في بيان صادر عن القيادة العامة لوحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، أكدت الوحدة التزامها بالانتقام لدماء شهداء شهر آب، متعهدة بمواصلة النضال حتى تحقيق أهدافهم في العيش بحرية في وطن حر تحت راية قائد حر.
وفي البيان، الذي صدر في 15 آب 2024، وجهت وحدات مقاومة شنكال تحية خاصة لرفاقهم الذين استشهدوا في شهر آب، مشيرة إلى أن هذا الشهر يحمل أهمية خاصة في تاريخ الشعب الكردي وحركته، حيث شهد العديد من الأحداث المأساوية والمجازر الجماعية، لكنه أيضاً يمثل شهر النضال وكسر حاجز الخوف مع انطلاق قفزة الـ 15 من آب.
وجاء في نص البيان:
"في شخص الرفاق مام زكي، سعيد، عيسى، ديندار، سيبان، ماهر، حجي، جيلان، أماركي وعكيد، نستذكر جميع شهداء شهر آب، ونجدد لهم الوعد والعهد".
إن لشهر آب مكانة خاصة في تاريخنا كشعب وحركة، وله معنى وقيمة عظيمتان. هذا الشهر، هو شهرٌ له وجهان في تاريخنا؛ فمن جهة فهو يمثل شهر المجازر الجماعية، التراجيديا، الأحزان والتهجير، ومن جهة ثانية فهو شهر النضال، الفدائية، كسر حاجز الخوف وتنمية روح المقاومة مع انطلاق قفزة الـ 15 من آب. إن معرفة معنى ووعي شهر آب بالنسبة لنا ولشعبنا، يعني معرفة أنفسنا ومعرفة تاريخنا والتحرك وفقاً لروح ومتطلبات المرحلة والعصر.
إن هذا الشهر، شَهِد العديد من الأحداث والتراجيديات المؤلمة، مثل فرمان الـ 3 من آب، تفجير 14 آب في قريتي تل عزير وسيبا، مجزرة كوجو في 15 آب، تفجير سنوني في 29 آب، هجوم الطائرات الحربية على مشفى سكينية المدني في 17 آب. وأيضاً استشهاد مام زكي في 15 آب، واستشهاد الرفيق سعيد في 16 آب، وارتقاء المئات من الرفاق الآخرين إلى مرتبة الشهادة في شهر آب، إضافة إلى العشرات من الأحداث المشابهة التي لا تزال مترسخة في وعي وذاكرة مجتمعنا.
وكذلك قفزة الـ 15 من آب، والتي تعتبر بالنسبة لشعبنا كعيدٍ ويومٍ للانبعاث؛ هذا اليوم يعني رسالة وجود شعب، يوم صرخة الحرية والمقاومة بوجه فاشية الدولة التركية والأعداء، وهو أيضاً اليوم الذي عرف فيه شعبنا نفسه وهو يوم إعلاء راية النضال.
من المعروف أن العدو أراد إبقاء عيد الانبعاث تحت ظل فرمان الـ 3 من آب وتفجير تل عزير وسيبا ومجزرة كوجو واستهداف مام زكي والرفيق سعيد وعشرات الرفاق الآخرين، والقضاء على هذه الروح وإفناءها. ولكن على العكس من ذلك، أصبحت هذه الروح مصدر المعنويات، الحافز، النضال، التنظيم الذاتي وجعلت شعبنا ومجتمعنا صاحب إرادة.
في الأساس، إن المصدر الرئيسي لهذه الهجمات والمجازر التي استهدفت رفاقنا، شعبنا، وكذلك الأقليات وسكان المنطقة، هي عقلية الإخوان – السلفية – الأتراك – العثمانية الغازية والفاشية، وفي نفس الوقت خط العمالة وعدو الأجداد.
ومن المعروف أنه في الـ 15 من آب عام 2018، وفي سنوية ذكرى مجزرة كوجو، وقع هجوم آخر من قبل المسؤولين عن فرمان وإبادة كوجو. في هذا الهجوم الغادر استشهد عضو منسقية المجتمع الإيزيدي، مام زكي شنكالي. تم شن هذا الهجوم الغادر في الساعة الرابعة مساءً أثناء عودة مام زكي من مراسم إحياء ذكرى ضحايا مذبحة كوجو، وبذلك أُعيد إحياء قصة خيانة كوجو مرة أخرى. لقد كشفت مجزرة كوجو التي وقعت في الـ 15 من آب، مرة أخرى عن ذهنية عِداء وظلم الدولة التركية الفاشية ومرتزقة داعش التابعين لها.
