سما ماهر ونضالها ضد عدو الإنسانية

الشهيدة سما ماهر التي قاتلت بلا هوادة ضد هجمات العدو من أجل حرية كردستان، قامت في الوقت ذاته بعمل إعلامي وأصبحت ممثلة لصوت رفاقها.

ولدت سما ماهر (سما تاش) عام 1986 في قرية فارتينيس في منطقة كوركوت التابعة لموش في كنف عائلة كردية وطنية ومخلصة.

في عام 1993، انضم العديد من أفراد عائلة سما ماهر إلى حركة حرية كردستان، كما انضم شقيقها محمد ذاكر تاش إلى صفوف النضال عام 1997، لذلك؛ وبسبب هذه الانضمامات، سرعان ما تعرفت سما ماهر على الحزب، وأرادت أن تكون مقاتلة منذ ذلك الوقت.

 أصبحت عائلة سما هدفاً للدولة التركية الفاشية، حيث أُجبرت العائلة على مغادرة أراضيها والانتقال إلى اسطنبول بسبب هجمات العدو، تهجيرها القسري من أرضها زاد من غضب سما تجاه العدو، وأنهت سما ماهر تعليمها في اسطنبول وأصبحت مدرّسة، وبعد استشهاد شقيقها في كلارش عام 2007، حملت سما سلاحه وقررت تحقيق هدف طفولتها وحمل بندقية الشهيد ماهر.

لكنها أُجبرت على تأجيل هدفها لفترة لأن والدها توفي وعائلتها كانت تعاني من صعوبات مادية، حيث عملت في وظائف مختلفة وظلت تقف على قدميها لتكون امرأة مستقلة وفي نفس الوقت تساهم في دخل أسرتها. قالت سما: "إن أكبر دعم أقدمه لعائلتي وبلدي هو الانضمام إلى صفوف النضال"، لذلك توجهت عام 2013 إلى الجبال بحماس كبير. ولأن اسم أحد الكوادر القيادية في حزب العمال الكردستاني كان سما يوجا، لم تغير اسمها في صفوف الكريلا، وجعلت اسم أخيها ماهر كنية لها، انضمت سما ماهر إلى التدريب الأساسي في كارى وتقدمت في حياة الكريلاتية بفضل قوة نموذج القائد أوجلان في فترة قصيرة.

شاركت سما ماهر في كل لحظة في النضال، وتعلمت الكثير عن حياة وحرب مقاتلي الكريلا في فترة قصيرة من الزمن، وارتقت بصفتها مقاتلة في وحدات المرأة الحرة - ستار إلى مهمة القيادة، قاتلت سما ماهر مع إدراكها لأهمية مهمتها ناضلت بروح فدائية من أجل حرية كردستان، ولكي تصبح مناضلة رائدة تستحق جهد المشرف الذي بذله القائد اوجلان؛ عملت ليلاً ونهاراً و من كل قلبها وروحها، واستطاعت أن تطور من نفسها كل مرة في المجال العسكري، الإيديولوجي، الحياتي، الفلسفي والسياسي.

 قاتلت في الصفوف الأولى مع رفاقها

أكملت سما ماهر تدريبها العسكري والأيديولوجي، ودخلت مجال الصحافة وأصبحت ممثلة لصوت رفاقها في المركز الإعلامي لوحدات المرأة الحرة – ستار لمدة عامين، حاربت أعداء الإنسانية بسلاحها وكاميرتها بإرادة وتصميم كبيرين، واستخدمت كاميرتها لتعرّف العالم أجمع على ما قدمه شهداء كردستان. لم تكن كاميرتها فقط تطلع العالم على جمالية حياة الكريلا، وإنما أيضا أطلعت العالم على الاحتفالات بتضحيات الكريلا المباركة ضد الاحتلال. في عام 2015، عندما تم تنفيذ هجمات الإبادة ضد مقاتلي الحرية، توجهت بشجاعة كبيرة إلى الصفوف الأمامية للقتال مع رفاقها. وفي عامي 2015-2016، قامت بعدة أعمال صحفية في ساحات جيلو، وبذلت جهداً كبيراً في تسجيل العمليات الفعالة ومشاركتها مع الرأي العام.

ولاؤها للقائد وحقيقة الشهداء؛ واستشهاد العديد من رفاقها جعلت سما ماهر تقيّم أسلوبها في النضال، اعتقدت سما ماهر أنها يجب أن تستمر في كفاحها بطريقة أكثر تأثيراً، ثراء، وفعالية وانضمت إلى تدريبات نوعية، وبصفتها مقاتلة خبيرة تلقت تدريباتها؛ حيث ذهبت إلى زاغروس، وعملت هناك سابقاً كصحفية، وشاركت في العديد من العمليات النوعية حيث تم توجيه ضربات ثقيلة للعدو.

واستشهدت سما ماهر في أيلول عام 2017 في هجوم غادر على منطقة جيلو.