وحدات حماية الشعب تكشف سجل المقاتل أصلان قامشلو

كشفت وحدات حماية الشعب سجل المقاتل أصلان قامشلو الذي ناضل بروحٍ فدائية وبشجاعة عظيمة على مدى 35 عاماً، وعاهدت في شخص الرفيق أصلان بحماية التراث الثوري الذي تركه شهداؤنا والانتقام لهم.

نشر المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب بياناً بخصوص استشهاد المقاتل أصلان الذي بذل جهداً عظيماً في هذه الثورة ولم يتوقف لحظة واحدة وواصل مسيرته الثورية بكل حماس. وجاء في نصه:

"إلى الإعلام والرأي العام

لعبت ثورة روج آفا دوراً ريادياً في بناء حياة مشتركة لشعوب المنطقة على أساس مشروع الأمة الديمقراطية، وذلك بالتزامن مع انطلاقة موجات الربيع العربي في الشرق الأوسط عام 2011. حيث انتصرت فيها آمال الشعوب التواقة للديمقراطية أمام الفوضى والأفكار الرجعية ومخططات قوى الاحتلال، وتحولت المنطقة بأثرها إلى ميدان للثورة تلقي بتأثيرها على العالم أجمع. لقد أصبحت ثورة روج آفا أيقونة ومحط اهتمام العالم كله، وذلك بعد المقاومة التاريخية في مدينة كوباني عام 2014 ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي، حيث بهذه المقاومة تحولت ثورة روج آفا إلى ثورة تحتضن معها شعوب العالم قاطبة.

في السنوات الـ 12 الماضية، أصبح شمال وشرق سوريا نموذجاً للحياة التشاركية بالنسبة للمجتمعات العربية، الكردية، السريانية، الأرمنية والتركمانية. حيث مشروع الأمة الديمقراطية الذي تم ترسيخه بمشاركة شعوب المنطقة، أصبحت هدفاً لجميع القوى الرجعية في المنطقة، وخاصة دولة الاحتلال التركي. فأبناء شمال وشرق سوريا بمقاومتهم الفريدة من نوعها أحبطوا جميع مخططات المحتلين، لهذا كانوا هدفاً لكافة التنظيمات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم داعش الإرهابي. في حين تستمر هجمات الاحتلال يوماً بعد يوم على مناطق شمال وشرق سوريا التي أصبحت ساحة للثورة ولحياة تشاركية لشعوب المنطقة. حيث تهدف هجمات دولة الاحتلال التركي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وخلق الفوضى، وتستهدف هذه الهجمات طليعي الشعب والمدنيين والمقاتلين وقيادات قوات الدفاع، في حين يستخدم العدو الجواسيس والخونة في الكثير من هجماته. ففي إحدى هجمات دولة الاحتلال التركي في 17 أيلول/سبتمبر الجاري، حيث استخدم العدو في هذا الهجوم شبكات التجسس واستهدفوا على أثرها قيادات الثورة. ونتيجة لهذا الهجوم الغادر عبر طائرة مسيرة، ارتقى رفيقنا القيادي في وحدات حماية الشعب أصلان قامشلو إلى مرتبة الشهادة.

ولد الرفيق أصلان عام 1974 في قرية هشتي التابعة لناحية جلي في جولميرك. على الرغم من كل السياسات الإبادة للدولة التركية الفاشية، إلا أن المنطقة التي ترعرع فيها رفيقنا أصلان وقرية هشتي حافظت على طابعها الكردايتي وبالمشاعر الوطنية. مع بداية انطلاقة حركة حرية كردستان، أصبحت هذه المنطقة واحدة من الأماكن التي قدمت الدعم الأكبر للنضال من أجل الحرية. شعب جولميرك، الذي لم يستسلم أبداً لجميع سياسات التصفية والإبادة التي يمارسها العدو، حيث من خلال انضمام بناتها وأبنائها إلى النضال، وجهت المنطقة ضربة كبرى للعدو. فالروح والوعي الشعبي لهذه المنطقة قد برهن حقيقة أن حقبة جديدة قد بدأت بالنسبة للشعب الكردي، وبالتالي لن يكون هناك مجال لرجوع إلى الخلف أبداً. لقد بدأت تقاليد من التنوير والمقاومة لدى المجتمع الكردي، ليبدأ عصر جديد للنضال من أجل الحرية ضد سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية، ولتصبح مقاومة حركة الحرية قوةً لا يستهان بها وتؤثر على المنطقة بأكملها.

