صرح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني، مراد قره يلان، أن الشباب الكرد قاتلوا ببسالة ضد هجمات داعش على شمال وشرق سوريا، مضيفًا أن " اطروحة الأمة الديمقراطية للقائد أوجلان حققت الوحدة بين الكرد والعرب والآشوريون والتركمان والأرمن في شمال شرق سوريا، وأساس ذلك هو النموذج الأيديولوجي الفلسفي للقائد عبد الله اوجلان واطروحة الأمة الديمقراطية، الذي جعل العرب والآشوريين السوريين وغيرهم من الشعوب ينتفضوا ضد داعش هو القائد أوجلان".
لماذا هاجموا الكرد...؟ لم يهاجموا كوباني فحسب، وإنما هاجموا شنكال وهولير وكركوك ومخمور ايضاً...؟
بالطبع يتم إبادة الشعب الكردي، والذي يعاني منذ سنوات بسبب ظلم وقهر دول المنطقة، لماذا لم يستهدفوا الدول بعد أن سيطروا على الموصل والرقة ولكنهم الشعب الكردي...؟ هذا مخطط، وبالتأكيد للدولة التركية دور واضح فيه، يمكن أنهم ارتكبوا أكبر خطأ في حياتهم، لو أنهم كانوا يعلمون بأن حزب العمال الكردستاني يتمتع بروح المقاومة والتضحية إلى هذا الحد وأن مقاتلوه مستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل أرضهم ووطنهم بكل سهولة ومتمسكون بقضيتهم الى هذه الدرجة، ولا يستطيعون التغلب عليهم بسهولة لكان من الممكن ألا يدخلوا في الحرب ضد الشعب الكردي، ولكنهم استهدفوا كردستاني واصطدموا بصخرة فولاذية ولذلك انهزموا، وقد قلنا في بداية مقاومة كوباني بأن هذه الحرب ستكون بداية هزيمة داعش الإرهابي، بعد أن تم تنظيف ريف كوباني، قمنا بسحب مقاتلينا من هناك، لأننا قدمنا الكثير من الشهداء في مقاومة كوباني.
بالرغم من أنكم قدمتم كل هذه التضحيات، لازال البعض يناقش علاقاتكم مع روج آفا، بعض الكرد يقولون فلتقطع روج آفا علاقاتهم معهم أي مع حزب العمال الكردستاني، ماذا تقولون بهذا الشأن، وما هو وضع وجودكم في الأماكن التي حاربتم فيها داعش...؟
بالطبع يقول البعض إن حزب العمال الكردستاني موجود في روج آفا ويجب أن يخرج منها، وليقطع قوات روج آفا علاقاته مع حزب العمال الكردستاني، العديد من هؤلاء لم يضحي بقيد أنملة دفاعاً عن روج آفا، الكثير منهم يتكلمون عبثاً، في تلك الأيام التي كان الجميع يفر من داعش، من الذي واجه بصدره رصاصات داعش وهزمها، يحاولون التستر على هذا، هذا الانتصار في كوباني وشنكال ومخمور وكركوك تحقق بفضل التضحيات، لقد قدمنا 500 شهيد في الحرب ضد داعش في جنوب كردستان وحدها، كان البعض يقول" إنهم لن ينسحبوا، في أي منطقة دخلها حزب العمال الكردستاني فإنه لا ينسحب منها"، كان هؤلاء يثيرون الفتنة، وبعد أن اصبح الوضع طبيعياً وتم اضعاف داعش وأنه لم يعد قادراً على تنفيذ الهجمات، انسحبت قواتنا من محيط دهوك وبعدها من لالش.
هل انسحبتم من المناطق الأخرى ايضاً...؟
نعم، حينما لم يعد هناك حاجة، قللنا قواتنا في كركوك وبعدها انسحبنا من شنكال، في البداية بقي بعض الرفاق في شنكال من أجل الاستشارة، بالطبع، لو وجد قوة مقاومة
كانت هناك قوة مقاومة نظمها الرفاق من الشباب الإيزيدي خلال الحرب، لأنه في شنكال، شكل الشباب الذين كانوا يقاتلون مع رفاقهم في شنكال وحدات مقاومة شنكال، الشهيد برخدان، الشهيد دجوار، الشهيد زردشت، الشهيد سعيد، كانوا يقاتلون مع رفاقنا منذ البداية، وكانوا رفاقنا من الشعب الايزيدي، لم يكونوا أعضاء في حزب العمال الكردستاني، لكن على أساس فلسفة القائد أوجلان أصبحوا أصحاب قوة وإرادة، نظموا أنفسهم من لا شيء خلال المقاومة، في الواقع هذا بناء حقيقي ومقدس.
