آلاف الأتراك يخرجون في مسيرات حاشدة ضد مجازر أردوغان البيئية

نظم الآلاف من الأتراك بمن فيهم نواب المعارضة احتجاجًا سلميًا كبيرًا على مشارف بلدة غرب البلاد يوم الاثنين ضد مشروع منجم ذهب أجنبي أدى إلى قطع مساحات واسعة من الغابات.

وعلى غرار ممارسات الاحتلال التركي بقطع مزارع الزيتون في عفرين، قامت الحكومة التركية بارتكاب مجزرة بحق الأشجار لإستغلال منجم ذهب، وتصاعدت المعارضة العامة للموقع المملوك لشركة دوجو بيجا مينينج، الشركة التركية التابعة لشركة "ألموس جولد" التي تتخذ من كندا مقراً لها، بعد أن قامت الشركة بخفض عدد الأشجار أربعة أضعاف ما أعلنته في تقرير الأثر البيئي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويقول نشطاء إن السيانيد سيُستخدم لاستخراج الذهب في مشروع ألاموس وسيؤدي إلى تلوث التربة ومياه السد القريب منه، في ولاية تشانقالا التركية. كما تصاعدت المعارضة لمشروع التعدين في شمال غرب تركيا بعد سقوط عشرات الآلاف من الأشجار، ونشر النشطاء صور للجبال الخضراء والغابات وقد حدث تصحّر لمساحات واسعة منها نتيجة قطع اشجار الغابات.
وتعيد تلك الواقعة للأذهان ذكرى المظاهرات الكبرى التي انضم لها كل اطياف المجتمع عندما قررت الحكومة تدمير منتزه غيزي في أسطنبول، حيث كان دعاة حماية البيئة الأتراك جزءًا من الاحتجاجات في عام 2013 بسبب مشروع لهدم حديقة غيزي في إسطنبول، والتي تحولت إلى اضطرابات معادية للحكومة على مستوى البلاد أدت إلى حملة أمنية عنيفة ومئات من الاعتقالات.
وقالت مجموعة TEMA، وهي مجموعة خيرية تركز على الغابات، إن 195000 شجرة تم قطعها من أجل المشروع، وهو رقم أعلى بكثير من الحد البالغ 46000 الذي أعلنته الشركة سابقًا. فيما ذكرت وكالة رويترز أن حكومة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدعم مشروعات المناجم رغم أضرارها البيئية.
وقال ريبي أونوفار نائب عمدة البلدة على حسابه على تويتر: "بعد ست سنوات، سيغادرون بعد أن تصبح هذه المنطقة قاحلة وتتحول إلى صحراء".
وخرجت المسيرات التي توافد إليها الآلاف من جميع أنحاء البلاد تحت شعار "اللقاء الأكبر للمياه والضمير"، "ولا تأتي إذا كنت تحب الذهب"، و"أوقفوا المذبحة البيئية"، وتأتي المسيرات ضمن حملة أطلقها بيئيون ونشطاء أتراك في 26 من تموز/ يوليو الماضي، بهدف منع استكمال مشروع منجم الذهب الذي سيؤدي إلى إلحاق أضرار بحوض سد "عتيق حصار"، إلى جانب حوضي "بايراميتش" و"تشان" بالمنطقة.
رئيس بلدية تشاناق قالا، أولجور جوكهان، أوضح أن حفر منجم للذهب في المنطقة له العديد من الآثار السلبية، حيث تم عمل مذبحة هنا للأشجار على امتداد ألفين فدان، وقال :"القرار لن يؤثر فقط على موارد المياه بالمنطقة، بل إن الأكسجين سيقل، كما سيؤثر على الحيوانات، حيث بدأت الذئاب تهبط في القرى المجاورة، ورأينا الغزلان التي تهرب"، حسبما ذكر موقع "عثمانلي" المعني بالشأن التركي.