رفيقنا أصلان، الذي نشأ ضمن بيئة تفيض بالمشاعر الوطنية العميقة، تعرف على النضال من أجل الحرية خلال هذه الفترة التي أثرت فيها حركة الحرية على الأجزاء الأربعة من كردستان بشكل خاص والمنطقة عموماً. حيث جمع رفيقنا أصلان بين جوهر الكردايتية وحقيقة النضال التنظيمي في شخصيته، حتى أصبح مقاتلاً نشطاً وقيادياً للكريلا في وقت قصير. فناضل لسنوات عدة من أجل الحرية في العديد من مناطق كردستان، وخاصة في مناطق بوتان، زاغروس، بهدينان وقنديل. ولأنه كان يتمتع بوعي أيديولوجي كبير داخل حركة حرية كردستان، استطاع في نضاله الثوري أن يكتسب طابعاً كونياً، وشارك بنشاط في كل الساحات التي كانت بحاجة إلى تصعيد النضال. وعلى أساس سنوات عدة من النضال والمقاومة استطاع أيضاً الإلمام بالكثير من المعارف والخبرات، وبذلك أصبح معروفاً بين رفاقه بعمله الجاد وروحه القتالية.

الرفيق أصلان، الذي حارب لسنوات عدة في مناطق مختلفة من كردستان، توجه إلى روج آفا في عام 2013 بعد تزايد هجمات المرتزقة على الثورة. ولقد لعب دوراً طليعياً وفعالاً من خلال خبراته الثورية والقتالية في الدفاع عن الثورة وتطويرها. وبالأخص انضمامه لصد هجمات مرتزقة داعش والدولة التركية المحتلة على روج آفا. وشارك في مقاومة كوباني التي دونت كأسطورة في تاريخ البشرية والتي شهدتها أعين العالم أجمع، حيث كان مشاركاً بشكل مباشر في كافة الحملات التي انطلقت لدحر تنظيم داعش الإرهابي في شمال وشرق سوريا. وكان من الرفاق القياديين الذين قاموا بالتنسيق والإشراف على جميع حملات التحرير في مناطق الفرات والجزيرة التي دارت فيها الحرب. فمن خلال مشاركته في الحملات الهادفة لتحرير مدن الرقة، الطبقة، منبج، ديرالزور وباغوز من تنظيم داعش، أصبح من الرفاق الذين أظهروا إرادة النضال والروح القتالية التي تنبع من تقاليد المقاومة لحركة حرية كردستان والروح الأوجلانية. فهذه المقاومة وجهت ضربة كبيرة لمرتزقة داعش وعلى أثرها تم تحرير المناطق التي كانت ترزح تحت إرهاب واحتلال المرتزقة.

في الفعاليات المجتمعية، بذل رفيقنا أصلان مرةً أخرى جهداً كبيراً في كل عمل وقع على عاتقه في عملية بناء الثورة وأيضاً في تدريب المجتمع وتنظيمه. وبشخصيته الاجتماعية والشعبية، ترك أثراً كبيراً لدى كل من عرفه في كافة المجالات التي ناضل فيها، وبذلك تمكن من الحفاظ على حيوية الروح الثورية أينما كان.

كان رفيقنا أصلان معروفاً بشخصيته المتواضعة في كل مجال كان يناضل فيه. وفي كل لحظة من نضاله الثوري الذي دام ما يقارب 35 عاماً، شارك بلا انقطاع وبشجاعة وتضحية عظيمتين في كل لحظة من الحرب. لقد جعلته شخصيته الوطنية دائماً قريباً من الشعب ومخلصاً له. في حين حافظ دائماً على شخصيته الاجتماعية النقية والبسيطة وعمل من أجل حرية شعبنا.

الرفيق أصلان، كمقاتل وقيادي وطليعي لشعبه، عمل مع كل رفاقه وترك أثراً كبيراً في المجتمع أينما كان. شارك في تدريب وتأهيل الآلاف من المقاتلين والأشخاص في كافة المجالات. واستطاع أن يصبح أحد الرفاق الذين ساهموا وبذلوا جهداً كبيراً في تطوير ثورتنا. وحتى في أصعب الأوقات، لم يتوقف لحظة واحدة وواصل مسيرته الثورية بكل حماس. ومع تعمقه في الفكر الأوجلاني، وامتلاكه لشخصية ثورية وفقاً لروح العصر، أصبح أحد الرفاق الذين قدموا عملاً عظيماً في تطوير ثورتنا حتى نقش اسمه في تاريخها.

نحن كرفاقه المناضلين نتقدم بأحر التعازي لكافة أبناء شعبنا الوطني وخاصةً عائلته الكريمة باستشهاد رفيق دربنا أصلان. ونعاهدكم في شخص الرفيق أصلان بحماية التراث الثوري الذي تركه شهداؤنا والانتقام لهم.

 

سجل رفيقنا الشهيد على النحو التالي:

الاسم الحركي: أصلان قامشلو

الاسم والنسبة: موزليف تاشكن

اسم الأم: هيزيم

اسم الأب: أسماعيل

تاريخ ومكان الاستشهاد: قامشلو 17 أيلول 2023"