أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، بياناً أعلن فيه: "استشهد رفيقانا العزيزان هافين كابار ودليل تولهلدان خلال هجوم للعدو على منطقة الشهيد دليل غرب في الـ 4 من كانون الأول 2023".
وكان بيان المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي كالآتي:
"لقد عاش رفيقانا هافين ودليل حياة فدائية، عاشا وفق قدسية الفدائية في كل لحظة تنفسا فيها، انضم رفيقا دربنا هافين ودليل بمحبة إلى الحياة الحرة التي تحتوي في جوهرها على الفدائية والكدح والشجاعة والتواضع والحساسية العميقة والمعنويات المرتفعة والقدرة على الوقوف في وجه كافة أنواع الصعوبات، وقد أثرا على رفاقهما أيضاً وجعلا هذه الحياة أكبر وأعظم، وكان رفيقانا يجذبان الانتباه أينما تواجدا، وأخذا مكانة في قلوب جميع رفاقهما بشخصيتيهما الجوهرية، كان الهدف الأكبر لرفيقي دربنا هافين ودليل هو أن يكونا رفيقين جيدين للقائد آبو، كانا يريدان أن يكونا الفدائيين اللذين يضمنان حرية شعبنا، وحققا هدفهما هذا من خلال كدحهما ومشاركتهما الباسلة في ساحة الحرب.
كرفاق لهما، نتعهد بأننا سنحس دائماً بالمسؤولية على درب رفيقي دربنا هافين ودليل، وأننا سنكون جديرين بهما، وأننا سنجمع حرب الحرية مع الفدائية الأبوجية، وبهذه المشاعر نقدم تعازينا في البداية لعائلتيهما الكريمتين وجميع أبناء شعب كردستان الوطني.
المعلومات التفصيلية حول سجّل رفيقينا الشهيدين هي كالآتي:
الاسم الحركي: هافين كابار
الاسم والنسبة: جانان أورال
مكان الولادة: آيدن
اسم الأم - الأب: رحمتي - عبد العزيز
مكان وتاريخ الاستشهاد: 4 كانون الأول 2023/ زاب
**
الاسم الحركي: دليل تولهلدان
الاسم والنسبة: عيسى قهرمان
مكان الولادة: آكري
اسم الأم - الأب: كمالي - آغابيه
مكان وتاريخ الاستشهاد: 4 كانون الأول 2023/ زاب
ولدت رفيقتنا هافين في آيدن في كنف عائلة وطنية تعود أصولها إلى مدينة شرناخ، لقد قامت العائلة الوطنية لرفيقتنا بحماية الثقافة القديمة لبوطان على الرغم من كل أنواع هجمات الإبادة الجماعية التي قام بها العدو، لذلك لم تنقطع رفيقتنا هافين عن هويتها وجوهروا أبداً، ولاحقاً عندما عادت عائلتها إلى شرناخ، كانت سعيدة جداً برؤية كردستان، عندما كانت تذهب إلى المدرسة في سن الطفولة، كانت كل كلمة كردية تستخدمها بمثابة أولى نشاطاتها المبكرة ضد هجمات العدو وسياسات الإبادة الجماعية، لقد أدركت حقيقة العدو في سن مبكرة جداً وناضلت ضد حقيقة العدو، واتخذت رفيقتنا هافين موقفاً ضد العدو وبدأ هذا الموقف ينمو يوماً بعد يوم، شهدت رفيقتنا هافين مجازر العدو بحق شعبنا في شبابها وكما ونمت مشاعر الغضب الشديد لديها على العدو، لقد فكرت رفيقتنا في تحويل هذا الغضب إلى نشاط من خلال الانضمام إلى صفوف الكريلا، وشاركت في البداية في أعمال وأنشطة الشبيبة الثورية، لقد تعلمت خلال الأنشطة حقيقة حزبنا حزب العمال الكردستاني (PKK) والقائد آبو بشكل أفضل، وفي الوقت ذاته كانت معجبة جداً بالعلاقات القوية في صفوف الرفاق بحزبنا، عبرت رفيقتنا هافين عن مشاعرها في المرحلة بهذه الكلمات، "عندما يتعرف المرء على الحزب ويرى أن حياة النظام لم تعد مرضية بالنسبة له فيهرب من تلك الحياة". اندلعت في عام 2015مقاومة الإدارة الذاتية في عدة أماكن من كردستان، وخلال هذه المقاومة استشهد الرفيق حاجي لقمان بيرليك وقام الفاشيون الأتراك القساة بالتمثيل بجنازته بوحشية، لقد أثرت هذه الواقعة بشكل كبير على رفيقتنا هافين وجعلتها تدخل في غمار البحث والتقصي، ورأت أنه من أجل أن تنتقم في شخص الرفيق حاجي لقمان بيرليك لكل الشهداء الحرية، عليها أن تزيد من وتيرة نضالها، لقد أدركت رفيقتنا هافين أن هذا ممكن أيضاً من خلال الانضمام إلى صفوف الكريلا، وفي عام 2015 توجهت من منطقة بستا إلى جبال كردستان الحرة وانضمت إلى صفوف مقاتلي الكريلا.
