أردوغان مستمر في مغامرته الخاسرة بليبيا بينما يطالب شعبه بالتبرع للمحتاجين

تجددت المعارك في ليبيا، بينما يواصل رئيس النظام التركي أردوغان التدخل العسكري لدعم حكومة الوفاق والميليشيات المتطرفة المتحالفة معها وارسال السلاح والمقاتلين إلى هناك.

مع احتدام أزمة الفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم، يجد أولئك الذين كانوا يأملون في أن تصمت المدافع الآن في مسارح الحرب أن أمنيتهم قد تبددت. وفي ليبيا تجددت المعارك، وخاصة بعد أن شن حلفاء تركيا هجوما جديدا على الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. 

ففي تركيا، حيث تعاني البلاد من الوباء ومن أزمة اقتصادية بالفعل، لم يظهر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أي علامة على التراجع عن مشاريعه العسكرية عبر الحدود.

وذكر تقرير لموقع المونيتور الأمريكي أن أردوغان "يبدو أنه غير منزعج من قيود الميزانية وهو يمضي قدماً في تدخله في ليبيا، وفي سوريا.. (بل أنه) يطلب تبرعات لمساعدة المحتاجين (في تركيا) في ظل جائحة الفيروس التاجي، مما يذهل الملايين الذين توقعوا الدعم من الدولة ولكن قيل لهم بشكل فعال أن خزائن أنقرة فارغة في المعركة ضد COVID-19".

وأكد موقع المونيتور الأمريكي في تقرير آخر له، يوم الثلاثاء، أن مساعي تركيا لتحقيق تفوق جوي في ليبيا لصالح حكومة الوفاق الليبية والميليشيات المتحالفة معها، يواجه بضربات الجيش الوطني الليبي، وسط تكبد الجيش التركي خسائر فادحة في طائراته محلية الصنع.

في 25 آذار مارس، شنت حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس هجومًا مضادًا، أطلق عليه اسم عملية عاصفة السلام، لصد قوات الجيش الليبي، بالاعتماد على الدعم العسكري التركي. واستخدمت تركيا التكتيكات التي استخدمتها - والتي اعتبرتها ناجحة على ما يبدو - في المواجهة التي استمرت خمسة أيام في إدلب السورية في أواخر شباط فبراير وأوائل آذارمارس، وهي زيادة الطائرات بدون طيار التي تستهدف مراكز القيادة البارزة وأسلحة العدو الحرجة، إلى جانب المدفعية ونيران الصواريخ، حسبما ذكر موقع المونيتور الأمريكي.

وذكر الموقع أن القائد على رأس عملية عاصفة السلام هو الفريق أسامة الجويلي، وزير الدفاع السابق للحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، ومساعد فايز السراج رئيس الحكومة الليبية، والذي يشغل أيضًا منصب القائم بأعمال من هيئة الأركان العامة، ويُعرف الجويلي بأنه أكثر الرجال ثقة في أنقرة بين القادة الليبيين وقد زار تركيا عدة مرات.

ويواجه مرتزقة أردوغان في ليبيا ضربات قوية بحسب الجيش الليبي، وأعلن الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، تمكن "وحدات القوات المسلحة العربية الليبية في صد هجوم للمليشيات الإرهابية والمدعومة بمرتزقة سوريين وآليات وأسلحة تركية والتي حاولت مهاجمة محور عين زارة".

وأكد اللواء فوزي المنصوري آمر غرفة عمليات أجدابيا وآمر المحور، في بيان يوم الاثنين، "تدمير ثلاثة عربات مسلحة وقتل أكثر من 15 إرهابي وهناك كثير من الجثث داخل العربات المدمرة وأشلاء تنتشر في أرض المعركة ومن أبرز القتلى الإرهابي عبد الحكيم الزين آمر مليشيا 42 حرامي وصهر المليشياوي هيثم التاجوري. ويؤكد كذلك سيطرتهم على مراصد العدو بعد هروبهم منها".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن مقاتل موجود حاليا فى ليبيا، إن النظام التركي توقف عن دفع أجور المرتزقة السوريين فى ليبيا، حيث حصلت مصادر في المرصد السوري لحقوق الإنسان على تسجيل صوتي قال فيه مقاتل سوري في ليبيا إنه نادم على مشاركته في الحرب في ليبيا، وطلب من كل من يرغب في الذهاب إلى ليبيا بعدم القيام بذلك، لأن الأتراك لم يدفعوا الراتب الشهري (ألفي دولار أمريكي).

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن فرقاطة تابعة للبحرية الفرنسية اعترضت سفينة شحن تركية في البحر الأبيض المتوسط للاشتباه في أنها كانت تنقل أسلحة إلى الميليشيات الليبية المتطرفة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، إلى حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس. وقع الحادث قبل أن يطلق الاتحاد الأوروبي، في مطلع أبريل/ نيسان، بعثة بحرية جديدة أطلق عليها اسم IRINI - والتي تعني "السلام" لفرض حظر الأسلحة على ليبيا.

وتابع المونيتور: "انعكاس آخر واضح لتدخل أنقرة في ليبيا هو ارتفاع عدد القتلى بين المرتزقة الذين نقلتهم تركيا من سوريا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغ عدد المقاتلين السوريين الذين قتلوا في ليبيا 156. ويدعي الجيش الوطني الليبي، من جانبه، أن نحو 500 أجنبي قتلوا أثناء القتال في صفوف حكومة الوفاق الوطني".

للحد من عدد الجنود الاتراك على الأرض، اعتمد أردوغان بشكل كبير على المرتزقة السوريين، الذين جاؤوا من مجموعات مختلفة متحالفة مع تركيا في سوريا. وبحسب المرصد فإن عدد المقاتلين السوريين المرتزقة الذين تم نقلهم إلى ليبيا بلغ 4،750 مقاتل، اضافة الى حوالي 1،900 لازالوا في تركيا للتدريب.

لكن، بحسب المونيتور، يبدو أن المقاتلين المرتزقة السوريين نادمون على الانضمام إلى الحرب الليبية، ووفقًا للمرصد، يزعم البعض أن تركيا لم تدفع لهم الرواتب الشهرية الموعودة البالغة 2000 دولار. وفي تسجيل صوتي، يحث المرتزق رفاقه على عدم القدوم إلى ليبيا لأن تركيا "خدعت" أولئك الموجودين بالفعل في البلاد. وقال "كلنا نريد العودة إلى سوريا"، مضيفاً أن بعض الجماعات تستعد بالفعل لمغادرة ليبيا.

واشار التقرير إلى أن الحكومة التركية تجنبت دائما كافة اسئلة وانتقادات المعارضة حول اسباب تدخلها في ليبيا، مكتفية بالقول أنها تقوم بما يلزم للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.