إن الهجوم الذي حصل في شخص صاحب الفضل في بناء مؤسساتنا، قائد نضالنا، وسند اتفاقنا، مام زكي، هو ذهنية تاريخية، وانتقام تاريخي من إيزيدخان، وشعبنا المضطهد، والمجتمع الحر. إن الهجوم على مام زكي كان خطة ورغبة في إتمام الفرمان. لقد وقف مام زكي بوجه الفرمان، وأراد عبر العلم والتنظيم بناء وحدة شعبنا، ووضع كل وجوده وكيانه في خدمة هذا الهدف، ولهذا تم استهدافه. مام زكي كان صاحب تاريخ ثوري ونضالي يمتد لـ 40 عاماً، وعندما يقول المرء مام زكي، فالكل يتذكر 40 عاماً من الكدح، النضال، الفدائية، والتضحية من أجل الاتفاق والاتحاد.
وكذلك، تم استهداف قائدنا الكبير والعظيم الرفيق سعيد، وابن أخيه الرفيق عيسى بمؤامرة غادرة من قبل الدولة التركية الفاشية في 16 آب 2021. لقد أدى الرفيق سعيد، إلى جانب بقية رفاقه في قضية الحرية، دوراً رئيسياً في تأسيس وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) وكذلك في إدارة حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي (PADÊ)، وأيضاً في بناء المؤسسات، الكومينات، ومجالس الإدارة الذاتية. وفي مجال العمل السياسي، كان يتخذ من النجاح أساساً له دوماً، لأنه كان يعلم أنه عندما تتم السياسة بشكل صحيح، فأنه يمكن تحقيق خطوات كبيرة ناجحة. كان يتمتع بآفاق واسعة في المجالين العسكري والسياسي. إن آرائه وتوجهاته لم تكن فقط لأهالي شنكال بل لجميع الناس الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية اليوم. وعمل من أجل تطوير الأمة الديمقراطية وبناء حياة آمنة ومستقبل حر، من خلال التعريف بأيديولوجية القائد وحقيقة الشهداء. ولحظة بلحظة، كان يتعمق في أيديولوجية القائد عبد الله أوجلان، ويقوم بتعريفها للآخرين. ابن شقيقه ورفيقه في العمل والنضال الرفيق عيسى كان صاحب كدح كبير أيضاً، كان شخصاً موفقاً دائماً في أداء واجباته ومسؤولياته وفي كل الأوقات، وعُرف على الدوام بشخصيته المتواضعة والمحترمة.
وبالمثل، كان رفاقنا ديندار، سيبان، حجي، قيران، بير خضر، أماركي، وسرحد، معروفين بوقفتهم، ارتباطهم، عملهم الجاد وتضحياتهم. لقد تعمقوا في فكر وفلسفة القائد وأصبحوا قادة لمجتمعنا. كان لهم دور كبير في الحرب ضد داعش. فقد حولوا أجسادهم إلى دروع من أجل حماية الإيزيديين وجميع شعوب المنطقة دون أي تفرقة أو تمييز وناضلوا بروح فدائية. ولذلك فأن استهدافهم من قبل الدولة التركية الفاشية يعني الانتقام لداعش. هؤلاء الرفاق الكرد والعرب والإيزيديين، قاتلوا دون تمييز من أجل شعوب المنطقة ضد داعش وانتصروا. واليوم، يحاول البعض إفراغ هذا النجاح من معناه من خلال خلق الصراعات والاستفزازات بين الشعوب ووضع الأسس لظهور القوى الرجعية والمرتزقة. لذا على شعبنا أن يكون يقظاً، وألا يتحرك عاطفياً وأن لا يسمح لهؤلاء الأشخاص والجهات. يمكننا جميعاً أن نحمي أنفسنا وأن نعبّر عن ذاتنا تحت مظلة الأمة الديمقراطية.
نحن كقوات، وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ووحدات المرأة في شنكال (YJŞ) سننتقم وسنحاسب العدو، الاحتلال، خط العمالة المتعاون معه، وعدو الأجداد، على كل ما جرى في شهر آب، بما فيها استشهاد مام زكي، الرفيق سعيد، مجزرة كوجو، تفجير سيبا وتل عزيز …إلخ. لقد أثبتنا خلال 10 سنوات من النضال والمقاومة أن كل قطرة من دماء الشهداء تجعلنا أكبر وتدفعنا لخطو الخطوات إلى الأمام. كل قطرة من دم شهيد ستكون ركيزة لوحدة شعبنا وتعاظم وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة في شنكال. وعلى هذا الأساس وفي شخص شهداء شهر آب، فأننا نستذكر جميع شهدائنا في النضال من أجل الحرية، باحترام وتقدير وامتنان. ونجدد العهد والوعد الذي قطعناه لهم بتحقيق أحلامهم وأهدافهم في العيش بوطن حر مع قائد حر".