تجمّع الآلاف من أهالي مدينة الحسكة وقراها أمام مجلس عوائل الشهداء لتسلم جثامين 23 مقاتلاً ممن استشهدوا أثناء تصديهم لهجوم خلايا مرتزقة داعش على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة شمال وشرق سوريا.
وانطلقوا موكب مهيب من السيارات والحافلات التي زُينت بصور الشهداء وأعلام قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحماية الذاتية باتجاه قرية الداودية، وهناك حملت النعوش على الأكتاف وساروا بهم إلى مزار الشهداء "الشهيد دجوار"، وسط ترديدهم شعارات تحيي مقاومة الحسكة.
والشهداء هم "مهند حسن سليمان، عدنان عودة العبيد، محمد محمد العبد، أحمد هويدي الطويل، خليل محمد شيخو، شكري وادي الدومان، عبد الرؤوف عيد السليم، علي حسين العلي، أحمد جاسم العلي، عماد الصالح، رشاد أحمد يونس، فيصل عبد الرحمن، عدنان عباس خليف، عكيد محمد خليل، أحمد غازي ناصر، أحمد صالح سليمان، محمد فراس الدخيل، سامي إبراهيم يوسف، عبد الله خليل العفين، خالد عليوي، زهر الدين حسن عبدو، جمعة شيخو البايرام، أحمد عايد الصالح".
وبدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء بالتزامن مع عرض عسكري قدمه مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية المرأة، تلاه تحدث الرئيس المشترك لمجلس الحسكة العسكري إدريس سلمو، قال فيها "قواتنا اأبدت مقاومة بطولية ضد مرتزقة داعش اعداء الانسانية، وكسرت الهجوم الذي شن على المنطقة".
وأضاف "وبعد هزيمة مرتزقة داعش، وانكسار الهجوم، وقف اردوغان حائرا، فلجأ لاستخدام الطائرات والمدافع والدبابات في استهداف المنطقة مجددا، لأضعاف قواتنا، ومحاربة الإدارة".
وبين سلمو أن قواتهم تستمد قوتها من تكاتف مكونات المنطقة، وسيقفون في وجه كل استهداف ستتعرض له مناطقهم، وسيقاومون بكل قوة.
وتحدث كذلك الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد حامد المهباش، قال في مستهلها "شهداؤنا شهداء حملة البطولة والفداء، الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل أمن وأمان مناطقنا والإنسانية جمعاء".
وبيّن المهباش "لقد أيقن أعداء الإدارة الذاتية أن هناك أبطال وبواسل لا يخشون الموت ويقدمون أرواحهم رخيصة، في سبيل أن تحيا شعوب شمال وشرق سوريا بعزة وكرامة".
وفي هذا الصدد قال المهباش "نودع شهداءنا الأبطال، والألم والحزن يعتصران قلوبنا، ولكن في الوقت نفسه نفتخر بهم، ونتعلم منهم الشجاعة والبطولة؛ لأنهم استطاعوا أن يفشلوا هذه المحاولة الرخيصة من قبل الاستخبارات التركية والمتعاونين معها التي تآمرت على شعوب شمال وشرق سوريا".
من جانبها، قالت عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، فوزة يوسف "نودع 121 شهيداً، ضحوا بأرواحهم في سبيل أن تعيش شعوب شمال وشرق سوريا بحرية وكرامة".
وبيّنت فوزة يوسف أن الشهداء استطاعوا ببطولاتهم وشجاعتهم أغلقوا الطريق أمام أعداء الإنسانية، الذين أردوا كسر إرادة شعوبنا، لإعادة إحياء مرتزقة داعش إلى المنطقة.
وأكدت فوزة يوسف في نهاية حديثها "أن قوات سوريا الديمقراطية، وقوات الحماية الذاتية بالتعاون والتنسيق مع شعب الحسكة، بالإضافة إلى جميع القوى الأخرى، استطاعوا إفشال هذه المؤامرة والكارثة التي كانت ستحل على الشعوب".
وبعدها، قرأت وثائق الشهداء من قبل عضوة مجلس عوائل الشهداء في الحسكة روجدا أحمد، وسلمت إلى ذويهم، لتوارى جثامينهم الثرى، وسط زغاريد الأمهات، والتفاف المشيعين حول ذوي الشهداء.