ولكن وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG û YPJ) ...؟
كان وضع وحدات حماية الشعب مختلفاً، كانت قد تأسست ونُظِمَت من قبل، بعض الرفاق الذين كانوا بيننا وقاتلوا معنا، حين بدأت ثورة روج آفا ذهبوا وانضموا الى صفوفها وقادوها، ولكن كان عددهم قليل جداً، مجموعة صغيرة، بالأساس الشباب الكرد في المجتمع وأشخاص مستقلين اسسوا تنظيمهم وظهرت لديهم ميول بوجوب دفاع الشعب عن نفسه بنفسه، لأنه كان معرضاً للهجوم وكان ينبغي له حماية نفسه والدفاع عنه، تأسست وحدات حماية الشعب على هذا الأساس، وقوات الدفاع الشعبي دعمتهم، قاتلت معها ورفعت من معنوياتها
جعلهم أكثر ذكاءً في المعركة والتنظيم، هذه حقيقة، لكن المغالطة في قول "كلتا التنظيمين تنظيم واحد" ليس صحيحاً، إن وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ)، التي أصبحت فيما بعد قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، هي هيكل اكتسب اعترافاً عالمياً بهويته، ما فعلناه هو دعمهم في ظروف صعبة، تقول الدولة التركية دائماً إن وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي هما حزب العمال الكردستاني نفسه، من أجل ألا يصبح للكرد في سوريا أية حقوق، لذلك فهي تريد وضع وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي على قائمة الإرهاب، وتريد القضاء على النضال المشروع للشعب الكردي، هذا هو هدفها الرئيسي، والحاق اسم حزب العمال الكردستاني باسم وحدات حماية الشعب، هو تعبير عن مدى معاداتها للشعب الكردي.
في سلسلة الانتصارات ضد تنظيم داعش الإرهابي، ما هو الدور الذي قمتم بها...؟
هذه الحرب خلصت البشرية من تنظيم داعش الإرهابي لو كانت احتلت كوباني بقوتها، لكانت داعش قد سيطرت على مناطق أخرى من روج آفا أيضاً، وبهذه الطريقة كانت ستحتل سوريا بالكامل، وربما كانت ستتجه نحو جنوب كردستان وتحتل أماكن كثيرة منها، وكانت ستؤسس الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تسعى اليها داعش، وفي كوباني فقدنا 500 من نخبة كوادرنا، وهذا ما قصم ظهر داعش الإرهابي، هذه النتيجة مهمة جداً، تم ذلك في وقت لم يكن فيه أحد قادراً على مواجهة داعش، وبعدها الكل استمد القوة من ذلك، الدولة العراقية جمّعت قواتها والبشمركة ايضاً كذلك، الكل دخل في مرحلة المقاوم ضد داعش، صحيح أن القصف الجوي للتحالف الدولي مهم، ولها نتائج عملية، كما شارك الحشد الشعبي مع الجيش العراقي وحرروا الموصل وهذا لم يكن عادياً، كما حارب قوات البيشمركه تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك الحكومة السورية وايران وروسيا حاربت داعش، ولكن إذا لم يتدخل حزب العمال الكردستاني في شنكال وتشعل شرارة المقاومة ضد داعش وإن لم تصل روح المقاومة في كوباني الى ذروتها وتحقيق النصر، لما قامت مثل هذه المقاومة البطولية ضد داعش.
مثلا القوى الأوروبية لم تتبنى القتال ضد داعش على الأرض، نعم، كان لديهم قوات على الأرض، لكن أولئك الذين دافعوا عن هذه القوة كانوا أيضاً قوى محلية، على سبيل المثال وحدات حماية الشعب (YPG) حمت القوات الأمريكية، كان مهمتهم الرئيسية هو المجال الجوي، عبر الجو، لا نستطيع القضاء على قوة على الأرض، مالم يكن هناك حرب على الأرض، عبر الجو وحده لا يمكن القضاء على قوة، وهذا ظهر مؤخراً في أفغانستان، باختصار، من خلال مقاومة وتقديم الدماء، نحن أول من رفع راية المقاومة وقدناها وحققنا النصر ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ما هو شعوركم كعضو وقيادي للقوات التي هزمت تنظيم داعش الارهابي؟ ماذا تقولون عن انتصاركم هذا وتأثيره على الديناميكيات المحلية؟
فيما يتعلق بهذا السؤال، أود أن أقدر بشكل خاص دور القائد عبد الله اوجلان في هذه الانتصارات التي حققناها، لان اقتراحاته ومساعيه ودعواته ووجهات نظره في القتال ضد داعش مصدراً رئيسياً لقوتنا التي واجهنا بها هذا التنظيم الخطر والارهابي، حيث كان للقائد اوجلان دوراً هاما في هزيمة داعش، حينها لم تكن العزلة مشددة عليه كما هو الحال الآن وكانت الوفود تتمكن من اللقاء به.