يجب أن يكون الانضمام مبنياً على خط النجاح والتضحية في النضال
رفيقتنا هافين، التي شاركت في أنشطة منطقة بستا لفترة، انتقلت بعد ذلك إلى منطقة حفتانين وتلقت تدريباتها العسكرية هناك، كما وتأقلمت رفيقتنا هافين على الفور مع الحياة الجبلية وحياة الكريلا من خلال التدريبات التي تلقتها، وفي بداية انضمامها كانت حياتها مشابهة لحياة الكريلا، ولهذا السبب انضمت إلى الحياة الفدائية بكل عزيمة وإصرار كبيرين وتبنت النضال على عاتقها، وقد قالت رفيقتنا هافين "يجب أن يكون الانضمام مبنياً على خط النجاح، وأن يتم الإدراك أن ذلك ممكن من خلال التضحية في النضال"، ولهذا السبب ومنذ بداية انضمامها إلى صفوف الكريلا، شاركت وعملت بلا كلل، لقد سعت رفيقتنا التي انضمت إلى حياة الكريلا والجبال الحرة أن تعرف سر الحرية أكثر، وعلى هذا الأساس تعمقت رفيقتنا هافين في بحثها، ومن خلال قراءة مرافعات القائد أوجلان، تعرفت على شخصيتها وحللتها بشكل أفضل وذلك من أجل تحرير نفسها من أدوار التقاليد الاجتماعية كامرأة، وحاولت رفيقتنا هافين التعمق في مفهوم حرية المرأة من خلال التدريبات الذي تلقتها، إن رفيقتنا هافين التي تعلمت وأدركت أن الحرية تتطلب مرحلة من الاجتهاد والكدح الشاق، خاضت هذه المرحلة بثقة وصبر وبهذا حاولت الوصول إلى أحد أكبر أهدافها، وهي هوية المرأة الحرة، كانت رفيقتنا تدرك هذه المرحلة الصعبة التي تحمل معها الكثير من العوائق وتتطلب فيها الكثير من التضحية ورغم ذلك اتخذت من الشخصية الريادية في هذا الطريق أساساً لها، رفيقتنا هافين التي اختارت السير على خط التضحية التي أسستها الشهيدة زيلان (زينب كناجي)، لقد انضمت إلى المسيرة المقدسة من أمثال سارا وبريتان وزيلان ودلال وليلى وآخين اللواتي سرنا على طريق الحق.
إن رفيقتنا هافين التي أرادت الرد على مرحلة إعلان الحرب العنيفة وهجمات العدو ضد شعبنا، لذلك تعمقت في المجال العسكري، رفيقتنا التي أصبحت مقاتلة محترفة في وحدات المرأة الحرة-ستار (YJA-Star) بفضل التدريبات العسكرية التي تلقتها، أصرت كثيراً على التوجه إلى المناطق التي تكون فيها الحروب ساخنة، رفيقتنا التي أرادت أن تلعب دورها كامرأة فدائية في هذه المرحلة التاريخية، لم تقبل أبداً أن تبقى في موقف سلبي، وكانت رفيقتنا تهدف إلى انتقاد نفسها على أي تقصير بدر منها في الحياة الرفاقية تجاه القائد، فقد انضمت بكامل قوتها وإرادتها لصفوف الكريلا والحياة الفدائية، وعلى هذا الأساس ومن أجل القتال ضد الجيش التركي المحتل ومن أجل إحياء ذكرى رفاقها الشهداء، توجهت إلى منطقة شهيد دليل غرب الزاب، رفيقتنا هافين التي شاركت في العديد من العمليات ضد العدو، لقنت العدو ضربات قوية بأدائها الناجحة في هذه العمليات، وكانت رفيقتنا هافين قدوة لجميع رفاقها بمشاركتها دون تردد في العمليات، كما وعملت جاهدة من أجل تطوير الفرق المتحركة ومن أجل تصعيد المقاومة في أنفاق الحرب، وأصبحت رفيقتنا هافين مناضلة ناجحة في حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) بفضل مشاركتها النشطة في كل لحظة من حياتها وشخصيتها التي بنيت بالحماس والعمل الجاد.
