أردوغان يهاجم أوروبا وأمريكا ومعاهدة سيفر ويغير نبرته تجاه مصر والسعودية

زعم رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده "لن تُطأطىء الرأس للعربدة في جرفها القاري بشرق المتوسط"، في ظل التوتر المتصاعد بتلك المنطقة مع اليونان.

وقال أردوغان، اليوم السبت، إن تركيا لن تتراجع أمام التهديد بفرض عقوبات ولا أمام التوغل في المنطقة التي تعلن أحقيتها بها في البحر المتوسط وهي موضع أزمة مع اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي بسبب حقوق التنقيب عن النفط والغاز.

جاء ذلك ردا على توعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بفرض عقوبات على تركيا إن لم تتوقف عن الأفعال التي تتسم بالعداء والخطورة بعد اجتماع عقد بطلب من أثينا، بعدما أرسلت تركيا سفينة مسح إلى المنطقة، تحت حراسة سفن حربية، في المناطق التابعة لليونان.

وقال الرئيس التركي "لن ننحني أبدا أمام البلطجة على جرفنا القاري. لن نتراجع أمام لغة العقوبات والتهديدات"، مضيفا أن سفينة المسح التركية ستواصل البحث عن مكامن الطاقة حتى 23 آب أغسطس الجاري.

وفي وقت سابق من هذا الشهر وقعت مصر واليونان على اتفاق ترسيم الحدود في البحر المتوسط، وجاء الاتفاق بعد توقيع تركيا وحكومة الوفاق الليبية مذكرتي تفاهم، بحرية وعسكرية تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وبموجبها تسعى أنقرة للتوسع في أعمال التنقيب غير القانونية عن الغاز، وهو ما ترفضه القاهرة وأثينا والاتحاد الأوروبي ودول عربية وغربية.

وفي حديثه عن التوتر بشرق المتوسط تطرق أردوغان خلال كلمة يوم السبت، إلى معاهدة "سيفر"، قائلا إن تركيا مزقتها قبل قرن، وذلك تزامنا مع ذكرى مرور 100 عام على توقيعها (10 أغسطس آب 1920).

ووقعت الدولة العثمانية على معاهدة سيفر على إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. وبموجبها جرى تقسيم أراضيها، فتخلت عن الأراضي التي يقطنها غير الناطقين بالتركية الخاضة لسيطرتها، وتنازلت عن مساحات أخرى داخلها ومنعت من امتلاك قوات جوية وبحرية، كما أنها عالجت المسألة الكردية بنصها على اراضي كردستان وحق شعبها في تقرير المصير، ولكن تركيا نقضت المعاهدة نتج عن ذلك توقيع معاهدة لوزان عام 1923 والتي أنهت العمل بموجب بنود معاهدة سيفر.

في سياق اخر، دانت تركيا يوم السبت التعليقات التي أدلى بها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن في مقطع منسوب له في كانون الأول ديسمبر ووصفها بأنها "تدخلية" عندما دعا إلى نهج أمريكي جديد تجاه الرئيس "المستبد" رجب طيب أردوغان ودعم أحزاب المعارضة.

وأوضح بايدن ، نائب الرئيس الأمريكي السابق، في مقطع الفيديو إنه "قلق للغاية" بشأن نهج أردوغان تجاه الأكراد في تركيا ، وتعاونه العسكري الجزئي مع روسيا ، والوصول إلى المطارات الأمريكية في البلد الحليف في الناتو.

وقال بايدن في ذلك الوقت: "عليه أن يدفع الثمن" ، مضيفًا أن على واشنطن أن تشجع قادة المعارضة الأتراك "ليكونوا قادرين على مواجهة أردوغان وهزيمته. ليس عن طريق الانقلاب ، وليس عن طريق الانقلاب ، ولكن من خلال العملية الانتخابية".

وردا على ذلك، قال مدير الاعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إن التعليقات "تعكس ألعابًا ونهجًا تدخليًا تجاه تركيا" وتتعارض مع العلاقات الدبلوماسية الحالية.
ولاحظت معظم وسائل الاعلام العالمية تغير نبرة الرئيس التركي العدائية تجاه مصر، فيما فسره مراقبون بأنه يرجع إلى التحركات المصرية الأخيرة لكبح جماحه في المتوسط وليبيا ورغبته في التودد للقاهرة من أجل الوقوف مع بلاده أمام اليونان مقابل الموافقة على حصل مصر على مساحة أكبر للمنطقة الاقتصادية الخالصة شرق المتوسط.

وزعم أردوغان ان ما يجمع الشعبين المصري والتركي أكبر مما يجمع المصريين واليونانيين، كما كشف الرئيس التركي عن عزم تركيا إجراء حوار مع السعودية بشأن الخلافات بين البلدين، لكنه استنكر ما وصفه بالتضامن بين مصر وإسرائيل واليونان ضد بلاده فيما يتعلق بأزمة التنقيب شرقي البحر المتوسط.

وكشف أردوغان يوم الجمعة عن لقاءات بين مسؤولين أتراك ومصريين، موضحا أن المسؤولين المصريين قالوا لتركيا اشياء أخرى غير التي تقولها اجهزة المخابرات التركية والمصرية، مضيفا أن "الاستخبارات المصرية والتركية تقول أشياء أخرى، فهي تتحدث عن مجرد سوء تفاهم ولا بد من إصلاحه"، مشيرا إلى ان بلاده ستجعل التواصل على مستوى الاستخبارات مستمرا.

من جانبه، أعلن نائب رئيس النظام التركي فؤاد أوقطاي، أن أنقرة تسعى إلى تفعيل "دبلوماسية بناءة" في شرق المتوسط، متهما دولا إقليمية بممارسة "ألاعيب خطرة" في المنطقة.