كما أعطى القائد اوجلان وجهات نظره فيما يتعلق بشنكال وكركوك وجنوب كردستان من خلال تلك الوفود، وأعلن النفير العام بشأن كوباني، واوضح الطريق الذي يجب ان يسير بها شعبنا، وانشأ ارضية لقواتنا بأن تقاتل ببسالة ضد التنظيم الارهابي داعش والدفاع عن اراضيه ومقدساته؛ ما قام به القائد اوجلان كان خدمة للبشرية جمعاء، وكان للقائد والشهداء دوراً رئيسياً في انقاذ العالم من الظلام والارهاب، لأنه كان مصدر الهام ليس فقط لقوات الدفاع الشعبي، وانما لقوات وحدات حماية الشعب وجميع القوات، حيث استمدت الشابات والشباب في وحدات حماية الشعب والشبيبة العربية في روج افا، الهامهم من القائد اوجلان وناضلوا ضد داعش بروح فدائية، حيث انضمت الشبيبة العربية ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية مؤكدين ان القائد اوجلان هو قائدهم وقائد الشرق الأوسط. وانهم سينتهجون فكره وفلسفته خلال مسيرتهم النضالية.
يوحّد منظور الأمة الديمقراطية الذي ينادي بها القائد اوجلان الكرد والعرب والآشوريين والتركمان والأرمن في شمال وشرق سوريا وأساس هذا النموذج الأيديولوجي الفلسفي هو القائد اوجلان الذي وضع اسس الروح الفدائية، هذه الروج التي وحدت صف مكونات المنطقة بكل طوائفها والنضال ضد تنظيم داعش الارهابي الذي كان يهدف لإنهاء هذا الصف وهذا التلاحم؛ كما ان خط حرية المرأة الذي وضعه القائد اوجلان، اسس أقوى استجابة وأكثرها ثورية للنهج العقائدي والقمعي للمرأة، الذي ينتهجه هذا التنظيم الارهابي داعش وجميع أنواع التنظيمات المتشددة والمتطرفة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ نحن والعالم اجمعه مدين للقائد اوجلان بشأن هذه القضايا، نحن فقط حولنا نهج القائد الى طريقة عملية، وكأعضاء لهذه الحركة، قدمنا مساعي لمستوى معين حتى ينجح هذا المنظور بشكل عام، لكن من وضع اسسها هو القائد اوجلان ومن ضحى لتطبيقها هم الشهداء الابطال.
نحن في حزب العمال الكردستاني، فخورون بمقاومتنا، وفرحين بتنفيذ منظور قيادتنا الى حد ما، وبالطبع هذه المقاومة تحققت من خلال النضال الحقيقي لشهدائنا الأبطال ونحن في الأساس مدينون لهم؛ لقد قدمنا الكثير من الشهداء العظام، لذا استذكرهم جميعاً بكل احترام وتقدير، نحن اليوم في هذا المنبر بفضلهم، وبفضلهم تمكنا من الإطاحة بالإمبراطورية المنظمة والرجعية داعش، والتي كانت خدمة عظيمة للبشرية جمعاء؛ يعرّف حزب العمال الكردستاني نفسه بأنه حزب إنساني، حزب يتمتع بروح متوازنة وديمقراطية وليبرالية، لذلك فإن التضحيات التي قدمها في هذا الطريق، قدمها بإرادة عظيمة وهو غير نادم على ذلك.
ماذا سيكون موقف حركتكم إذا عادت داعش أو هياكل مثلها للظهور؟
حزب العمال الكردستاني على استعداد لدفع نفس الثمن مقابل الحرية والإنسانية والقيم الديمقراطية، وخاصة لحرية المرأة، في الوقت الحاضر، يستمر نضالنا ضد الإرهاب الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، الذي يعد الوجه الخفي لتنظيم داعش الارهابي.