رفيقتنا هافين التي استشهدت مع رفيقنا دليل تولهلدان في هجوم العدو بتاريخ 4 كانون الأول عام 2023 انضمت إلى قوافل الشهداء، وأصبحت من أبرز الأمثلة على كريلاتية العصر ومن أبرز رموز الصداقة والصدق والشجاعة والحياة ذات المعنى، ونحن كرفاق لها نجدد عهدنا بأننا سنتوج الإرث النضالي لرفيقتنا هافين بالواجب والمسؤولية التي تستحقها.
لقد وجد الإجابات التي كان يبحث عنها في تاريخ كردستان
ولد رفيقنا دليل لعائلة وطنية في منطقة باتنوس في آكري، ونشأ وهو يتعلم ثقافة سرحد القديمة وأخلاقه الاجتماعية من عائلته، كان رفيقنا يشكك في البيئة التي عاش فيها عندما نشأ ولم يكتف بما قدمت له، ظن أنه يستطيع العثور على الإجابات التي كان يبحث عنها من خلال التعرف على تاريخها، و بدأ رفيقنا، الذي كان يدرك أن هذا غير ممكن في المدارس العامة التركية، في تعلم تاريخ شعبنا من مواد مختلفة ومن بيئته، وتعرف بشكل خاص على انتفاضة آكري، التي واصلت حلم كردستان الحرة من خلال تبني مقاومة كبيرة ولعبت دوراً مهماً في نقلها من جيل إلى جيل. أبطال هذه الانتفاضة، الذين تطوروا من أجل حرية شعبنا في الأراضي التي عاش فيها، أثروا بعمق في رفيقنا دليل، إن معرفة أن لديه مثل هذا الإرث التاريخي عزز ثقة الرفيق دليل بنفسه، وأدرك أنه كشاب كردي، يجب أن يحظى بحياة تليق بإرث المقاومة هذا، ولذلك زاد من تركيزه وبحثه عن ذلك، و تعرف على نضالنا بهذه الطريقة، وكان يؤمن من كل قلبه أن الأحلام التي لم تكتمل في انتفاضة آكري لشعب سرحد ستتحقق مع حزب العمال الكردستاني، لقد كانت ثورية حزب العمال الكردستاني المستمرة ونضال مقاتلي الحرية الفدائي قضية أخرى أثارت إعجاب رفيقنا دليل، إن الرفيق دليل، صاحب الوعي التاريخي العميق، لم ينسى ولو للحظة واحدة المجازر التي ارتكبها العدو بحق شعبنا، وفي الوقت ذاته، أدرك أن السياسات التي يواصلها اليوم هي استمرار لعقلية المجازر هذه، ولهذا السبب، رأى رفيقنا دليل، الذي رأى نفسه مسؤولاً أمام شعبنا، أنه لا يمكنه القيام بهذه المسؤوليات إلا من خلال الانضمام إلى صفوف الكريلا في حزب العمال الكردستاني، وعلى هذا الأساس توجه رفيقنا إلى جبال كردستان عام 2014 وانضم إلى صفوف الكريلا من منطقة تندورك.
انضم إلى الحرب دون تردد انتقاماً لشعبه
إن رفيقنا الذي استفاد جيداً من فرص الانضمام إلى صفوف الكريلا في شمال كردستان، استفاد من تجارب الحياة والحرب لرفاقه ذوي الخبرة، رفيقنا، الذي شهد أول تدريب له في الكريلاتية بناءً على خبرة ومعرفة رفاقه، انضم إلى الحياة بحماس كبير، لقد تصرف بمسؤولية كبيرة، حيث رأى نفسه مسؤولاً عن كل لحظة ومجال من مجالات الحياة، رفيقنا دليل، الذي أعجب بعلاقات الرفاقية بين الكريلا الذين قاتل معهم في منطقة سرحد، حاول دائماً أن يكون له موقف ومشاركة تعادل هذه الرفاقية، وبعد فترة تدريب قصيرة في سرحد، انتقل رفيقنا دليل إلى مناطق الدفاع المشروع وواصل تدريبه هناك، وبعد أن شارك في العمل في منطقة متينا لفترة من أجل وضع تدريباته موضع التنفيذ واكتساب الخبرة، انتقل لاحقاً إلى منطقة شنكال بعد أن هاجمت مرتزقة داعش شعبنا الإيزيدي، إن رفيقنا الذي شهد بنفسه المجازر التي تعرض لها شعبنا هنا، انضم إلى الحرب دون تردد للانتقام من شعبنا، رفيقنا الذي ساهم في تحرير شنكال، لم يعتبر حتى الخبرة العسكرية التي اكتسبها خلال هذه العملية كافية، ولأنه أدرك أن هناك دائماً خطر الإبادة الجماعية ضد شعبنا؛ رأى أن القضاء على هذا التهديد يتطلب توسيع النضال.
