هذا المقال في حد ذاته لم يكن أمرا ملفتا، لولا استغلال وسائل الاعلام التركية لهذا المقال واعادة نشره أكثر من مرة باللغة التركية، بعد نشره في المرة الأولى بأحد المواقع الصادرة باللغة الإنجليزية والممولة من الحكومة التركية، ووضعه في إطار زائف كتعبير عن موقف القاهرة الرسمي، على الرغم من أن نشر المقال تزامن مع موقف مصر الثابت والمعلن من التهديدات التركية في المنطقة، والذي عبر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال الاجتماع الخماسي الذي شارك به مؤخرا مع نظراءه من قبرص واليونان والامارات وفرنسا.
ووضعت الصحيفة القاهرية العريقة حدا للجدل، بعد أن أكدت صحيفة "الأهرام"، يوم الأربعاء، أن السياسة المصرية تجاه تركيا وغيرها تعبر عنها الجهات المسئولة في الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية.
و"رفض رئيس تحرير الأهرام علاء ثابت -في بيان اليوم الأربعاء- استغلال بعض الجهات داخل تركيا مقالًا نشره موقع تركي باللغة الإنجليزية وكتبه محمد صابرين مدير التحرير السابق بالأهرام للادعاء بأن مصر وعبر صحيفة الأهرام تغازل النظام التركي رغبة في استعادة العلاقات المصرية ـ التركية"، حسبما ذكرت صحيفة الأهرام على موقعها.
وأكد ثابت أن جريدة الأهرام تلتزم خطًا ثابتًا ومعروفًا للكافة تجاه النظام التركي الذي يعادي مصر بشكل سافر عبر استضافته وحمايته لأبواق الجماعة الارهابية مضحيا بالعلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والتركي.
وأوضح أن الأهرام باعتبارها الجريدة القومية الأولى تحتضن الكثير من الكتاب والصحفيين ذوي الأفكار والاتجاهات المختلفة، وأنه حين يكتب هؤلاء للأهرام أو غيرها فانهم يعبرون عن وجهات نظرهم الشخصية في ظل احترام حرية الرأي والتعبير التي لايعرفها النظام التركي، وأشار إلى أن صابرين أحيل إلى المعاش ولا يعمل حاليا مديرا لتحرير "الأهرام" كما ادعى الموقع التركي الذي نشر المقال، وشدد على أن المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه الشخصية لا عن وجهة نظر صحيفة الأهرام وبالضرورة فإنه لايعبر عن الموقف المصري.
ولفت إلى أن الادعاءات التركية المستندة إلى المقال المذكور تأكيد على حالة الارتباك والتخبط التي يعاني منها النظام التركي لدرجة توهمه أن مجرد مقال يكتبه مواطن مصري يعبر عن مغازلة مصرية لاستعادة العلاقات.
ونفت صحيفة الأهرام -في البيان- أية علاقة لها بالمقال المذكور، وأكدت موقفها المختلف والرافض لكل ما احتواه المقال، كما تؤكد أن دعوات تطبيع العلاقات مع النظام التركي الحالي مثلها مثل دعوات تطبيع العلاقات مع الجماعة الإرهابية وغيرها ممن يستهدفون المصالح المصرية والأمن القومي المصري كما أنها تدرك جيدًا أن محاولات استهدافها من النظام التركي التي بدأت منذ سنوات ستستمر وتشتد كلما تأزم موقف النظام التركي داخليًا وخارجيًا.

وأكدت الأهرام في ختام البيان للنظام التركي وأعوانه في الداخل والخارج أنها كانت وستظل رأس الحربة في مواجهة الحملات الإعلامية الرخيصة التي يتبناها ويمولها النظام التركي ضد مصر.