لقد اتخذتم مثل هذا القرار المهم لهزيمة قوة مثل داعش، التي كانت الملاذ الأخير للتخلف والوحشية في العالم، الا انكم حولتموه الى عملية لهزيمته، لكن على الرغم من هذا في تشرين الثاني 2018، اصدرت الادارة الامريكية DYE قراراً باعتقال ثلاثة من قياديي حزب العمال الكردستاني، ما رأيكم بهذا؟
نعم، تتضمن قائمة جوائز الولايات المتحدة الامريكية، قيادينا الثلاث التي قررت وضع هذه العملية موضع التنفيذ، ولعبت دوراً في تطوير النضال ضد داعش، ومهدوا الطريق لوجهات نظر القائد اوجلان، وهي شهادة على نفاق الحداثة الرأسمالية، لا أريد أن أقول الكثير في هذا الموضوع، لكن لا يوجد جانب ضميري أو أخلاقي أو قانوني لحقيقة أن هؤلاء الأشخاص الذين لهم دور في هزيمة داعش قد يتم استهدافهم وتقدير مكافأة بملايين الدولارات من أجل ذلك، مثل هذا القرار اتخذ فقط من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية، من أجل إرضاء الدولة التركية، في هذه الحالة، فإن دور أشخاص مثل جيفري والمديرين التنفيذيين في ذلك الوقت الذي سيتم تحديده هو في الأساس هذا النظام، نحتاج أن نرى ما هو ذهنية النظام المتاح، يستهدفون الشخصيات المهمة التي لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة داعش في حين هم انفسهم يقاتلون داعش، هذا امر لا علاقة له بالقيم والأخلاق والنزاهة والقانون، وانما هو موقف ينتهك كل القيم الإنسانية لمصالحهم الخاصة، فقط اود قول هذا فيما يتعلق بهذا الموضوع.
وأيضاً الجميع يدرك أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية قد عارضت الكرد لفترة طويلة، وبالأخص عدائها لحزب العمال الكردستاني وحساسيتها تجاهه، الآن هم يتواجدون في روج افا وهم يراقبون أيضاً أشياء كثيرة ولكن كيفية مقارنتها بالواقع هي مسألة نقاش.
في هذه الأيام، ومع اقتراب ذكرى انتصار كوباني، شن تنظيم داعش الارهابي هجوماً جديداً على الحسكة، ما آلية قراءتكم للموضوع؟
نحن لسنا على اطلاع كامل حتى الآن، لكن يبدو أنها كانت عملية من اجل تحرير 5000 مقاتل من داعش محتجزين في سجن الحسكة، واحتلال جزء على الأقل من المدينة واستعادة قوتهم السابقة، من المستحيل على دول المنطقة المهيمنة ألا تكون على دراية بمثل هذه المحاولة، وذلك لأن الهجوم تم تنظيمه في المقر الرئيسي في سري كانيه، وهذا يعني أن موافقة ترامب على احتلال تركيا لكري سبي وسري كانيه كانا أساساً لبناء ارضية لداعش، ما الفرق بينهم وبين داعش في سري كانيه...؟ بالطبع، إذا كان تنظيم داعش الارهابي قد اتخذ مثل هذه الخطوة في الحسكة اليوم، فهو مرتبط باحتلال الدولة التركية لسري كانيه.
طالما تعلم روسيا والولايات المتحدة ذلك، لماذا تلتزم الصمت؟ ما علاقة هذا بتركيا؟
روسيا تتعامل بتسلط وفقاً لمصالحها، لذا تلتزم الصمت، والولايات المتحدة مخادعة، هي أيضاً تغض الطرف لأنها ترى أنه لا يخدم مصالحها، هذه القوى المهيمنة التي وضعت العالم في قبضتها وسيطرت عليها، لديها قدرات استخباراتية وتكنولوجية متقدمة، فهي تعلم وترى ما تفعله تركيا إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في عفرين، إدلب، سري كانيه وكري سبي، دعونا نتساءل أين عثر على البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي وأين قتل؟ ألم يقتل في المناطق الخاضعة لسيطرة دولة الاحتلال التركي؟ وهو الآن يدعي بأنه يقوم بعمليات كبيرة ضد أعضاء داعش الإرهابي في تركيا بدافع الخداع والمراوغة، لكن هذا غير صحيح، كما يدعون انهم قبضوا عليهم ويحاكمونهم، في الحقيقة أنها تطلق سراحهم أو تسفرهم إلى الخارج، إذا كانت هناك جريمة فإنها تصدر بحقهم عقوبات خفيفة لخداعنا.