ولهذا الغرض، عاد رفيقنا إلى جبال كردستان وتدرب على كريلاتية العصر الحديث من أجل المشاركة بشكل أكثر فعالية في حرب الحرية، ومن خلال التدريب الذي تلقاه، تمكن من أن يصبح خبيراً ومحترفاً في الكريلاتية، ومع ذلك، فإن رفيقنا، الذي كان يدرك أن تحقيق النجاح في الحياة بالشجاعة والفدائية والحب الكبير سيكون ممكناً من خلال خلق روح الفدائية، كان يعتقد أن النصر النهائي سيكون ممكناً مع النضال الآبوجي بروح الفدائية هذه، إن إصرار العدو على هجمات الإبادة الجماعية ضد شعبنا واستمرار العزلة والأسر المشدد ضد قائدنا كان الأسباب الرئيسية التي دفعت الرفيق دليل إلى مواصلة نضاله على خط الفدائية، رفيقنا الذي كان يعتقد أنه لا يمكنه الوصول إلى جوهر حزب العمال الكردستاني إلا من خلال هذا الأسلوب في المشاركة، حدد هدفه الأكبر بأن يكون خليفة لرفيقتنا الشهيدة زيلان (زينب كناجي)، لقد قام الرفيق دليل بجميع الواجبات والمسؤوليات التي تولاها في الممارسة الفدائية بنجاح وإخلاص كبيرين، وذلك بفضل التركيز العميق الذي عاشه، إن الرفيق دليل، الذي كان يعلم أن واجباته النضالية الآبوجية مستمرة وتهدف إلى حرية الإنسانية جمعاء، وخاصة شعبنا، كان في حالة تطور مستمر للقيام بهذه الواجبات، لقد أعرب رفيقنا بقوله؛ "حلمي الوحيد هو الحرية الجسدية للقائد آبو، سأفعل كل ما بوسعي من أجل هذا، لقد تم تطوير الخط الفدائي بجهود القائد، ولذلك فإن تطوير خط الرفيقة زيلان هو في أيدينا"، عن عمقه، ومن أجل تحقيق حلمه، أخذ مكانه بنشاط في صفوف الكريلا وقاتل.
لقد اعتبر القتال في قلاع المقاومة فرصة
لقد لعب رفيقنا دليل، الذي حارب بإخلاص ضد هجمات العدو في منطقة الشهيد دليل غرب زاب، حيث كانت هجمات العدو على أشدها، دوراً مهماً في تطوير المقاومة، مع إدراكه أنه لا يمكن خلقها إلا من خلال فلسفة القيادة، لقد خلق القوة في مواجهة الضعف والفشل، رفيقنا الذي اعتبرها فرصة للنضال بفدائية في قمم منطقة الشهيد دليل غرب زاب، والتي تحولت اليوم إلى معقل للمقاومة، تمكن من أن يصبح فدائياً آبوجياً أوفى بمسؤولياته الثورية في تلك الفترة من خلال بذل كامل جهده.
رفيقنا دليل، الذي أدى كل واجباته في صفوف النضال بنجاح، كان يخوض حرباً ضد العدو بروح الفدائية الآبوجية، رفيقنا دليل، الذي اندمج مع واقع الشهداء، كان له موقف حازم حتى استشهاده، ولم يسمح للغزاة ولو بشبر واحد من أراضي كردستان، نعهد بأننا سنكون أتباعاً وحافظين للأهداف والأحلام التي سلمها لنا رفيقنا دليل، الذي تمكن من الحصول على مكان في قلوب كل رفيق برفقته الشجاعة والمتواضعة والبسيطة.