في الأساس يسعى نظام حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية إلى الهيمنة على الشرق الأوسط وبسط سيطرتها ونفوذها عبر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة والإخوان المسلمين وجبهة النصرة، على هذا الأساس يرغب في إضعاف الكرد وتصفيتهم، كما يسعى من خلال سياسات الإرهاب والإبادة على الكرد إلى بسط نفوذها على الشرق الأوسط وجعلها قوة امبريالية عظمى في المنطقة، ولهذا فإن حليفتها قطر تستخدم داعش الإرهابي وتسعى لأن تصبح قوة كبرى، وهذا ما نسميه بالعثمانيين الجدد، من غير المعقول ألا تعلم القوى الدولية بهذا، من المؤكد أنها تعلم لكنها تغض الطرف حرصاً على مصالحها، وهذا يظهر حقيقة هذه القوى، كما أنها تغض الطرف عن الانتهاكات التي تمارسها الدولة التركية في روج آفا وشنكال، حيث التزمت الصمت حيال الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، نحن ندرك جيداً هذه الحقيقة، لكن يجب أن يعلم الرأي العام وشعبنا الحقيقة أيضاً، يستخدم نظام حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية إرهاب الدولة بأشكال مختلفة، بشكل أساسي ضد الشعب الكردي، وضد شعوب المنطقة، من خلال هذه التنظيمات العالمية التي نسميها إرهابية.
كيف يمكن تصفية تنظيم داعش الإرهابي بشكل تام؟
في الحقيقة من المستحيل القضاء على داعش الإرهابي بشكل كامل دون القضاء على إمكانيات الدولة التركية بإنشاء مقرات للتنظيمات الجهادية في سوريا وفي بعض الأماكن على أراضيها، لأن تنظيم داعش الإرهابي المرتبط مع التنظيمات الجهادية الأخرى في المناطق التي تحتلها تركيا، ينظم نفسه ويجند الكوادر هناك وسينعش من جديد متى سنحت له الفرصة، لذا من أجل القضاء على داعش الإرهابي، يجب على تركيا الانسحاب من سوريا أولاً، وأن تمتنع تركيا وقطر من دعم هذه التنظيمات، طالما يتم دعمها، فستظل الجماعات الإرهابية التي تعمل تحت اسم الإسلام المتطرف موجودة دائماً، وحتى إن تم القضاء على داعش كتنظيم، فإن ذهنية داعش ستبقى دائماً.
في النهاية ماذا تود أن تقول؟
لعب شعب كردستان وبالأخص شعبنا في كوباني وروج آفا بدور مهم في مرحلة الحرب، حيث توحدت جميع مكونات المنطقة من عرب، سريان، آشور، أرمن، شيشان، شركس وتركمان ووقفوا ضد الرجعية، كما أظهر المثال الأكثر بروزاً لنموذج الأمة الديمقراطية التي أرساها القائد عبد الله أوجلان، ووفت جميع العشائر ذات الدور الفعال في المنطقة بوعودها في جميع مراحل الحرب، خاصة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وقدمت إسهامات جلة من اجل تحقيق النصر، كل هذا يشجعنا على بذل المزيد من الجهد وتصعيد النضال من أجل حرية وامن شعبنا.
علينا ان ندرك جيداً أننا شعوب الشرق الأوسط بإمكاننا تأسيس حياة حرة ديمقراطية في هذه الأرض من خلال الاستناد على قوتنا دون الاعتماد على القوى الخارجية ودون أن نأمل منهم كثيراً، من خلال تقوية أنفسنا وبالاعتماد على وحدة الشعوب وبفضل إخوة الشعوب، هذا هو السبيل الوحيد ولا يوجد سواها، إن الاعتقاد بوجود من يأتي ويحل مشاكلنا بعصا سحرية لهو خطأ فادح بل ضرب من الهذيان، يمكننا التخلص من هذه المشاكل في إطار إخوة الشعوب والتحالف فيما بينهم مع السير على خط الديمقراطي التحرري ونموذج الأمة الديمقراطية للقائد أوجلان وبناء نظام ديمقراطي حر في المنطقة، وفي النهاية أتقدم بالتحية لشعبنا الوطني وكل القوى وقواد شعبنا و الديناميكيات الثورية الذين قاموا بمسؤولياتهم على أتم وجه ورسخوا إيماننا بالنصر.